الذكاء الاصطناعي في دائرة ضوء أرباح عمالقة التكنولوجيا

الحوسبة السحابية تعتبر ضرورية في نشر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية للشركات والأفراد، ما يعني استثمارات ضخمة في مراكز البيانات المخصصة الجديدة.
السبت 2024/08/03
الشركة ضاعفت أرباحها في الربع الثاني من 2024

نيويورك- شجعت السوق شركات التكنولوجيا العملاقة على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، التقنية المحبوبة في سيليكون فاليه، لكنّها تتوقع أيضا أداء قويا في الأعمال الأساسية لهذه المجموعات لدعم هذا الإنفاق الضخم.

ومع أنّ النتائج الربع سنوية لشركات غوغل ومايكروسوفت وأمازون أتت أعلى من التوقعات عموما، لكنها خيّبت آمال المستثمرين المتحمسين.

وضاعفت أمازون أرباحها في الربع الثاني من 2024 لتصل إلى 13.5 مليار دولار، بفضل هوامش قوية في أعمالها السحابية، لكنّ إيراداتها البالغة 148 مليار دولار، والتي زادت بواقع 10 في المئة، لم تأت على قدر التوقعات، على ما بيّنت بورصة وول ستريت.

وخسر عملاق التجارة عبر الإنترنت نحو 7 في المئة خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك الخميس الماضي.

29

في المئة نسبة مبيعات منصة أزور الربعية على أساس سنوي

وارتفعت عائدات فرع أمازون المتخصص في الحوسبة السحابية ويب أي.واي.أس بنسبة 19 في المئة لتصل إلى 26.3 مليار دولار.

وحققت الشركة أرباحا تشغيلية بنحو 9.3 مليارات دولار، وهو مؤشر رئيسي للربحية، أي ما يعادل ثلثي إجمالي المجموعة.

ومع ذلك، تراجعت أمازون التي تحتل المرتبة الأولى عالميا في مجال الحوسبة السحابية، في الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بالشركتين العملاقتين الأخريين في هذا القطاع مايكروسوفت وغوغل.

وتتصدر الشركتان السباق في تصميم نماذج وتطبيقات قادرة على إنتاج نصوص وصور ومحتويات أخرى بناء على طلب بسيط بلغة يومية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي خلال مؤتمر عبر الهاتف الخميس إنّ “التقدم (في الذكاء الاصطناعي التوليدي) لن يتبع مسارا خطيا”.

وعبر مجددا عن “تفاؤل” بشأن “الإمكانات الهائلة” لهذه التكنولوجيا. وأضاف جاسي “نستثمر الكثير في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي وسنواصل القيام بذلك”، مشيرا إلى أن أمازون ترغب في تعزيز قدرات جديدة.

وتعتبر الحوسبة السحابية ضرورية في نشر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية للشركات والأفراد، ما يعني استثمارات ضخمة في مراكز البيانات المخصصة الجديدة، والتي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

وفي أبريل الماضي، حذرت أمازون من أن الاستثمارات ستزيد بما يتجاوز 14 مليار دولار أُنفقت أصلاً في الربع الأول، خاصة على ويب أي.واي.أس والذكاء الاصطناعي التوليدي. وأكد جاسي أن هذه التقنيات “تمثل.. عائدات سنوية تبلغ مليارات الدولارات”.

آندي جاسي: التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يتبع مسارا خطيا
آندي جاسي: التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يتبع مسارا خطيا

وشدد رؤساء الشركات جميعا على ضرورة تفادي التأخر في المنافسة. واعتبر سوندار بيتشاي، في تصريح الأسبوع الفائت، أنه في السياق الحالي، “يُعدّ خطر نقص الاستثمار أكبر بكثير من خطر الإفراط في ذلك”.

وقال “حتى عندما نفرط في الاستثمار، فيكون في بنية تحتية مفيدة جداً ولها دورة حياة طويلة”.

لكنّ المساهمين الحريصين على رؤية عوائد تجارية متناسبة مع النفقات سريعاً، يشعرون بالقلق من الفشل. فقد باعت أمازون مثلا مساحات إعلانية أقل مما توقعه المحللون خلال الربع الفائت.

ولدى مايكروسوفت، كانت السحابة المجال، الذي خيّب الآمال. وقد زادت مبيعات منصة أزور الربعية بنحو 29 في المئة على أساس سنوي، أي أقل من النسبة المتوقعة البالغة 31 في المئة.

أما نتائج غوغل فكانت أيضاً جيدة باستثناء إيرادات يوتيوب التي أتت دون المتوقَّع. ووحدها شركة ميتا مالكة فيسبوك وانستغرام حققت أداءً جيداً بفضل مبيعات الإعلانات المستهدفة، والتي أصبحت جذابة بشكل أكبر بفضل الذكاء الاصطناعي.

وارتفعت أرباح الشركة العملاقة في وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 73 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى 13.5 مليار دولار في الربع الثاني.

ونقلت وكالة فرانس برس عن ديبرا أهو وليامسون من شركة سوناتا إنسايتس قولها “إذا أظهرت شركة ما نتائج قوية في أعمالها الأساسية، فسيُنظَر إلى استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر إيجابية”.

ولكنها أشارت إلى أنها إذا أظهرت علامات ضعف “كما رأينا الأسبوع الفائت مع يوتيوب، فقد يبدو المسار أكثر خطورة”.

وشهدت الأعمال الأساسية لأمازون، منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بالمجموعة، زيادة في إيراداتها بنسبة 9 في المئة لتصل إلى 90 مليار دولار في أميركا الشمالية، بينها 5 مليارات دولار من الأرباح التشغيلية.

ولا تزال الشركة تحظى بشعبية واسعة النطاق، لاسيما بفضل الأوقات السريعة جدا في تسليم السلع للزبائن، لكنّها مهددة بفِعل منصة الأسعار المخفضة تيمو، النسخة العالمية من المجموعتين الصينيتين العملاقتين بينديوديو، وشي إن.

وتشير قناة سي.أن.بي.سي إلى أنّ المجموعة تدرس إطلاق قسم جديد على منصتها، مخصص للأزياء منخفضة الأسعار وغيرها من المنتجات الرخيصة المصنوعة في الصين، لتتيح للتجار الصينيين البيع مباشرة للمستهلكين الأميركيين.

 

11