الدعم السريع تكشف أسرها مرتزقة مصريين يقاتلون مع الجيش السوداني

الخرطوم - وجهت قوات الدعم السريع تحذيرا شديد اللهجة للحكومة المصرية من التورط في الصراع بالسودان وكشفت لأول مرة عن أسرى مصريين لديها حاليا وصفتهم بـ"مرتزقة"، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.
ويأتي هذا التحذير بعد أن اتهم قائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو القاهرة بشن ضربات جوية على قوات المجموعة شبه العسكرية، في جبل موية.
وقالت دعم السريع، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة إكس مساء الجمعة، إن "الحكومة المصرية لم تتوقف أبدا عن تقديم الدعم العسكري للجيش من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي. مضيفة أن قواتها "ضبطت مرتزقة مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى الآن لدى قواتنا".
وذكّر البيان بأسر قوات الدعم السريع ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم لاحقاً للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي".
وأضاف البيان "شارك الطيران المصري في قصف معسكرات قوات الدعم السريع، ومنها مجزرة 'معسكر كرري' حيث قُتل في بداية الحرب جراء القصف الغادر أكثر من (4) آلاف من الجنود العُزل الذين كانوا يتأهبون للمغادرة إلى السعودية للمشاركة في 'عاصفة الحزم'".
ودون تقديم مزيد من التفاصيل، إذ توقفت عملية عاصفة الحزم منذ 2022 مع هدنة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، وسحبت معظم القوات السودانية من البلاد -التي كانت تقاتل معظم قوتها ضمن العمليات الإماراتية- قبل ذلك بأشهر. وبدأت عاصفة الحزم في 2015م بقيادة المملكة العربية السعودية.
واتهم البيان مصر بدعم الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع "بكل الإمكانات العسكرية" فضلا عن "تسهيل دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات المسيرة عبر حدودها".
وشددت قوات الدعم السريع على مشاركة الطيران المصري في قصف معسكراتها، بالإضافة إلى تدفق الأسلحة والذخائر المصرية إلى الجيش السوداني عبر الحدود.
وأوضح البيان أن مصر قدّمت طائرات عسكرية من طراز كي8 الصينية للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية، كما ساهم الطيران المصري في قتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار، ومليط ، والكومة، ونيالا، والضعين. وكذلك وفرت مصر للجيش إمدادات بقنابل 250 كيلو أميركية الصنع كانت سبباً في تدمير المنازل والأسواق والمنشآت المدنية.
وأشار البيان إلى ما وصفه بالتناقض المصري قائلا "تمثل مصر الملاذ الحصين لقادة الحركة الإسلامية الإرهابية، وتحتضن في مفارقة نادرة جماعة (الإخوان) - فرع السودان، وتوفر الحماية للكوادر الأمنية للنظام السابق".
واعتبر البيان أن "الحكومة المصرية وأجهزتها وأفرادا محددين يعملون على عرقلة جميع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان ابتداء من جهود جدة الأولى والثانية والمنامة وأخيرا مفاوضات جنيف"، لافتا إلى أن "مصر تعارض في السر والعلن أي خطوات لا تحقق بقاء الجيش السوداني في السلطة".
وأكد "لقد تكشف موقف مصر بشكل أوضح في بيان وزارة خارجيتها الذي وصفت فيه قوات الدعم السريع بالميليشيا وهو دليل أخر يدعم موقفنا تجاه الحكومة المصرية التي لا تقف موقف الحياد حيث لم تستحي من إظهار نواياها الحقيقية تجاه قوات الدعم السريع.
ووجهت قوات الدعم السريع تحذيرات للحكومة المصرية "من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمين)"، مؤكدة أنها "ليست ضد الشعب والدولة المصرية، بل ضد سياسات الحكومة والأجهزة الرسمية".
وفي خطاب مسجل الأربعاء، اتهم حميدتي القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة للجيش السوداني الذي حقق تقدما في الآونة الأخيرة، في الحرب الأهلية المستمرة.
وكانت مصر قد نفت في بيان ما وصفته بمزاعم حميدتي بشأن اشتراك الطيران المصري في الحرب الدائرة بالسودان.
وأضافت "واذ تنفى جمهورية مصر العربية تلك المزاعم، فإنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا الدعم السريع".
ويُنظر إلى مصر منذ بداية الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع على أنها قريبة من المؤسسة العسكرية وقائدها عبدالفتاح البرهان وداعمة لهما، رغم انضمامها مؤخرا إلى جهود إقليمية ودولية للتوسط في الصراع.
واستقبلت مصر مئات الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب منذ اندلاع الصراع، كما استضافت القاهرة خلال الحرب عددًا من المؤتمرات للقوى السياسية السودانية فيما يتعلق بالسلام في السودان، وأجرت مناقشات مع الجانب الأميركي في ذات السياق.
وأحرز الجيش في الآونة الأخيرة تقدما في العاصمة السودانية الخرطوم وولاية سنار الجنوبية الشرقية، حيث قال حميدتي إن الغارات الجوية المصرية المزعومة ضد قواته دفعتهم إلى التراجع عن منطقة جبل موية الاستراتيجية.
وأجبرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 ما يقرب من 10 ملايين شخص على ترك منازلهم، وأدت إلى تفشي الجوع وانتشار المجاعة على نطاق واسع، كما حدثت فيها موجات من العنف العرقي التي أُلقي باللوم فيها إلى حد كبير على قوات الدعم السريع.