الدمشقيون يواجهون نقص الوقود بركوب الدراجات

قاد البحث عن بدائل للسيارات ووسائل النقل العامة في مواجهة نقص الوقود في سوريا وازدحام الشوارع، مجموعة من السوريين لبعث مشروع يهدف إلى تعليم الناس قيادة الدراجات الهوائية.
دمشق – أسست مجموعة من السوريين مشروعا لتعليم الراغبين ركوب الدراجات الهوائية، وذلك هربا من مشكلات النقل وعدم استقرار إمدادات الوقود في العاصمة السورية دمشق.
وقال محمد الهواري مدير المجموعة التي تعرف باسم “رود رايد” إن “هذا المشروع وليد حاجة المجتمع لوسيلة نقل بديلة عن السيارات وعن أي وسيلة تحتاج لتشغيلها المشتقات النفطية”.
ويحصل المشتركون في “رود رايد” على تدريب مدته ثلاثة أيام لركوب الدراجة الهوائية مقابل رسوم قدرها 1.8 دولار.
ويتجمع سائقو الدراجات الهوائية الساعين إلى التوعية بالفوائد الصحية والبيئية والاقتصادية والرياضية لوسيلة النقل هذه، وينطلقون على طول شارع دمشق رفقة المنضمّين الجدد الملبين للدعوة التي تطلقها مجموعة “رود رايد”.
وراقت الفكرة لأعداد كبيرة من الناس وازداد الإقبال على المشروع في وقت تعاني فيه البلاد من نقص الوقود بسبب العقوبات وجائحة فايروس كورونا.
وتبدي شرائح مختلفة ومتنوعة اهتمامها بالفكرة من الأطفال إلى النساء وحتى الأطباء.
وباتت الدراجات الهوائية تشق طريقها في شوارع العاصمة السورية المزدحمة، فيما يعتمد وسيلة النقل هذه عدد متزايد من النساء، مستفيدات من الإقبال عليها الناجم عن الجائحة ونقص الوقود.

وأكدت رهف الحصري وهي عضوة في المجموعة أنه “في ظل تواصل أزمة النقل يعد التدريب على ركوب الدراجات الهوائية حلا لذلك”، مضيفة أن ركوب النساء الدراجات مشهد غير مألوف في مجتمعها وقد يقابل من البعض بالرفض والاستهزاء.
وأوضحت الحصري أن “هذه الرياضة جديدة في مجتمعنا، لذلك فإن ممارسة هذا النشاط تعد كسرا للحواجز بالنسبة إلى الفتيات”.
ويقول راكبو الدراجات إنها وسيلة توفر بديلا لوسائل النقل العام المزدحمة، مما قد يقلل من خطر التعرض المحتمل للإصابة بكورونا عند التنقل، كما ينظر البعض إلى الدراجة على أنها وسيلة لتوفير المحروقات التي تشهد أزمة كبيرة في سوريا.
ويرى مجد محمد شتيوي طبيب أسنان أن ركوب الدراجات الهوائية يمكن أن يمنحهم فرصة الإفلات من الازدحام الخانق والوصول إلى أماكن العمل أو الدراسة دون تأخير، وفي نفس الوقت ممارسة رياضة مفيدة.
ولفت شتيوي إلى أنه صار الآن يستفيد من الوقت الطويل الذي كان يقضيه في انتظار المواصلات، في نشاط يرجع عليه بالفائدة البدنية والعملية، فهو من جهة يمارس الرياضة بقيادته للدراجة عند الذهاب إلى العمل أو الجامعة، وفي الآن ذاته يضمن أن لا يصل متأخرا بسبب الازدحام.
وأظهرت دراسات حديثة أن ركوب الدراجة الهوائية يساعد في خسارة الوزن، فضلا عن فوائدها الأخرى المتعددة للصحة الجسدية والنفسية ومساهمتها في إطالة عمر الإنسان وجعل حياته صحية أكثر.

وقالت جودي وهي إحدى العضوات بالمجموعة “ركوب الدراجات يملأني بالطاقة الإيجابية، مما يساعدني على التخلص من كل ضغوطي اليومية بين العمل والدراسة”.
ورغم تحول الكثيرين إلى ركوب الدراجات الهوائية، فإن جهود “رود رايد” اصطدمت بعدة صعوبات من بينها عدم قدرة أعضاء المشروع على الحصول على المعدات اللازمة، إلى جانب عدم وجود طرقات مخصصة لراكبي الدرجات لتجنب الازدحامات المرورية.
ويأمل أعضاء مجموعة “رود رايد” في تغيير صورة المشهد المروري واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، وإحداث شبكة من الممرات للدراجات.
ومع استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا، وانعكاسها على واقع الوقود والمحروقات، ارتفعت أجور نقل سيارات الأجرة، لتبدأ وسائل نقل جديدة بالظهور، فبالإضافة إلى ركوب الدراجات الهوائية ظهر “التوك توك”.
و”التوك توك” مركبة ذات ثلاث عجلات انتشرت بشكل ملحوظ في محافظة السويداء في الآونة الأخيرة، وتستخدم عادة في مصر والعراق كوسيلة نقل عامة، وفي دول شرق آسيا.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) قال الأربعيني إحسان القضماني شاهدت “التوك توك منذ عدة أشهر في إحدى صالات العرض التي تقع بجانب منزلي وأعجبني، وقررت أن أشتريه كوسيلة نقل خاصة لي أولا، وليكون مصدر دخلي لي ولعائلتي ثانيا”.
وأكد أن الكثير من الأشخاص يتصلون به عبر الهاتف كي يقوم بنقلهم، مبينا أن “التوك توك” يستطيع أن يدخل في أضيق الشوارع ولا يشكل خطرا على أحد.