الرئيسان المصري والصومالي في إريتريا لبحث تحالف ثلاثي ضد إثيوبيا

نيروبي - يزور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إريتريا الخميس، ومن المقرر أن يزورها نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في اليوم نفسه، وسط أنباء عن إجراء محادثات ثلاثية قد تمهد لتشكيل تحالف عسكري محتمل بين ثلاث دول ضد إثيوبيا، مما قد يزيد التوترات في القرن الأفريقي.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي الذي تدعم حكومته الصومال ضد إثيوبيا، سيتوجه إلى إريتريا "لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الإعلام الإريترية أن محمود وصل إلى أسمرة مساء الأربعاء في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من نظيره الإريتري أسياس أفورقي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويرافق الرئيس الصومالي في الزيارة وزير الخارجية، أحمد معلم الفقي الذي أشار في تصريح لوكالة أنباء "سونا" قبل المغادرة، إلى أن المحادثات ستركز أيضا على القضايا الإقليمية التي تؤثر على منطقة القرن الأفريقي، مع إيلاء اهتمام خاص لتعزيز التعاون في القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وبحسب المصادر التي نقلها موقع "غاروي أون لاين" الإخباري الصومالي، فإن محمود سيشارك خلال وجوده في أسمرة، في حوار ثلاثي مع مصر. وهي أنباء، إذا تأكدت، ستمهد الطريق أمام تحالف عسكري محتمل بين ثلاث دول ضد إثيوبيا، مما قد يزيد التوترات في القرن الأفريقي. وفق الموقع ذاته.
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت الشهر الماضي في نيويورك، تم عقد اجتماع ثلاثي بين وزير خارجية مصر، بدر عبدالعاطي ونظيريه من الصومال وإريتريا أحمد معلم الفقي وعثمان صالح بهدف إعادة تأكيد الإرادة السياسية لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة واحترام سيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.
وذكرت وزارة الخارجية بالقاهرة في مذكرة رسمية أن الأطراف الثلاثة "أكدت على ضرورة القيام بالتنسيق والتعاون الوثيقين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة المقبلة، بما يحقق مصلحة الشعوب الثلاثة، في ضوء اتفاق السلام الشامل". روابط الأخوة والصداقة التي تجمعهم، وتوافق الرؤى والمواقف".
وانحازت مصر سياسيا إلى جانب الصومال في النزاع بينها وبين إثيوبيا إثر الإعلان في الأول من يناير عن توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وإقليم أرض الصومال الذي أعلن في تسعينيات القرن الماضي عن قرار أحادي بالاستقلال بعد عقود من الوحدة المشوهة.
وتقضي مذكرة التفاهم بتأجير واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً لمدة 50 عاماً لإثيوبيا التي تريد إنشاء قاعدة بحرية وميناء تجاري على الساحل. وقالت السلطات في أرض الصومال إنه في مقابل هذا الوصول إلى البحر، ستصبح إثيوبيا أول دولة تعترف بها رسميا.
وأثارت مذكرة التفاهم غضب الحكومة المركزية الصومالية التي اعتبرتها غير قانونية، وتمس بسيادة البلاد. وأعلنت مقديشو على مدار الأشهر الماضية عن سلسلة من الإجراءات بينها طرد السفير الإثيوبي، والأمر بإغلاق قنصليتي إثيوبيا في أرض الصومال وبونتلاند في أبريل الماضي.
وردت الصومال بتعزيز علاقاتها مع مصر منافسة إثيوبيا التي تعارض خصوصا السد الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
واتخذ التعاون بين مصر والصومال منحى عسكريا مع توقيع في 14 أغسطس بروتوكول للتعاون العسكري وملحقاته، لم يتم الكشف عن محتواه.
وبدأت مصر تسليم الإمدادات العسكرية إلى الصومال في أغسطس، حيث حملت عدة قوافل الأسلحة إلى مبنى وزارة الدفاع والقواعد العسكرية القريبة.
وبحسب بعض المصادر الإعلامية، تشتمل الشحنة على مدافع هاوتزر من طراز M1938 عيار 122 ملم وصواريخ مضادة للدبابات وذخيرة ثقيلة، وهي أكبر شحنة أسلحة منذ رفع الحظر المفروض على الصومال.
وللسماح بعمليات التفريغ، تم إغلاق ميناء مقديشو أمام حركة المرور التجارية. ويمثل وصول الشحنة أول خطوة ملموسة للتضامن الذي أبدته القاهرة تجاه حليفتها الصومالية في سياق الأزمة الدبلوماسية مع إثيوبيا.
وبعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري مع الصومال لإرسال 10 آلاف جندي مصري إلى مقديشو، والتي أثارت غضب إثيوبيا المجاورة، تدرس الحكومة في القاهرة الدخول في اتفاقية مماثلة مع إريتريا، والتي ستتضمن أيضًا تدابير ثنائية لحماية الشحن في الصومال وفي البحر الأحمر.
وكتبت صحيفة "ذا ناشيونال" عن ذلك، مؤكدة أنه في الوقت نفسه تناقش مصر أيضًا مع أسمرة وساطة مصرية محتملة في الصراع المستمر منذ عشر سنوات بين الحكومة الإريترية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بعد الحرب التي انتهت قبل عامين والتي وضعته في مواجهة الجيش الإثيوبي.
وتأتي المحادثات بين مصر وإريتريا في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها رئيس المخابرات المصرية إلى أسمرة الشهر الماضي كمال عباس، قريب جدًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي ويرافقه وزير الخارجية بدر عبدالعاطي. والتقى الوفدان بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وبحسب ما أوردته الخارجية المصرية فقد سلموه رسالة مباشرة من السيسي تهدف إلى "تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات".
وتدهورت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، رغم دعم أسمرة لقوات الحكومة الإثيوبية في النزاع مع متمردي تيغراي بين عامي 2020 و2022.
وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي تعليق رحلاتها إلى أسمرة بسبب ظروف تشغيل "صعبة".
وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الإثيوبية مسفين تاسيو إلى أن شركة الطيران بذلت جهودًا مختلفة للحفاظ على الرحلات الجوية إلى إريتريا على الرغم من سلسلة التحديات التي دفعت شركة الطيران في النهاية إلى تعليق رحلاتها إلى إريتريا.
وأشار إلى أن الخطوط الجوية الإثيوبية قدمت خدمات الطيران مرتين في الأسبوع لعملائها الإريتريين من وإلى إثيوبيا خلال السنوات الست الماضية.
ومع ذلك، تعرضت الخطوط الجوية الإثيوبية مؤخرًا لضغوط مختلفة من قبل هيئة الطيران المدني الإريترية.
ويحكم أسياس أفورقي إريتريا، الملقبة بكوريا الشمالية الأفريقية، بقبضة من حديد منذ إعلان استقلال البلاد عن إثيوبيا عام 1993، بعد ثلاثة عقود من الحرب.