الذكاء الاصطناعي يطرق أبواب ابتكار الشاحنات العملاقة

وابي الكندية تغذي التنافس على أنظمة القيادة الذاتية بالكامل.
الأربعاء 2024/06/26
تأكدوا أنه لا حاجة للسائقين مستقبلا

يستشرف مطورو السيارات الحديثة مستقبل التنقل الأكثر إثارة والذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وخاصة في الشاحنات العملاقة، مع اندفاع عدة شركات إلى تقديم نماذج ذكية يقول خبراء إنها قد تغير نظرة سائقي هذه الفئة من المركبات إلى القيادة.

تورونتو (كندا)- تتطلع شركة وابي الناشئة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي للعالم المادي، تطبيق هذه التكنولوجيا لإصلاح صناعة النقل بالشاحنات المستقلة.

وبعد مرور ثلاث سنوات فقط على تأسيس الشركة، أصبحت وابي الآن على وشك الوصول إلى المستوى الرابع من الاستقلالية.

وأصبحت هذه الوتيرة الرائدة في الصناعة وكفاءة رأس المال ممكنة من خلال النهج الثوري للشركة لإطلاق العنان للذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم المادي.

راكيل أورتاسون: لدينا ما نحتاجه لإطلاق شاحنة دون سائق في 2025
راكيل أورتاسون: لدينا ما نحتاجه لإطلاق شاحنة دون سائق في 2025

ولقد كانت وابي رائدة في نظام ذكاء اصطناعي واحد متكامل قادر على التفكير مثل الإنسان، ممّا يمكنه من التعميم على أي موقف قد يحدث على الطريق، بما في ذلك تلك التي لم يسبق له رؤيتها من قبل.

ولأن هذه التقنية المتقدمة قادر على التفكير المنطقي، يتطلب النظام بيانات تدريب وموارد حسابية أقل بكثير مقارنة بالمناهج الأخرى الشاملة.

وبعيدا عن هذه الأساليب، فإن نظام وابي قابل للتفسير بالكامل ويمكن التحقق من سلامته والتحقق منه. ويمثل هذا الابتكار الأول من نوعه عبر المركبات ذاتية القيادة وأنظمة الذكاء الاصطناعي المنتشرة في العالم المادي.

ويعمل نظام الذكاء الاصطناعي الشامل هذا، من خلال جهاز المحاكاة الأكثر تقدمًا في العالم، على تقليل الحاجة إلى اختبارات مكثفة على الطريق ويتيح حلاً أكثر أمانًا وكفاءة وفاعلية عالية وقابل للتطوير من اليوم الأول.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن راكيل أورتاسون المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة وابي قولها “لقد أمضيت معظم حياتي المهنية لابتكار التقنيات الجديدة التي يمكنها توفير الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في العالم المادي بطريقة آمنة وقابلة للتطوير”.

وأضافت “على مدى السنوات الثلاث الماضية، جنبًا إلى جنب مع الفريق الرائع في وابي، أتيحت لي الفرصة لتحويل هذه الابتكارات إلى منتج ثوري فاق توقعاتي بكثير”.

وتابعت “لدينا كل ما نحتاجه تكنولوجيا متقدمة، وفريق مذهل، وشركاء رائدون ومستثمرون لإطلاق شاحنات ذاتية القيادة بالكامل دون سائق في عام 2025. وهذا يعد إنجازا هائلا للصناعة ويمثل حقًا بداية الحدود التالية للذكاء الاصطناعي”.

وتجمع هذه الجولة من معركة ابتكار أساليب التنقل بين الرواد في مجالات التكنولوجيا العميقة والذكاء الاصطناعي والسيارات بالإضافة إلى الشحن والخدمات اللوجستية، كل ذلك لدعم نهج وابي المبتكر ورؤيته الطموحة.

ومن خلال ضخ رأس المال الإستراتيجي، أصبحت وابي في وضع جيد لإطلاق شاحنات ذاتية القيادة بالكامل في تكساس، وتوسيع العمليات ذاتية القيادة إلى مناطق جغرافية جديدة، وتحويل سلسلة التوريد.

◄ جنوح الشركات إلى اعتماد التكنولوجيا بشكل أكبر يمهد الطريق لفتح أبواب انتشارها مستقبلا

وتحظى وابي بدعم أفضل المستثمرين في فئتهم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والسيارات والخدمات اللوجستية وأنظمة الابتكار الكندية، بما في ذلك شركات أوبر وكوسله فونتورز ونيفادا وفولفو وبورشه وسكانيا وغيرها.

