الذكاء الاصطناعي يهيمن على معرض فيفاتك للتكنولوجيا في باريس

من المتوقّع أن يشهد المعرض عدد زوار يعادل أقلّه ما شهدته نسخة 2023 أي 150 ألف زائر، وما لا يقل عن 2500 مستثمر.
الخميس 2024/05/23
هل لديكم فكرة لمرحلة ما بعد الروبوتات؟

تحولت نسخة 2024 من معرض فيفاتك إلى منصة تهيمن على ابتكاراتها ثورة الذكاء الاصطناعي، وهو اتجاه يتوقع أن يغير شكل الأعمال في المستقبل، ومن المرجح أن يغذي نمو اقتصادات الدول بفضل الاستثمارات الضخمة، التي سيتم ضخها في هذا المجال.

باريس - يطغى الذكاء الاصطناعي على المواضيع المطروحة في فيفاتك، أكبر معرض للتكنولوجيا الحديثة في أوروبا، والذي انطلق الأربعاء في باريس مع حضور ممثلين عن شركات عالمية متخصصة في القطاع.

ومن المتوقّع أن يشهد المعرض، الذي سيُقام حتى السبت في بورت دو فرساي، عدد زوار يعادل أقلّه ما شهدته نسخة 2023 أي 150 ألف زائر، وما لا يقل عن 2500 مستثمر.

ويحضر آلاف الزوار إلى المعرض سعيا إلى استكشاف أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي يعرضها أكثر من 11 ألف ممثل عن شركات ناشئة مثل أوبن أي.آي، ومجموعات كبيرة من أمثال أورانج الفرنسية وهواوي الصينية.

وخلال فعاليات إطلاق النسخة الثامنة من المعرض، قال رئيسه ومؤسسه موريس ليفي أن “الذكاء الاصطناعي سيكون في صلب كل ما سترونه”.

وكان المدير العام لفيفاتك فرنسوا بيتوزيه، قد قال لوكالة فرانس برس عشية هذا الحدث “سندخل في صلب الموضوع. نرغب في وقف المناقشات النظرية بشأن الذكاء الاصطناعي والتركيز على ابتكارات ملموسة”.

موريس ليفي: الذكاء الاصطناعي سيكون في صلب كل ما سترونه
موريس ليفي: الذكاء الاصطناعي سيكون في صلب كل ما سترونه

وارتفعت الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميا بشكل مطرد من نحو 1.3 مليار دولار في العام 2022 إلى 17.8 مليار دولار سنة 2023، بحسب تقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وتشير تقديرات شركة الاستشارات الأميركية ماكينزي إلى أن الذكاء التوليدي يمكن أن يضيف 7.3 تريليون دولار من القيمة إلى الاقتصاد العالمي كل عام، وتعتقد أنه يمكن أتمتة نصف أنشطة العمل بين عامي 2030 و2060.

ومع ذلك، فإن هذا يعني أن الشركات تواجه أيضا تحديات كبيرة، مثل التكرار وإعادة التفكير في نماذج أعمالها، إذا كانت تريد تحقيق إمكانات الذكاء الاصطناعي بالكامل.

وفي خضم هذا المسار تتزايد قناعة الخبراء بأن ضبط حدود الذكاء الاصطناعي وجعل استثماراته أكثر توسعا مستقبلا سيكون رهينا بتطويع القواعد التنظيمية لجعلها أكثر مرونة في ظل الهجمة التقنية المتقدمة التي يواجهها العالم.

وقالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الرقمية مارينا فيراري “مع تسارع الذكاء الاصطناعي، نشهد ثورة فعلية يمكن مقارنتها باختراع المطبعة أو الكهرباء”.

وتابعت “لكن لا تخافوا. خلال العقد المقبل، سيساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق نمو في مجالات مختلفة في فرنسا، يعادل ما بين 250 و430 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي الإضافي”.

واستندت فيراري بهذه الأرقام التي تضمنها تقرير حديث للجنة المعنية بالذكاء الاصطناعي رُفع إلى قصر الإليزيه.

وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي لم يتمكن من حضور افتتاح هذا الحدث التكنولوجي بسبب توجهه إلى كاليدونيا الجديدة، عن سلسلة جديدة من الإجراءات لتعزيز السياسة المتعلقة بهذا المجال.

17.8

مليار دولار استثمارات هذا المجال في عام 2023 ارتفاعا من 1.3 مليار دولار قبل عام

ومن بين الإجراءات تخصيص حوالي 400 مليون يورو إضافية لتمويل مراكز التفوّق المخصصة لتدريب المتخصصين في الذكاء الاصطناعي.

ومن بين المُنتظر حضورهم في فيفاتك، المشارك في تأسيس شركة أنثروبيك داريو أمودي، والمشارك في تأسيس الشركة الفرنسية ميسترال أي.آي، ورئيسها أرتور مينش، ومدير مختبر الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة ميتا يان لو كون.

وستكون أوبن أي.آي الأميركية، مُبتكرة برنامج تشات جي.بي.تي الشهير، حاضرة، وستقدّم عروضا توضيحية لنسختها الجديدة من البرنامج القادرة على إجراء محادثات شفهية سلسة مع مستخدميها.

وسيتمكن الزوار أيضا من استكشاف يد اصطناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي من ابتكار شركة إسبر بايونكس، والتعرف إلى شركة فيتافلونس الناشئة، التي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة لتسريع اكتشاف الأدوية وإعادة استخدامها.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قالت رئيسة إسبر بايونيكس، التي تأسست قبل خمس سنوات ديما غازدا “نستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحسين رصد النشاط وجعل استخدام الأطراف حدسياً بشكل أكبر لكل مستخدم”.

ومن بين الابتكارات أيضا، حزام مزوّد بنظام تحديد المواقع العالمي جي.بي.أس وجهاز كمبيوتر مقترن بذكاء اصطناعي توليدي يساعد مَن يعانون مشاكل في النظر على رصد أي حواجز قد يصادفونها.

وبالإضافة إلى ذلك كله، هناك أعمال فنية مُنجزَة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأيضا تقنية تشخيص سريع للسرطان بفضل الذكاء الاصطناعي.

بن وود: علينا أن نكون قادرين على شرح المزايا للمستهلكين
بن وود: علينا أن نكون قادرين على شرح المزايا للمستهلكين

وفي ظل تسونامي الذكاء الاصطناعي الذي يشهده العالم، يوصي مدير الأبحاث في شركة سي.سي.أس إنسايت بن وود، بتوخي الحذر.

ويقول لوكالة فرانس برس “علينا أن نكون قادرين على شرح المزايا للمستهلكين بوضوح لأننا نقترب بسرعة من مرحلة إرهاق مرتبطة بالذكاء الاصطناعي”.

وستكون التكنولوجيا المستدامة أيضا موضوعا رئيسيا في المعرض، مع شركات من أمثال فاليو بارك الفرنسية الناشئة، التي تستخدم مياه البحر العميقة لتبريد المباني، فضلا عن إيلاء اهتمام خاص لتقنيات التنقل الجديدة مع شركتي تسلا وأيرباص.

ومن بين أبرز الأسماء المتوقع حضورها جون كيري، الذي كان مبعوثا خاصا لشؤون المناخ للرئيس جو بايدن، ووزيرا سابقا للخارجية، والمديرة العامة لمنصة إكس ليندا ياكارينو، ورئيسة منصة سيغنل للتواصل ميريديث ويتاكر.

أما رئيس شركات سبايس إكس وتسلا وإكس الملياردير إيلون ماسك، الذي تقررت استضافته في اللحظة الأخيرة، فسيشارك في جلسة أسئلة وأجوبة من بعد.

ويضم برنامج المعرض أيضا قادة فرنسيين مثل رئيس مجموعة أل.في.أم.أتش للمنتجات الفاخرة برنار أرنو، ورئيسة أورانج كريستيل إدمان، بالإضافة إلى شخصيات من أمثال المفوض الأوروبي للشؤون الرقمية تييري بريتون، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وبعد كوريا الجنوبية والهند في السنوات السابقة، تحلّ اليابان ضيفة شرف على المعرض هذا العام، مع ارتقاب حضور نحو أربعين ممثلا لمنظومتها التكنولوجية.

11