الدول العربية تتفاوض مع الشركات الإعلامية الدولية تحت مظلة الجامعة العربية

الخطوة تحمل مغزى عميقًا من حيث ضرورة وضع آلية محكمة لفرض وتطبيق الضريبة الرقمية على الشركات للاستفادة من إيراداتها في المنطقة العربية.
الخميس 2024/07/18
توجه إستراتيجي

الرياض - تستضيف العاصمة السعودية الرياض يوم الخميس ولمدة 3 أيام الاجتماع الثاني لفريق التفاوض مع شركات مواقع التواصل الدولية، الذي يأتي تنفيذًا للقرار رقم 533 الصادر في يونيو 2023 عن الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالرباط بشأن تشكيل فريق للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية.

وأوضح الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي أنه من المقرر أن يستكمل الفريق برئاسة المملكة العربية السعودية بحث السبل الكفيلة بإخراج الخطة التفاوضية مع شركات مواقع التواصل الدولية إلى حيز التنفيذ التي وضعت خطوطها العريضة خلال الاجتماع الأول بالأردن في أغسطس 2023 واعتمدت خلال الدورة 54 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالمنامة في 29 مايو الماضي.

وأفاد أن هذه الخطة وضعت محددات لهذا التعامل وتصنيفًا لهذه الشركات ويتعلق الأمر بمنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث ومنصات المحتوى الرقمي والإعلان الرقمي.

وأكد أن التوجه الإستراتيجي للتفاوض مع كبريات هذه الشركات – من منطلق جماعي تحت مظلة الجامعة العربية – خطوة مقدامة لحماية المصالح الرقمية العربية ويحمل مغزى عميقًا من حيث ضرورة وضع آلية محكمة لفرض وتطبيق الضريبة الرقمية على هذه الشركات للاستفادة من إيراداتها في المنطقة العربية، وكذلك على صعيد المحتوى الإعلامي بدءًا بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وما يتعلق بحماية البيانات الشخصية وحقوق المستخدمين وعدم المساس بالثوابت الوطنية، وصون القيم الروحية والمجتمعية والثقافية، ومجابهة الأخبار المضللة والزائفة المروجة لثقافة العنف والتطرف والإرهاب والكراهية التي تستهدف النشء الجديد والشباب.

الفريق الإعلامي يضم في عضويته كبار الخبراء الإعلاميين من الأردن، والإمارات وتونس والسعودية، والعراق، ومصر والمغرب

وقال السفير خطابي “إن هذه المقاربة التفاوضية نتاج للمناقشات والتصورات المطروحة في الإطار العربي في ضوء الخلاصات التي تضمنتها الوثيقة الأردنية، وكذلك دراسة اتحاد إذاعات الدول العربية بشأن احتواء الهيمنة الرقمية العالمية، وتنظيم الحقل الرقمي العربي مع الاستئناس بالتجارب المماثلة وخاصة الاتحاد الأوروبي”.

وأشار إلى أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة في سياق الدفع بجهود بناء أسس السيادة الرقمية، وبلورة مقاربة تفاوضية واقعية ومنسجمة تفضي إلى تأمين الفضاء الرقمي العربي، مشيرًا إلى تزايد نفوذ الاقتصاد الرقمي – بما فيه نشاط الشركات الإعلامية الدولية – الذي أصبح يناهز 11.5 تريليون دولار أي 15.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ومن المتوقع أن يتضاعف خلال 10 سنوات.

ويضم الفريق الإعلامي في عضويته كبار الخبراء الإعلاميين من الأردن، والإمارات وتونس والسعودية، والعراق، ومصر والمغرب، فضلاً عن قطاع الإعلام والاتصال (الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام) واتحاد إذاعات الدول العربية.

وكان وزير الإعلام والاتصال الحكومي الأردني فيصل الشبول قال إن “عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العرب يتراوح ما بين 170 إلى 175 مليون مشترك”. وأوضح “هذا العدد يجعلنا قوة تفاوضية كبيرة لضمان تنفيذ هذه الإستراتيجية”.

وأكد الشبول أهمية بناء تحالف عربي لمواجهة خطر مواقع التواصل الاجتماعي. كما تتناول الإستراتيجية تنظيم منصات البث الرقمي التي تعمل بتقنية وأسلوب الستريمينع مثل منصات نتفليكس، وآبل تي.في، وأمازون برايم فيديو، وهولو، وديزني بلاس+. ولا يسري ذلك على المنصات والوسائل الاجتماعية وتقنيات الإنترنت التي توفّر محتوى صحفيا أو تعكس وجهة نظر صحفية أو إعلامية أو تحريرية. وقال زير الإعلام السعودي سلمان الدوسري “نواجه تحديا مشتركا يتمثل في بث بعض المنصات الدولية محتوى يخالف المبادئ الدينية والثقافية والأخلاقية العربية دون احترام لحق كل مجتمع”.

ووفقا للإستراتيجية، تتعهد الدول العربية الملتزمة بها بتوجيه أيّ عائدات تعويضية تحصّلها من منصات التواصل الاجتماعي ومنصات البث الرقمي ومحركات البحث إلى جهود نشر الدراية والتربية الإعلامية والمعلوماتية ومحاربة الأخبار الكاذبة والمضللة ودعم مبادرات التحول الرقمي في وسائل الإعلام الورقية والإذاعية والتلفزيونية ودعم استدامة وسائل الإعلام غير العمومية (غير المستفيدة من التمويل الحكومي). وتعاني وسائل الإعلام على المستوى العربي من خسائر كبيرة.

5