الرئاسي اليمني يرفع سقف الطموحات في ذكرى تأسيسه: الخلاص من الحوثيين

العليمي يدعو إلى توحيد الصفوف والإسناد الفاعل لمعركة الخلاص التي تتعزز ساعتها الحاسمة في العام الرابع من عمر مجلس القيادة الرئاسي.
الأربعاء 2025/04/09
لهجة تصعيدية

عدن - تحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في بيان أصدره في الذكرى السنوية الثالثة لتأسيس المجلس عن اقتراب ساعة حسم “معركة الخلاص” من جماعة الحوثي التي تعتبرها السلطة المعترف بها دوليا بقيادة العليمي منقلبة على الشرعية اليمنية ومحتلة للعاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال وغرب اليمن.

وجاء ذلك مرتبطا بالتطوّر الكبير الجاري في المعركة ضدّ الحوثيين والمتمثّل في حملة القصف الشديد التي تشنها القوات الأميركية على مواقعهم ومنشآتهم الحيوية وآلتهم العسكرية منذ منتصف مارس الماضي.

لكن اللهجة التصعيدية التي صيغ بها بيان الرئاسي أثارت الأسئلة عما إذا كان رئيس المجلس يتحدّث على إجراءات عملية على الأرض في اتّجاه انخراط معسكر الشرعية في معركة إنهاء سيطرة الحوثي على المناطق وإسقاط سلطتهم الموازية، أم أن الأمر يتعلّق بمجرّد خطاب دعائي في غمرة الانتقادات الحادّة التي وجهت لمجلس القيادة في ذكرى تأسيسه وانصبت على أدائه في إدارة شؤون السلطة وتنظيم العلاقة بين شركائها والاهتمام بأوضاع سكان المناطق التابعة لها، وهي جوانب فشل فيها المجلس إلى حدّ بعيد.

ودعا العليمي في البيان المنشور عبر منصتي فيسبوك وإكس إلى توحيد الصفوف والإسناد الفاعل لمعركة الخلاص التي تتعزز ساعتها الحاسمة في العام الرابع من عمر مجلس القيادة الرئاسي.

وتعهد “باستعادة مؤسسات الدولة المغتصبة، وإنهاء المعاناة التي صنعتها حرب المليشيات الحوثية الإرهابية بدعم من النظام الإيراني.”

وأشار إلى أنه “رغم تعقيدات المرحلة، مثّل مجلس القيادة الرئاسي بدعم من الأشقاء والأصدقاء، محطة هامة في توحيد القوى الوطنية حول هدف إسقاط الانقلاب الحوثي، ومواجهة التحديات المتشابكة، وإحباط مخططات الميليشيات الإرهابية وداعميها لإغراق المحافظات المحررة بالفوضى والأزمات الاقتصادية والإنسانية.”

وكانت شبكة سي إن إن الأميركية قد كشفت قبل أيام نقلا عن مصادر دبلوماسية إقليمية ما سمّته “استعدادات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لشن هجوم بري واسع النطاق ضد جماعة الحوثي، يشمل تقدما من عدة محاور لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي.”

انخراط الشرعية في أي جهد عسكري كبير ضد الحوثيين يعني تخلي السعودية عن مسار السلام والعودة إلى خيار الحرب

وأضافت المصادر أن “الولايات المتحدة قد تقدم دعما لوجستيا وذخائر للقوات اليمنية، دون نشر قوات برية باستثناء عدد محدود من القوات الخاصة لتوجيه الضربات الجوية.”

ومن حين لآخر تتجدد اشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين ما يهدد تهدئة ميدانية بدأت في أبريل 2022، فيما تواصل الجماعة السيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر 2014.

ويعتبر التزام الشرعية اليمنية بالتهدئة ضد الحوثيين والالتزام بالانخراط في محاولات إبرام سلام معهم استجابة لتوجّه المملكة العربية السعودية الداعم الرئيسي لها والتي اختارت نهج السلام مع الجماعة وانخرطت لأجل ذلك في جهود تقودها منظمة الأمم المتحدة.

وعلى هذا الأساس لن تكون مشاركة الشرعية اليمنية في أي جهد عسكري كبير ضد الحوثيين إلا بمباركة الرياض ودعمها، وسيكون ذلك في حال حدوثه عدولا من قبل المملكة عن النهج السلمي الذي اختارته منذ سنوات وعودة إلى خيار الحرب الذي تخلّت عنها في إطار رغبتها في إشاعة أكبر قدر من الهدوء من حولها تمهيدا لأرضية تنفيذ مخططها التنموي بالغ الطموح.

وفي سياق متصل ببيان مجلس القيادة قالت وزارة الخارجية اليمنية إنّ العليمي عقد اجتماعا بقيادات الوزارة ورؤساء البعثات الدبلوماسية بحضور وزير الخارجية وشؤون المغتربين شائع الزنداني وضع خلاله قيادة الوزارة ورؤساء البعثات الدبلوماسية “أمام مستجدات الوضع المحلي، والتحديات المتشابكة، والفرص المتاحة لتحسين الأوضاع المعيشية، والمضي قدما في جهود استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية.”

ونقل بيان الخارجية في بيان قول العليمي للمجتمعين “نلتقيكم اليوم في مرحلة حاسمة من تاريخ معركتنا الوطنية التي نعول فيها كثيرا على الدبلوماسية اليمنية لتأمين دعم دولي متكامل لمعركة الخلاص التي انتظرها شعبنا طويلا،” مشدّدا “على دور السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج في التعاطي مع مستجدات المرحلة، والاستجابة الفعالة للمتغيرات الراهنة على كافة المستويات.”

3