الذخائر غير المنفجرة قاتل صامت يتربص بثلثي السوريين

الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام تعدّ من الملفات الشائكة التي يبدو التصدي لها صعبا بعد سنوات من نزاع مدمر.
الجمعة 2025/02/21
كارثة تواجه سوريا

دمشق - قتل سبعة مدنيين على الأقل الخميس، جراء انفجار مخلفات حرب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، غداة تحذير منظمة دولية من أن ثلثي السوريين مهددون بخطر الذخائر غير المنفجرة بعد 14 عاما من الحرب الأهلية.

وتعدّ الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة التي يبدو التصدي لها صعبا بعد سنوات من نزاع مدمر أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، واتبعت خلاله عدة أطراف إستراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق.

وأحصى المرصد السوري “مقتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم سيدة وطفل جراء انفجار مخلفات حرب كانت مخزنة داخل منزل في بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي.”

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عناصر من الدفاع المدني يعملون في المكان على رفع الركام وسحب الضحايا من المنزل الذي دمّره الانفجار.

وكان زائرون موجودين في المنزل لحظة الانفجار، وفق ما قال أحد الجيران من دون الكشف عن اسمه.

وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني في مدينة إدلب محمّد إبراهيم عن تلقيهم “بلاغا عن انفجار مجهول المصدر في النيرب، ولدى توجه فرقنا إلى المكان وجدت ذخائر عدة غير منفجرة.”

15

مليون سوري معرضون لما يراوح بين مئة ألف و300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في البلاد

ويعمل صاحب المنزل، وفق المرصد، في “جمع وبيع مخلفات الحرب كخردة.” وقال سكان في الحي إنه كان يجمع الخردة في مستودع ملاصق للمنزل. ولم يُسمح للصحافيين بالاقتراب من المكان خشية من انفجار ذخائر أخرى.

وحذرت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” غير الحكومية الأربعاء، من أن 15 مليون سوري معرضون لما يراوح بين مئة ألف و300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا بعد 14 عاما من النزاع.

وقالت مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة دانيلا زيزي في مقابلة مع وكالة فرانس برس “إنها كارثة بكل معنى الكلمة.”

وبحسب تقديرات دولية جمعتها “هانديكاب إنترناشونال”، فقد استُخدمت خلال الحرب مليون قطعة من الذخائر المتفجّرة.

وأوضحت مسؤولة برنامج سوريا لدى المنظمة أن “أسلحة كثيرة غير تقليدية، من قبيل البراميل المتفجّرة ذات معدّل الإخفاق الأعلى، استُخدمت في سوريا.” كما زرع تنظيم الدولة الإسلامية الألغام في عدة مناطق بالبلاد، مشيرة إلى أن “أكثر من 15 مليون شخص معرضون للخطر” من جراء ذلك.

وشددت زيزي على أنّ “هذه واحدة من المشكلات الرئيسية التي تواجه سوريا.” خصوصا أنّ الذخائر غير المنفجرة “موجودة بالقرب من بنى تحتية مدنية وفي الحقول.”

واستشهدت المسؤولة بالمنظمة بقصة شابَّين من دير الزور (شرق سوريا) داسا لغما في يناير الماضي، فبُترَت ساق أحدهما، فيما أصيب الآخر بـ”حروق خطرة وإصابات بالغة.” وأكدت المسؤولة في “هانديكاب إنترناشونال” أن “هذه الحوادث يومية، ويصعب حتى إحصاؤها،” حاثة على وجوب “رسم خريطة للأراضي السورية والبدء بتطهيرها” من الذخائر غير المنفجرة وغيرها.

وبحسب المنظمة، فإنه مع عودة 800 ألف نازح داخليا و280 ألف لاجئ إلى ديارهم في سوريا منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر ماضي، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإنّ الذخائر غير المنفجرة أصبحت “تمثّل تهديدا خطرا على أمن المدنيين،” وستكون لها “عواقب على جهود تعافي البلاد.”

وذكرت “في خلال شهرَين فقط، لاحظنا زيادة حادة في الحوادث المتعلقة بالذخائر غير المنفجرة ومخلّفات الحرب من المتفجّرات،” وقد سُجّلت 136 حادثة في يناير وفبراير.

2