الدوحة تجمع إعلامها على أرضها.. التلفزيون العربي يستكمل عودته إلى "الوطن"

قطر تمضي في خططها لبناء مركز إعلامي إقليمي لمنافسة الإمارات والسعودية.
السبت 2022/08/27
وداعا لندن

ينطلق التلفزيون العربي في حلته الجديدة مساء الثلاثاء المقبل من قطر في خطوة ينظر إليها مراقبون على أنها محاولة من قطر لتجميع إعلامها في الخارج على أرضها لتتحول إلى مركز إعلامي إقليمي ينافس السعودية والإمارات.

الدوحة - تجرى حالياً الاستعدادات على قدم وساق لانتقال التلفزيون العربي بالكامل من مقره في لندن إلى مدينة لوسيل في قطر، وذلك بعد تجهيز أستوديوهاته بأحدث الوسائل التقنية، وبحضور نخبة من بين أفضل وجوه الإعلام العربي.

وقالت صحيفة “الشرق” القطرية إنه من المقرر أن ينطلق التلفزيون العربي في حلته الجديدة مساء الثلاثاء المقبل.

وضمن هاشتاغ #العربي_على_أرض_عربية على تويتر، غرد التلفزيون العربي وفريقه الإعلامي طوال الأيام الماضية، معلنين الانتقال الكامل من مقر القناة في العاصمة البريطانية لندن، إلى مدينة لوسيل، ورافقت التغريدات مقاطع فيديو وصور، تعكس الاستعدادات الجارية في التلفزيون العربي في مقره الجديد.

وذكر حساب قناة التلفزيون العربي في تغريدات أنه “بعد تجربة حافلة في لندن. قناة التلفزيون العربي تنقل مقرها إلى الدوحة”. وأضاف “هو انتقال يتسارع، وسباق مع الحرف والصوت والصورةً”. وتابع“منكم نقترب أكثر، ونحو قضايانا باتت المسافة أقصر”.

وغرد التلفزيون العربي أيضا “على الوعد والموعد، ونحو مرحلة جديدة.. انتظرونا قريباً”، و”خطانا ثابتة وعهدنا يتجدد.. انتظرونا قريبا”، و”يتغير المكان ولا تتغير اتجاهاتنا، فكل دروبنا تؤدي إليكم”.

وغرد مؤيد الذيب، الرئيس التنفيذي لمجموعة فضاءات الإعلامية، قائلاً “التلفزيون العربي يستعد للبث بشكل كامل من مدينة لوسيل في قطر”.

وعرضت الإعلامية آمال عراب عبر حسابها على تويتر مقطع فيديو يعكس الأيام الأخيرة للتلفزيون العربي في لندن قائلة “الأيام الأخيرة للتلفزيون العربي في لندن استعداداً لانتقاله إلى أرض عربية من الدوحة، وما النهايات إلا بدايات بثوب آخر”.

وأضافت “متحمسون جداً لانطلاقتنا الجديدة بعد سنوات من البث في لندن. سنكون معكم فوق أرض عربية من الدوحة.. من قطر”.

وكتبت الإعلامية صبا مدور، صحافية ومذيعة أخبار “بعد تجربة حافلة في لندن، تعود العربي إلى ديارها لتبث من أرض عربية، لتكمل رحلتها مع شعوب تقاسمهم همومهم وأحلامهم. العربي من الدوحة سيكون أقرب إليكم”.

وعرض الإعلامي غسان خضر، مراسل قناة العربي في أربيل فيديو للحظات الأخيرة للتلفزيون العربي في لندن قائلاً “إزالة يافطة التلفزيون العربي من المبنى في لندن تمهيدا لانتقال البث من الدوحة، انتظروا العربي في حلة جديدة من مدينة لوسيل الإعلامية تحت شعار ‘العربي على أرض عربية’. بعد سبع سنوات من البث في لندن. انطلاقة جديدة في الثلاثين من الشهر الحالي”.

كما غرّد الإعلامي حازم كلاس، مدير مكتب التلفزيون العربي في طهران، “بعد 8 سنوات تراكمت فيها الخبرات وكبرت فيها شبكة #التلفزيون_العربي وباتت تضم  العربي أخبار والعربي٢ وموقع العربي ومنصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، #العربي_على_أرض_عربية بعد إغلاق استديوهاتها في #لندن و افتتاحها في لوسيل”.