ويرى دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لأوبر إن شركته تؤمن بشدة بإمكانية إحداث ثورة في مجال التكنولوجيا ذاتية القيادة في مجال النقل، مما يجعل المستقبل أكثر أمانًا واستدامة ممكنًا.

وقال “تتمتع راكيل برؤية ثاقبة في هذا المجال، وتحت قيادتها، يوفر نهج الذكاء الاصطناعي أولاً في وابي حلاً مثيرًا للغاية من حيث قابلية التوسع وكفاءة رأس المال”.

وتعتمد وابي على هذا الزخم بما في ذلك افتتاح محطة النقل بالشاحنات في ولاية تكساس الأميركية والتعاون مع شركة نيفادا لدمج وحدتها درايفر تور مع وابي درايفر.

كما تعول الشركة الكندية الناشئة على شراكتها المستمرة مع أوبر فرايت التي تدير شحنات مستقلة لأكبر 500 شركة أميركية.

وعموما فرضت التكنولوجيا على مصنعي المركبات تسريع التحول باتجاه ابتكار طرز لشاحنات كبيرة تعمل بالبطارية وهو تحد تخوضه العديد من الشركات لإثبات أنها قادرة على جعلها تسير في الطرقات دون مشاكل.

وخلال الأشهر الماضية انضمت تسلا ومرسيدس – بنز إلى العدد المتزايد من مصنعي الشاحنات من الفئة الثامنة، الذين يتعمقون في عالم التنقل الكهربائي وينتجون منصات لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون.

دارا خسروشاهي: نؤمن بشدة بإمكانية إحداث ثورة في التنقل ذاتي القيادة
دارا خسروشاهي: نؤمن بشدة بإمكانية إحداث ثورة في التنقل ذاتي القيادة

وتبدو فولفو التي تعد الأشهر في هذه الفئة إلى جانب دايملر وتراتون التابعة لمجموعة فولكسفاغن مهتمة كثيرا بتوفير طرز عملية تستطيع من خلالها تبديد المخاوف القائمة حول مشكلة إعادة الشحن أو تضييع الوقت في حال اصابها عطب.

ولعل جنوح الشركات إلى اعتماد التكنولوجيا بشكل أكبر يمهد الطريق لفتح أبواب انتشارها مستقبلا رغم اعتقاد البعض بوجود عقبات تتركز في نقص البنية الأساسية، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة.

وبعد سنوات من التأخير، وصلت تسلا سومي إلى الطريق في 2023. وتُظهِر شاحنة النقل الطويلة الكهربائية بالكامل نهجًا نموذجيًا للشركة الأميركية في بناء شاحنة من الفئة الثامنة بدءا من تصميم وتنفيذ شكلها الخارجي والداخلي، وحتى تصميم محركاتها الكهربائية الثلاثة.

والأرقام الرئيسية لتسلا سومي هي مدى سير يبلغ 800 كيلومتر قبل إعادة شحن البطارية ووزن إجمالي يبلغ 41 طنا.

وقبل ذلك أطلقت دايملر الشركة الأم لفرايتلاينر شاحنة من الفئة الثامنة تعمل بالطاقة الكهربائية في السوق الأوروبية، وهي مرسيدس – بنز إي – آكتروس 600، والتي توفر سياقًا مفيدًا يمكن من خلاله المقارنة مع سومي.

وبغض النظر عن مجموعة نقل الحركة والمدى والوزن الإجمالي فإنهما الرقمان الرئيسيان عندما يتعلق الأمر بشاحنة من الفئة الثامنة.

كما أن كثافة الطاقة الضعيفة نسبيًا لحزمة البطارية مقارنة بخزان الديزل تجعل الأرقام أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بمجموعة نقل الحركة الكهربائية.

وتحتوي شاحنة إي – آكتروس 600 الجديدة على ثلاث مجموعات من بطاريات فوسفات أيون الليثيوم بسعة إجمالية مثبتة تبلغ 621 كيلوواط في الساعة وسعة قابلة للاستخدام تبلغ 590 كيلوواط في الساعة.

وتقول دايملر إنها توفر طاقة كافية لتمكين قيادة الشاحنة ذات المواصفات الأوروبية لمسافة 500 كيلومتر. وهذا يعني أن معدل استهلاك الطاقة في شاحنتها ليس بعيدًا عن معدل استهلاك سيارة تسلا سيمي، وهو 1.9 كيلوواط لكل ميل.

لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن مرسيدس – بنز تتمتع بوزن إجمالي أعلى يصل إلى 44 طنا مقابل 41 طنا لشاحنة تسلا.

15