الذكاء يثير جدلا حول مستقبل السينما

برلين - يبدو أن التطور في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل عملية صناعة الأفلام السينمائية بدءا من التعاقد مع الممثلين حتى الحصول على التراخيص اللازمة للتصوير أرخص وأبسط مما هي عليه الآن، كما حدث في الفيلم القصير الجديد الذي تم إنتاجه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
جاء فيلم “الصقيع” أو “ذا فروست” الذي يمكن مشاهدته مجانا على موقع “أم.آي.تي تكنولوجي ريفيو” ليوضح مدى اقتراب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام إلى جانب الأشكال الجديدة من الفنون.
أنتجت شركة تطوير ألعاب الكمبيوتر “واي مارك” الفيلم البالغ مدته 12 دقيقة من خلال صور ثابتة واستخدام مولدات صور الذكاء الاصطناعي دي.أي.أل.أل-إي2 ودي.أي.أل.أل-إي لإنتاج كل لقطة. وبعد ذلك تم تحريك الصور باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي دي-آي.دي.
فيلم "الصقيع" جاء ليوضح مدى اقتراب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام إلى جانب الأشكال الجديدة من الفنون
واتضح على الفور أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام مازال في المهد، لكن منتجي الفيلم يقولون أيضا إنهم لا يحاولون توفير بديل كامل للأفلام الحقيقية التي تعتمد على الممثلين.
ويبدو أن نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج فيلم سينمائي جاءت سريالية ومقلقة، فالفيلم يبدو خليطا من الأساليب السينمائية المختلفة من الكولاج والرسوم المتحركة والأفلام الحقيقية، فهو إذن خلق نوعا خاصا به من السينما.
وقال جوش روبن، مخرج فيلم “ذا فروست”، “كان الأمر بمثابة كفاح للحصول على أشياء محددة من تقنية الذكاء الاصطناعي دي.أي.أل.أل - إي، مثل إظهار التعبير عن المشاعر على الوجوه… لكن في أوقات أخرى، شعرنا بالبهجة، كنا نقول يا إلهي هل هذا الشيء الخيالي يحدث أمام أعيننا”.
ويزيد هذا الفيلم من مخاوف العاملين في القطاع السينمائي حول إلى أي مدى يمكن توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الصناعة، وحدود تأثيراتها على العاملين بها عموما، والكثير من الأسئلة التي يثيرها التطور المذهل في فترة وجيزة.
ويخشى السينمائيون من أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على كتابة نص برمجي، وأن يكون قادرا على إنشاء ممثلين ومجموعات رقمية لإنتاج هذا النص، وتجهيزه للجمهور لمشاهدته دون الحاجة إلى عمل أي شخص على الإطلاق عليه، باستثناء الأشخاص الذين يعملون مع الذكاء الاصطناعي. حينها بالتأكيد سيكون يوما حزينا للعاملين في الفن السابع الذين سيخسرون وظائفهم تباعا.