القطريون قرروا خوض المنافسة الإعلامية الخليجية من بابها الواسع واستدعاء مؤسساتهم الإعلامية في الخارج

وأعلن التلفزيون العربي في سبتمبر الماضي انتقال مقره من لندن إلى مدينة لوسيل في قطر. وجاء في البيان أن القرار الصادر عن هيئة مالكي التلفزيون، بالتشاور مع مجلس إدارته، يأتي في إطار عملية تطوير التلفزيون الجارية على نحو حثيث في العامين الأخيرين، و”أيضاً لتسهيل إصدار التأشيرات والإقامات للعاملين والزائرين، ولأغراض الاستثمار في مدينة لوسيل الحديثة والصاعدة في قطر”.

ويريد القائمون على الإعلام القطري أن يكون عام 2022 عام بروز الدوحة على الخارطة الإعلامية العربية عموما، والخليجية تحديدا. وتلفت مصادر إلى أن القطريين قرروا خوض المنافسة الإعلامية الخليجية من بابها الواسع واستدعاء مؤسساتهم الإعلامية في الخارج. وتسعى الدوحة إلى بناء مركزها الإعلامي الإقليمي على غرار  السعودية والإمارات.

وتتوفر قطر على مؤسسات إعلامية “عالمية نخبوية” تشمل الأخبار والرياضة، لكنها لا تتوفر على قنوات إعلامية ترفيهية متخصصة موجهة إلى المشاهد العربي، تنافس باقات قنوات عربية متخصصة في مجال الترفيه العام في الشرق الأوسط.

ووضعت باقات القنوات المتخصصة الإخبارية كالجزيرة والجزيرة الإنجليزية والجزيرة مباشر، التي ينظر إليها على أنها “قنبلة قطر النووية”، البلد الخليجي الصغير على خارطة الإعلام العالمي في فترة قياسية لم يسبق أن سبقتها إليها أي منظومة إعلامية متخصصة في العالم، وتأتي القوة الإعلامية القطرية الثانية في قنوات الجزيرة الرياضية التي تحولت لاحقا إلى مجموعة قنوات “بي.أن.سبورتس” واستطاعت بدورها أن تضع لنفسها مكانا هاما على المستويين العربي والعالمي في وقت أقصر مما استغرقت الجزيرة الإخبارية. ومكنت مجموعة قنوات “بي.أن.سبورتس” قطر من احتكار أحد مصادر الترفيه وليست كلها.

وسبق أن أعلنت قنوات التلفزيون العربي عن إطلاق قناة “العربي2” من العاصمة القطرية الدوحة يوم الثاني من شهر يناير الماضي. وهي قناة ترفيهية ثقافية منوعة متعددة المنصات، “تقدم للجمهور العربي مفهوما للتلفزيون العائلي يشمل جيل الشباب، وذلك من خلال برامج جديدة ومتنوعة تهمه”.

بث مباشر من أرض الوطن
بث مباشر من أرض الوطن

وأوضحت القنوات خلال بيان أنها “تسعى لتقديم محتوى ترفيهي ثقافي مميز يناسب تعددية المشارب والأذواق في أنحاء الوطن العربي، ويضعها في طليعة القنوات المنوعة”.

وينظر إلى القناة الجديدة على أنها “نواة أولى” تسعى من خلالها قطر لاختبار السوق في مرحلة أولى، ثم الانتقال في مراحل قادمة إلى منافسة قنوات الترفيه في الشرق الأوسط، التي حجزت لنفسها حصة الأسد من سوق المشاهدين في العالم العربي.

ومع انطلاق القناة اختتمت قناة العربي عملية تحوّلها إلى قناة إخبارية متكاملة تُعنى بمتابعة الحدث وخلفياته، وتقديم الخبر والتحليل والتقييم والتحقيق. وسوف تظهر القناة الأصلية من الآن فصاعدا باسم “العربي - أخبار”.

كما أعلنت مجموعة “بي.إن” الإعلامية القطرية يناير الماضي أيضا عن انطلاق منصة “تود.تي.في” (TOD.tv) للمحتوى الرقمي المدفوع، لجذب أكبر عدد من المشاهدين.  وقالت المجموعة الإعلامية إن المنصة الجديدة لبثّ المحتوى عبر الإنترنت مصمّمة لتكون الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

ويرى مراقبون في المنصة المنافس الجدي القادم لمنصة “شاهد” السعودية التي تحتكر ساحة الستريمينغ، رغم وجود بعض المنصّات العربية الأخرى التي تحاول حجز مساحة ولو متواضعة، لنفسها.

16