الرئيس التونسي يتوعد 'العملاء والخونة' بالمزيد من خطوات الإصلاح

تونس - يؤكد الرئيس التونسي قيس سعيد تمسكه بنهج الاصلاح متوعدا من وصفهم "بالخونة والعملاء"رغم الضغوط التي تمارسها ضده المعارضة المشتتة من خلال تصعيد تحركاتها في الشارع.
وأفاد الرئيس سعيد إثر إشرافه على موكب الاحتفال بالذكرى 59 لجلاء القوات الفرنسية عن تونس وذلك في مدينة بنزرت شمال البلاد بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزير الدفاع عماد مميش أنه لا يعترف سوى "بالنصر" في إشارة إلى القوى المعارضة لتوجهاته.
وفي لقائه بعدد من المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي قال سعيد "إذا عهدنا فننجز... لن نقبل إلا بالنجاح والنصر" مؤكدا أنه سيستمر في نفس النهج حتى تحقيق النصر.
وأضاف أنه "سيعيد المجد لتونس وإنقاذ الدولة من براثن الذين يعبثون ويحاولون العبث بمقدرات الشعب" متابعا "تونس ستبقى حرة مستقلة والشعب هو صاحب السيادة ونحن متمسكون بحقنا في الجلاء وسيحصل جلاء جديد حتى تتخلّص تونس من كل من يريد ضرب استقلالها أو يكون عميلا للخارج وخائنا".
وتأتي تصريحات الرئيس التونسي بالتزامن مع مسيرتين الأولى نظمتها جبهة الخلاص الوطني بقيادة حركة النهضة الإسلامية والثانية نظمها الحزب الدستوري الحر.
وتضم جبهة الخلاص ائتلاف "مواطنون ضد الانقلاب" وحركة النهضة وأحزابا أخرى تجمعت بهدف معارضة خطوات سعيد.
وتتقاطع مصالح هاتين القوتين المتنافستين في رفض قرارات قيس سعيد ووضع العراقيل أمام جهود الإصلاح التي يقوم بها.
ورغم أن القوى المعارضة التي تستغل الازمة الاقتصادية والمالية لتأجيج الشارع ضد قيس سعيد تتحدث عن مشاركة الآلاف من المواطنين في المسيرتين لكن وزارة الداخلية نشرت صورا كشفت من خلالها وجود حضور ضعيف.
وقالت الداخلية في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على فيسبوك السبت إنها ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم في محيط الاحتجاجات وبحوزتهم مبالغ مالية في تكرار لأحداث سابقة.
وأوضحت الوزارة أنه "تم ضبط 04 أشخاص بأماكن مختلفة من محيط التحركات الاحتجاجية بحوزتهم مبالغ مالية متفاوتة كالآتي (12 ألف دينار، 1190 دينارا، 2000 دينار و1200 دينار) وتحوز أحدهم على علبة غاز مشل للحركة".
ويرى مراقبون أن الرئيس، الذي ألقى باللوم على من سماهم "المكتنزين والمضاربين" في النقص، يحتفظ بدعم واسع بين العديد من التونسيين، لكن الصعوبات المتزايدة تسبب الإحباط وتزيد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ويحتج تونسيون منذ الأسبوع الماضي في مدينة جرجيس جنوب البلاد، على دفن ذويهم في قبور لمجهولي الهوية بعدما لقوا حتفهم إثر غرق قاربهم، في واحدة من الحوادث المتكررة التي تقع للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا فيما أبدى قيس سعيد تعاطفا مع أهالي الضحايا.
ولا يمكن تحميل قيس سعيد مسؤولية أخطاء قوى سياسية سيطرة على الوضع السياسي خلال عشر سنوات ومكنت لوبيات الفساد من السيطرة على مفاصل الدولة والإضرار بالاقتصاد التونسي.