الديمقراطي يتفوق على أقرب منافسيه في انتخابات كردستان العراق

أبريل (العراق) - أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق نجاح انتخابات برلمان إقليم كردستان، التي جرت الأحد، مؤكدة أن نسبة المشاركة بلغت 72 بالمئة، وسط ترقب للنتائج التي أظهرت تقدم الحزب الديمقراطي على أقرب منافسيه بفارق كبير، ودعوات سياسية للمضي بتشكيل البرلمان ومن ثم الحكومة.
وأغلقت في تمام الساعة السادسة من مساء الأحد بالتوقيت المحلي، صناديق الاقتراع العام لانتخابات برلمان إقليم كردستان في كلّ مراكز التصويت، في المحافظات الثلاث للإقليم أربيل، السليمانية ودهوك.
وقال الناطق الإعلامي باسم انتخابات اقليم كردستان أيسر ياسين في مؤتمر صحافي إن "نسبة المشاركة في انتخابات كردستان بلغت 72 بالمئة وفق عملية فرز 98 بالمئة من أصوات الناخبين".
وتصدرت دهوك المحافظات الأربع بنسبة مشاركة بلغت 78 بالمئة، ثم أربيل بنسبة بلغت 74 بالمئة، بينما بلغت في محافظة السليمانية 65 بالمئة، في حين بلغت النسبة في محافظة حلبجة 69 بالمئة.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت في الدوائر الأربع في انتخابات الإقليم المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991، نحو 2.9 مليون ناخب لانتخاب مئة عضو في البرلمان ما لا يقلّ عن 30 بالمئة منهم نساء.
ويُذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في عام 2018 بلغت نحو 59 بالمئة، وفقاً للموقع الرسمي لبرلمان كردستان.
وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص للانتخابات الجمعة 97 بالمئة، حسب المفوضية.
وأعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان بعد إغلاق مراكز الاقتراع عن أمله في أن "يجري إكمال المتطلبات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كردستان العراق من أجل إدامة مسيرة التنمية والتعاون والاستقرار خدمةً لأبناء شعبنا في الإقليم ".
ووصف مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، في بيان الأحد، نجاح انتخابات برلمان إقليم كردستان، بأنه نجاح لشعب كردستان بجميع مكوناته وكياناته السياسية، معبرا عن أمله بأن تبعث هذه الانتخابات ونتائجها أملا جديداً وتدشن مرحلة جديدة تصب في مصلحة شعب كردستان بأكمله.
وأظهرت النتائج الأولية، التي نقلتها وسائل إعلام كردية في أربيل بينها شبكة "رووداو" الإعلامية ، تقدماً كبيرا للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على أقرب منافسيه، حيث حصل 302 ألف صوت من مجموع الدوائر، فيما حصل حزب الاتحاد الكردستاني بزعامة بافل الطالباني على 719.96 صوت فقط، تلاه حزب "الجيل الجديد" المعارض بواقع يصل إلى 96.395 صوت، ثم الاتحاد الإسلامي بنحو 22.722 صوت، ثم جماعة العدل الكردستانية بـ18.914 صوت، وتيار الموقف الوطني بـ15.527 صوت، والجبهة الشعبية بـ8.792 صوت، وأخيرا حركة التحرير بـ1.331 صوت.
وبحسب النتائج، فإن الحزب الحاكم (الديمقراطي الكردستاني) في الإقليم سيحصل على أكثر من 40 مقعداً من أصل 100 مقعد في برلمان إقليم كردستان، وهو ما يجعله يحتفظ برئاسة الحكومة والإقليم.
بحسب نتائج أولية للانتخابات البرلمانية، فاز خمسة مرشحين من المكونين التركماني والمسيحي في أربيل والسليمانية ودهوك بغالبية أصوات أبناء المكونين، ما يمكنهم من الجلوس على مقاعد الكوتا في برلمان كردستان.
ويتكون برلمان إقليم كردستان من 100 مقعد، 95 مقعداً عاماً، و5 مقاعد مخصصة للأقليات "كوتا".
وقسّم النظام الانتخابي المتبع إقليم كردستان إلى أربع دوائر انتخابية هي (أربيل، والسليمانية، ودهوك، وحلبجة)، ووزّع المقاعد البرلمانية على الدوائر الأربعة على النحو التالي: أربيل (34 مقعداً كلياً) منها مقعد واحد للمكون المسيحي ومقعد واحد للتركمان - السليمانية (38 مقعداً كلياً) منها مقعد واحد للمكون المسيحي ومقعد واحد للتركمان - ودهوك (25 مقعداً كلياً) منها مقعد واحد للمكون المسيحي، وحلبجة (3 مقاعد كلية) دون أي مقاعد للمكونات.
و"كان الترشيح لمقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين والتركمان فردياً ضمن الدائرة الانتخابية، المرشح من ضمنها، ويعد فائزاً من يحصل على أعلى الأصوات" على أن يكون التصويت لمرشح المكون من ناخبي المنطقة الانتخابية ذاتها، حسب قرار صادر عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد.
وأكد مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المطابقة بين العد اليدوي والإلكتروني كانت 100 بالمئة، وقال نائب رئيس مجلس المفوضين القاضي فياض البجاري في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية إن "أداء المفوضية جيد جداً بتقييم الكتل السياسية والمراقبين، لأن نسبة مطابقة الأصوات كانت بين العد اليدوي والالكتروني 100 بالمئة، ونسبة الإرسال 100 بالمئة.
وأضاف أن "هذه المرة الأولى التي تجري فيها المفوضية الانتخابات في إقليم كردستان بالأجهزة الإلكترونية، وسجل الناخبين الإلكتروني البايومتري، وهذا يعد إنجازاً كبيراً لشعبنا في الإقليم، ولكل شعبنا العراقي، ونأمل في أن تتمخض نتائج شفافة ومرضية للجميع عن هذه العملية".
إلى ذلك، أكد رئيس حكومة الإقليم المنتهية ولايته مسرور البارزاني أهمية أن يكون هناك برلمان فعال للتوجه لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال البارزاني في بيان إن "نجاح عملية انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كردستان يعدّ نجاحاً آخر للإقليم، واختباراً جديداً لمبادئه الديمقراطية"، معرباً عن شكره للمفوضية على إجراء هذه العملية الانتخابية والإشراف عليها"، مؤكداً أنه "لا يخفى على أحد أنه على الرغم من حرمان أعداد كبيرة من المواطنين من الإدلاء بأصواتهم في الاستحقاق الانتخابي بسبب مشاكل فنية، فإن هذا يستدعي بذل جهود جديّة في الانتخابات المقبلة لمعالجة تلك المشاكل، بما يضمن حق كل مواطن في الإدلاء بصوته".
وجرى التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، وخصوصاً الحزبين التقليديين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الكردستاني، إذ يمتلك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يمتلك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها، بوصفها معاقل تقليدية للحزب.