الدوحة تخشى من أن تجد نفسها مجبرة على الاختيار بين واشنطن وبكين

العلاقة بين الولايات المتحدة والصين تشهد توترا ودول الخليج تبدي حرصا على عدم التدخل.
السبت 2022/09/03
وزير الخارجية القطري: الحياد مطلوب

الدوحة - لا تخفي قطر خشيتها من أن تجد نفسها في موقف يضطرها إلى الاختيار بين الولايات المتحدة التي صنفتها، في وقت سابق من العام الجاري، حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والصين التي ترتبط معها بعلاقات قوية وهي أكبر مورد للطاقة.

وتشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين توترا، في ظل مساع أميركية حثيثة لاحتواء نفوذ بكين المتزايد، والذي ينظر إليه على أنه خطر يهدد بتقويض النظام العالمي الحالي.

وتبدي دول الخليج، بما في ذلك قطر، حرصا على عدم التدخل والنأي بنفسها عن هذا الصراع الذي بلغ أوجه في أغسطس الماضي، حينما أقدمت رئيسة مجلس النواب الأميركي (الكونغرس) نانسي بيلوسي على زيارة جزيرة تايوان، الأمر الذي أثار استفزاز الصين.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، والصين هي أكبر مورد للطاقة وحليف سياسي، مشيرا إلى أن “كليهما له دور في استقرار العالم”.

وأضاف وزير الخارجية القطري، في حوار مع قناة “نيوز آسيا” التي تبث من سنغافورة، وتناقلته وسائل إعلام قطرية أن “الدوحة لا تريد أن تكون في موقف يتعين عليها اختيار طرف على حساب الآخر، ولو اضطرت إلى هذا الموقف فإنها لن تفضل علاقة مع دولة على حساب الأخرى”.

وتابع بن عبدالرحمن “معظم دول العالم لا تريد أن ترى استقطابا في العالم ولا تريد القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة”.

وشدد الوزير القطري على أن هذا التوتر “سيؤثر على العالم، وسيجعل العالم مكانا أكثر صعوبة بالنسبة للجميع”.

زيارة بيلوسي محل جدال واسع بين الولايات المتحدة والصين حتى قبل أن تقوم بها
زيارة بيلوسي محل جدال واسع بين الولايات المتحدة والصين حتى قبل أن تقوم بها

ووجه نصيحة للدول التي تربطها علاقات بالولايات المتحدة والصين، بضرورة الحفاظ على علاقات ودية مع الجميع، على أن تساعد في حل الخلافات سلميا تجنبا للتصعيد.

وكانت قطر أصدرت بيانا على خلفية زيارة بيلوسي إلى تايوان، شددت من خلاله على ضرورة تجنب التصعيد في تايوان، واحترام قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وسيادة الدول، في موقف يعكس تحفظا قطريا على زيارة المسؤولة الأميركية.

وقالت الخارجية إنها تدعم مبدأ “الصين الواحدة”، مؤكدة الدور المحوري الذي تلعبه كل من الولايات المتحدة والصين في حفظ الأمن الدولي.

وكانت زيارة بيلوسي محل جدال واسع بين الولايات المتحدة والصين حتى قبل أن تقوم بها، لكونها الأولى منذ 25 عاما لمسؤول أميركي منتخب رفيع المستوى، وقد أثارت هذه الزيارة ردود فعل شديدة من بكين التي استدعت السفير الأميركي وقامت بمناورات عسكرية ضخمة استمرت لأيام قبالة الجزيرة التي تسعى للاستقلال، فيما تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

ويرجح مراقبون أن يستمر الصراع الدائر بين واشنطن وبكين، وقد يتخذ أبعادا أخرى، الأمر الذي بالتأكيد ستكون له مفاعيله على باقي دول العالم، لاسيما تلك التي ترتبط بشراكات وثيقة مع الولايات المتحدة وتسعى في الوقت نفسه إلى بناء علاقات متينة مع الصين.

ويقول المراقبون إن دول الخليج بالتأكيد في صدارة من سيتأثر بهذا الصراع في حال استمر في منحاه التصاعدي، لكن الأخيرة ستحاول ما أمكن الحفاظ على موقف الحياد، لأنه ليس من صالحها خسارة أي من الطرفين.

3