الدعم السريع تقبض على قناصة تعمل لصالح البرهان يشتبه انتمائها لداعش

حميدتي يحذر من محاولات ارتكاب مجموعات إسلامية موالية للقوات المسلحة جرائم نهب وسرقة وحرق للأسواق باسم قواته، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ أي تجاوزات.
الأربعاء 2023/04/19
استمرار الاشتباكات وسط دعوات للحوار لا عبر فوهات البنادق

الخرطوم –  قال يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إنه يجري التحقق من قتال عناصر من تنظيم داعش الإرهابي إلى جانب قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان.

وأضاف في تصريحات لموقع "آي - 24" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، لقد تم إلقاء القبض على مقاتلين أجانب هويتهم غير معروفة ويقومون بمهام القنص إلى جانب البرهان.

وتابع "هناك جهات كثيرة متورطة برعاية التنظيم الإسلامي المتطرف ونخوض معركة كبيرة ضدهم"، لكنه أكد التزام قوات الدعم السريع بالهدنة بصورة كاملة.

وأكد أنه "تم فتح بعض الكباري وتأمين خروج بعض المواطنين، لكننا فوجئنا بهجوم بحري في شمال كافوري، وتم الاعتداء علينا بالطيران المسير".

ولفت المتحدث باسم "حميدتي" إلى أن قوات الدعم السريع موجودة في مطار مروى بعتادها وأن الجيش لم يسترد المطار، وأنه سيتم حسم المعركة داخل الخرطوم، وقال إنهم يسيطرون على القيادة العامة للجيش وكل المقرات التابعة لها وعلى القصر الجمهوري.

ونفى عزت أن تكون هناك أي عمليات دعم خارجية من أي دولة، مؤكدا أن قوات الدعم السريع تعتمد على قدراتها الذاتية التي أعدتها منذ فترة لأنها كانت تعلم أن الطرف الآخر يعد لانقلاب يستهدف العملية السياسية كلها.

وقال "كنا نعلم أن هناك تحركات ضدنا منذ فترة وأبلغنا البرهان، لكننا تفاجأنا بأنه هو الذي كان يرتب كل ذلك للانفراد بالحكم".

وكان دقلو قد اتهم  البرهان بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة.

وفي وقت اليوم الأربعاء اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بخرق هدنة بواسطة دولية بعد دقائق فقط من دخولها حيز التنفيذ، كما حذرت من محاولات ارتكاب مجموعات إسلامية موالية للقوات المسلحة جرائم نهب وسرقة وحرق للأسواق باسمها، للتعويض عن الخسائر الفادحة على أرض المعركة.

ودخلت المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، يومها الخامس، وسط استمرار دوي الرصاص في العاصمة الخرطوم بلا توقف، رغم إعلان الطرفين الثلاثاء، هدنة لمدة 24 ساعة، لفتح الممرات الانسانية.

وتصاعدت سحب الدخان الكثيف في سماء الخرطوم حيث تدور المواجهات الأعنف في محيط القصر الرئاسي وقيادة الجيش ومطار الخرطوم.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الانفجار الذي هز مطار الخرطوم سببه انفجار خزان لوقود الطائرات في المطار أصابته قذيفة مدفعية.

كما شهدت منطقة كافوري بالخرطوم بحري قصفا عنيفا فجر اليوم الأربعاء، حيث يوجد معسكر كبير لقوات الدعم السريع، كما وقع قصف عنيف جنوب أم درمان حيث يوجد معسكر صالحة الخاصة بالدعم السريع.

وقال التلفزيون السوداني، اليوم الأربعاء، إن الاشتباكات الجارية حاليا تستهدف السيطرة على أهداف حيوية واستراتيجية في الخرطوم.

واتهمت قوات الدعم السريع عناصر الجيش السوداني الجيش بمهاجمة مواقع تمركز قواتها بالأسلحة الثقيلة رغم الهدنة المعلنة.

وقالت في بيان اليوم الأربعاء "مواصلة تعدياتها السافرة وخروقاتها المستمرة بسبب تعدد مراكز القرار بداخلها، كسرت قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها مجموعات الهوس الديني الإرهابية المتشددة الهدنة المعلنة لمدة 24 ساعة بقيامها بالأعمال التالية بعد دخول موعد الهدنة الإنسانية".

