الذكاء الاصطناعي النجم الأول في مؤتمر أبل للمطورين

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - يتّسم هذا الأسبوع بأهمية لشركة أبل، التي يُفترض أن تطرح أثناء مؤتمرها السنوي للمطورين، الذي بدأ الاثنين في كاليفورنيا، منتجات جديدة تستخدم فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي، محاولةً تعويض تأخّرها عن منافسيها الرئيسيين.
وبعد مرور عام ونصف العام على إطلاق تشات جي.بي.تي، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُبتكَر من شركة أوبن إيه.آي، عملت مايكروسوفت وغوغل وأمازون وميتا جاهدةً لإدراج هذه التقنية في خدماتها، لكنّ أبل بدت متأخرة في هذا المجال.
وتعرض أبل كيف تقوم بدمج الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة برامجها، بما في ذلك مساعد صوت سيري المتجدد وارتباط محتمل مع أوبن إيه.آي.
وهناك الكثير على المحك في مؤتمر أبل للمطورين العالميين 2024 أكثر مما كان عليه في مثل هذه الأحداث السابقة، حيث تسعى الشركة إلى طمأنة المستثمرين بأنها لم تخسر معركة الذكاء الاصطناعي أمام منافسيها على الرغم من أنها ربما خسرت بضع جولات.
ويرى محللون أنه سيتعين على أبل أن توضح للغالبية العظمى من مستخدميها الذين يزيد عددهم عن مليار شخص ومعظمهم ليسوا من عشاق التكنولوجيا سبب رغبتهم في الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي الذي اجتاح وادي السيليكون.
وقال ريان ريث، المحلل في شركة أبحاث السوق آي.دي.سي لرويترز “ستقدم أبل عرضا وإذا نجحوا في تحقيق الهدف، فمن المحتمل أن يجعلوا المستهلك مهتما فعليا بالذكاء الاصطناعي لأنه حتى الآن كان الأمر يتعلق في الغالب بالمؤسسات”.
وتستخدم أبل الذكاء الاصطناعي خلف الكواليس منذ سنوات لتشغيل الميزات الموجودة على أجهزتها، مثل قدرة ساعاتها على اكتشاف الاصطدامات والسقوط.
ولكنها كانت مترددة في الترويج لكيفية تعزيز هذه التكنولوجيا للوظائف في أجهزتها، كما فعلت مايكروسوفت بمساعدة رهانها المبكر على أوبن إيه.آي.
وعلى غرار كثيرين، توقع أنجيلو زينو من شركة سي.أف.آر.أي في حديث مه فرانس برس أن تكشف أبل النقاب عن نسخة جديدة هي الثامنة عشرة من نظام تشغيل هواتفها آي.أو.أس، مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتفوقت مايكروسوفت على أبل كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة في يناير، وتخلفت أسهم أبل عن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى هذا العام.
وتفوقت شركة إنفيديا العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي على أبل لفترة وجيزة الأسبوع الماضي لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة، مما يؤكد لبعض المستثمرين تحولًا في القوة في عالم التكنولوجيا.
وقال ديبانجان تشاترجي المحلل في شركة فوريستر إن “تحفظ أبل المبكر تجاه الذكاء الاصطناعي كان مرتبطا بالكامل بالعلامة التجارية. وكانت دائما مهووسة بما تقدمه عروضها لزبائنها بدلا من كيفية القيام بذلك”.
أبل تستخدم الذكاء الاصطناعي خلف الكواليس منذ سنوات لتشغيل الميزات الموجودة على أجهزتها، مثل قدرة ساعاتها على اكتشاف الاصطدامات والسقوط
وأضاف “لكن صمت الذكاء الاصطناعي أصبح يصم الآذان. كل ذلك سيتغير في العاشر من يونيو” الجاري.
وتستخدم أبل مؤتمر المطورين في مقرها الرئيسي في كوبرتينو كل عام لعرض تحديثات التطبيقات وأنظمة التشغيل الخاصة بها وكذلك لإظهار الأدوات الجديدة للمطورين التي سيتمكنون من استخدامها في تطبيقاتهم.
ومن المتوقع أن تعمل الشركة على تمكين سيري من التحكم بشكل أساسي في العديد من التطبيقات نيابة عن المستخدم. ولقد ثبت أن هذا أمر صعب لأن هذا النظام يحتاج إلى فهم نوايا المستخدم الدقيقة وكذلك كيفية عمل التطبيق.
وعلى سبيل المثال، إذا طلب المستخدم من سيري حذف بريد إلكتروني، يحتاج النظام إلى فهم البريد الإلكتروني الذي يريد المستخدم حذفه وكيفية عمل هذه الوظيفة، على سبيل المثال، على مايكروسوفت آوتلوك مقابل جيميل.
وحاولت أبل جعل سيري أكثر ذكاءً في عام 2018 باستخدام الأدوات التي سمحت للمطورين بالتشفير في تطبيقاتهم بطرق تمكن النظام من التحكم بشكل أكبر، لكن القليل منهم أبدوا اهتمامًا.
والآن، من المتوقع أن تقوم الشركة بتجديد برنامج سيري الأساسي باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأفادت وسائل الإعلام أن أبل وأوبن إيه.آي اتفقتا على دمج تشات جي.بي.تي في نظام تشغيل آيفون الإصدار الجديد آي.أو.أس 18.
من المتوقع أن تعمل الشركة على تمكين سيري من التحكم بشكل أساسي في العديد من التطبيقات نيابة عن المستخدم
ويبدو بعض مستثمري أبل واثقين من أن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة ستعزز مبيعات أجهزة آيفون الجديدة في وقت تواجه فيه الشركة منافسة قوية في الصين وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة.
وقال دان آي، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة فورت بيت كابيتال غروب، التي تمتلك أسهم في أبل إنه “يجب أن يُترجم هذا إلى دورة تحديث قوية لأجهزة أبل في 2025”.
وتتوقع أوبن إيه.آي أن تقوم أبل بتقييد بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في الموديلات القديمة لإغراء الناس بشراء هواتف أحدث.
وتشير شركة كاناليس إلى أنّ 16 في المئة من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54 في المئة سنة 2028.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت أبل عن شريحة جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي في أحدث موديلات آيباد برو، ويتوقع المحللون أن تقدم الشركة تفاصيل للمطورين حول كيفية استخدام قدرات الشريحة لدعم جميع حوسبة الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وقد تبدأ الشركة أيضا في الحديث عن قدراتها الخاصة في مجال الحوسبة السحابية وسط تقارير تفيد بأن أبل تخطط لاستخدام شرائحها الخاصة داخل مراكز البيانات لأول مرة.
وقامت الشركة مؤخرًا بتعيين سوميت جوبتا، المدير التنفيذي السابق لشركة غوغل وشركة آي.بي.أم والذي عمل على تطوير مركز بيانات الذكاء الاصطناعي في الشركتين.
ومن خلال استخدام شرائحها الخاصة للخدمات السحابية، يمكن لأبل طرح ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي لا تستطيع الأجهزة التعامل معها بمفردها، دون الحاجة إلى معالجات باهظة الثمن من إنفيديا.
ويحتفظ هذا النهج أيضا بالعديد من ميزات الخصوصية والأمان الخاصة بشركة أبل والتي تم دمجها في تصميم شرائحها الداخلية.