الذكاء الاصطناعي يساعد صناعة الشحن البحري في خفض الكربون

لندن - أظهرت دراسة أجرتها شركة الشحن المستقلة أوركا أي.آي الثلاثاء أن صناعة الشحن البحري العالمية يمكن أن تخفض انبعاثاتها الكربونية بمقدار 47 مليون طن سنويًا من خلال نشر الذكاء الاصطناعي للملاحة البحرية.
ووفقا للتقرير، فإن استخدام التكنولوجيا يمكن أن يقلل من الحاجة إلى المناورات وانحراف المسار عن المواجهات القريبة مع الأهداف البحرية عالية المخاطر مثل السفن والعوامات والثدييات البحرية عن طريق تنبيه الطاقم في الوقت الحقيقي.
ويمكن لهذه التقنية المتقدمة أيضا تبسيط العمليات في مجال الشحن، مع تطبيقات مهمة بما في ذلك المعالجة الآلية والتحليلات في الوقت الحقيقي.
ويستخدم التعلم الآلي البيانات التاريخية وفي الوقت الفعلي للمؤسسة للمساعدة في تخفيف المخاطر، ويعمل كأداة مفيدة تساعد في عمليات صنع القرار.
ويرى الخبراء أنه مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات اللوجستية، بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تتبنى المؤسسات هذه الأدوات لتحسين عملياتها للحفاظ على ميزة تنافسية.
وتتعافى صناعة الشحن من الاضطرابات والتأخيرات التي شهدتها خلال الوباء، لكنها لا تزال تعاني من عدم الاستقرار مع تفجّر أزمة البحر الأحمر منذ أكثر من نصف عام، إذ يمكن للشركات أن تتوقع تراكم الأعمال والتأخير ونقص الحاويات وتقلب الأسعار.
في مقابل ذلك، يمكن أن يؤدي دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الكفاءة والرؤية لمساعدة شركات الشحن على التغلب على تحديات الصناعة.
ويساهم النقل البحري، المسؤول عن نقل حوالي 90 في المئة من التجارة العالمية، بحوالي 3 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحصة في السنوات المقبلة ما لم يتم تنفيذ تدابير أكثر صرامة لمكافحة التلوث.
وتهدف المنظمة البحرية الدولية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 20 في المئة بحلول نهاية العقد الحالي، وهو هدف يتعرض للتهديد من أزمة البحر الأحمر المستمرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوركا أي.آي ياردن غروس “على المدى القصير، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدد أقل من أفراد الطاقم على الجسر، في حين أن أولئك الموجودين على الجسر سيكون لديهم عبء عمل أقل ومزيد من الاهتمام للتعامل مع المهام الملاحية المعقدة، وتحسين الرحلة وتقليل الوقود والانبعاثات”.
وأضاف في تصريح لوكالة رويترز إنه “على المدى الطويل، سيفتح الباب أمام الشحن المستقل بالكامل”.
47
مليون طن سنويا من الانبعاثات يمكن تخفضيها مع نشر هذه التقنية في الملاحة البحرية
ويكمل الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية بينما يلغي الحاجة إلى الانخراط في العمل الروتيني. وهذه الميزة تجعل هذه التكنولوجيا أداة حيوية في كل مرحلة من مراحل عملية التسليم.
وعلى الصعيد العالمي، فإن أكثر من 77 في المئة من الشركات إما أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل، أو هي في طور التخطيط لتكامل الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
وتعد الاتجاهات التكنولوجية بإظهار التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي في صناعة الشحن على المدى الطويل، حتى لو كانت غالبية عمليات التكامل المباشرة تبدو صغيرة النطاق.
ومع ذلك، تتزايد قناعة خبراء الصناعة بأن مسح القطاع بصمته الكربونية، والذي ينسجم مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الضارة، يبدو مليئا بالتحديات قبل بلوغ الهدف، حيث يتطلب وقتا أطول بالنظر إلى المحددات الكثيرة التي سترسم هذا الاتجاه.
ووصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من الشحن إلى ما يقدر بنحو 858 مليون طن في عام 2022، وهو ارتفاع هامشي عن العام السابق، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وبحسب ما أظهرته دراسة أوركا أي.آي أنه يتم الإبلاغ عن 2976 حادثا بحريا في المتوسط سنويا.
ويمكن أن يساعد الانخفاض في انحرافات المسار السفن على تقليل 38.2 مليون ميل بحري سنويًا من سفرها، مما يوفر ما متوسطه مئة ألف دولار من تكاليف الوقود لكل سفينة.
ووفقا لمعدي تقرير أوركا فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه أيضا تقليل المواجهات القريبة بنسبة 33 في المئة في المياه المفتوحة.