الذكاء الاصطناعي يضع إنفيديا الأميركية في نادي التريليون دولار

نيويورك - انضمت شركة إنفيديا كورب لفترة وجيزة إلى نادي النخبة من الشركات الأميركية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار مع تهافت المستثمرين على شراء أسهم صانعة الرقائق، التي سرعان ما أصبحت أحد أكبر الفائزين في سباق الذكاء الاصطناعي.
وأغلقت أسهم إنفيديا مرتفعة ثلاثة في المئة إلى 401.1 دولار الثلاثاء الماضي لتصبح قيمتها على مرمى حجر من ذلك الرقم، بعد أن وصلت إلى هذا المستوى خلال الجلسة.
ومن بين الشركات الأميركية جميعها، أربع فقط تتجاوز قيمتها حاجز التريليون دولار، وهي أبل وألفابت مالكة غوغل ومايكروسوفت وأمازون.
وقال أنجيلو زينو، المحلل في سي.أف.آر.أي ريسيرش لرويترز "نعتبر إنفيديا أهم شركة على هذا الكوكب في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يتغير سريعا وقدراته التي تزداد يوما بعد يوم".
وبدأت أحدث قفزة في أسهم الشركة الأسبوع الماضي بفضل توقعات الإيرادات التي تجاوزت متوسط تقديرات وول ستريت بأكثر من 50 في المئة.
ويصل أعلى سعر مستهدف لسهم الشركة بقيمتها إلى نحو 1.6 تريليون دولار، لتكون على قدم المساواة مع مجموعة ألفابت.
وتضاعفت قيمة سهم الشركة ثلاث مرات في أقل من ثمانية أشهر، مما يعكس زيادة الاهتمام بهذه الطفرة التكنولوجية بعد التطورات السريعة فيما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يمكنه التحاور مع البشر وصياغة كل شيء من النكات إلى الشعر.
واستغرق تحول إنفيديا إلى قوة في مجال الذكاء الاصطناعي، والمفضلة في وول ستريت بهذا التقييم العالي في قيمتها، مسيرة سنوات من الكفاح.
وبعد انطلاقة الشركة كصانعة لرقائق الغرافيك لمحبي الألعاب الإلكترونية، تحوّلت إلى نشاط صناعة الرقائق لمراكز البيانات، وهو المجال الذي تهيمن عليه كل من شركتي إنتل وأدفانسد مايكرو ديفايسز.
وعبر إثبات إنفيديا أن أجهزة المعالجة لديها تستطيع التعامل ببراعة مع أعباء العمل الضخمة للذكاء الاصطناعي، سرعان ما تمكّنت من إحراز إنجازات في هذا المضمار.
وتستعد الشركة الآن لتجاوز إنتل من حيث مبيعات منتجات مراكز البيانات، وهو ما اعتبره خبراء القطاع إنجازا لم يكن متصوّرا أصلا قبل بضع سنوات فقط.
وارتفعت أسهم إنفيديا بنحو 200 في المئة منذ أكتوبر الماضي، متجاوزة بكثير أي شركة أخرى مدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500. ورفعت هذه المسيرة الصعودية الهائلة لأسهم الشركة قيمتها بشدة لتتخطى نظيراتها في صناعة الرقائق.
وحولت شركات التكنولوجيا الكبرى تركيزها إلى الذكاء الاصطناعي، على أمل أن تعزز هذه التكنولوجيا الطلب على منتجاتها.
وتعمل أجهزة الكمبيوتر التي تشغل الذكاء الاصطناعي التوليدي برقائق قوية تسمى وحدات معالجة الرسوم، والتي تنتج إنفيديا 80 في المئة منها، وفقا للمحللين.
ودفع نجاح روبوت الدردشة تشات جي.بي.تي الذي طورته شركة أوبن أي.آي عمالقة التكنولوجيا مثل ألفابت ومايكروسوفت إلى تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وركزت إنفيديا، بقيادة الرئيس التنفيذي جنسن هوانج، على سوق مراكز البيانات على مدار السنوات القليلة الماضية، بعد سنوات من كونها أحد مراكز القوى في صناعة رقائق ألعاب الفيديو.
وتوسعت أعمال الشركة بسرعة أثناء الوباء عندما راجت ألعاب الفيديو رواجا شديدا، وازداد استخدام الحوسبة السحابية وتحول عشاق العملات المشفرة إلى رقائق إنفيديا لتعدينها. ومن المتوقع أن يدعم هوانج على الذكاء الاصطناعي نمو الشركة في الأشهر المقبلة.
ورغم ارتفاع قيمة إنفيديا بشدة، يعتقد محللون أن نشاطها في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي لديه مجال كبير للنمو، حيث لا تزال تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي في مرحلة النشوء مع توقعات بتطورها وزيادة الاعتماد عليها في السنوات المقبلة.
وفي الأسبوع الماضي وحده، ارتفعت أسهم إنفيديا بنحو 25 في المئة، مما أدى إلى ارتفاع في الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ودعم شركات صناعة الرقائق الأخرى.