وأضاف البيان أن الجيش قام بـ "تحريك قوات عسكرية ومليشيات مسلحة من عدة مدن نحو الخرطوم ومحاولة هذه القوات مهاجمة أماكن تمركز قواتنا وذلك في أولى ساعات الهدنة مع استمرار عمليات القذف بالطائرات على التجمعات السكانية بما في ذلك المستشفيات".

ولفت إلى أنه واصل "الهجوم بالأسلحة الثقيلة على مواقع تمركز قواتنا وإطلاق القنابل عشوائيًا مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المواطنين وتدمير المستشفيات والمرافق العامة والاسواق الى جانب تسببه في حالة من الرعب والخوف في نفوس المواطنين".

وكما قام الجيش بـ"نشر ميليشيات الأمن الشعبي والدفاع الشعبي وكتائب المجاهدين المتطرفين في الأحياء السكنية التي اجبرت السكان على مغادرة منازلهم.

وكشف عن انقسام داخل القوات المسلحة من خلال "ظهور مركزين في قيادة الانقلاب مما تسبب في عدم السيطرة على القوات وبالتالي تعدد القرارات".

وأشار إلى الجيش "قذف خطوط إمداد المياه والكهرباء بالأسلحة الثقيلة مما فاقم الوضع المعيشي للمواطنين لارتباط خدمتي المياه والكهرباء بالكثير من الخدمات الضرورية".

ورحبت قيادة قوات الدعم السريع بانضمام عدد كبير من شرفاء القوات المسلحة من ضباط ورتب أخرى لخيار الشعب السوداني، ودعت بقية الشرفاء للانضمام أو الانسحاب من مواقع القتال مع الالتزام بتوفير ضمانات تسهل لهم العودة الى منازلهم آمنين.

وفي ظل الفوضى الأمنية التي يشهدها السودان قامت مجموعات إسلامية متطرفة موالية للجيش بعمليات نهب للمحال التجارية والمؤسسات الحكومية وبعض الأحياء بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.

وذكرت تقارير إعلامية أن عمليات النهب المسلح شملت مقرات (اليونسيف، وزارة المالية، التربية، الرعاية الاجتماعية وسوق الهواتف شرق بنك السودان)، وعددا من أحياء نيالا.

وتسبّب إطلاق النار داخل نيالا في حريق كبير بسوق الشطة فيها. واشتكى عدد من التجار من عدم تمكن الدفاع المدني من إطفاء الحريق بحجة أنه لا يوجد لديهم ماء للإطفاء، بالرغم من أن الحريق بالقرب منهم ولا يفصل بينهم إلا حائط، فيما حمّل المواطنون، حكومة الولاية وشرطة الولاية مسؤولية نهب المحال التجارية، لجهة أن الأخيرة هي الأقرب للمدنيين والوالي هو المسؤول من لجنة أمن الولاية.

فيما انتشرت إشاعة بنيالا تطالب المواطنين بإخلاء منازلهم الساعة الرابعة صباحاً، بحجة أن هناك قصفا بالطيران لمواقع في المدينة.

وتبرأت قيادة قوات الدعم السريع  من هذه الجرائم وقالت عبر حسابها على توتير صباح اليوم الأربعاء "ظهر خلال فيديوهات متداولة أفراد يتبعون لهيئة العمليات وكتائب الظل ومجاهدي الحركة الإسلامية يرتدون زي قوات الدعم السريع ويقومون بنهب المحال التجارية وحرق الأسواق، للتعويض عن الهزائم الكاسحة التي تجرعوها في أرض المعركة".

وأضافت أن هدفها هو "الانتصار لتطلعات الشعب السوداني وحماية حقه في الحرية والسلام والعدالة".

كما أهابت بالسودانيين "التبليغ عن أي مظهر من مظاهر التعدي لأقرب ارتكاز من ارتكازات قواتكم المنتشرة بالعاصمة حتى تتصدى لهم بقوة وحسم".

وكشفت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة "ماكسار تكنلوجي" الثلاثاء عن المزيد من الطائرات المقاتلة والمروحيات التالفة أو المدمرة في القواعد الجوية في السودان وسط قتال عنيف بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.

وأظهرت صور أقمار الصناعية، الأضرار التي لحقت بطائرتين من طراز "ميغ – 29" تابعتين للقوات الجوية المصرية، في مطار مروي على بعد حوالي 330 كيلومترا (205 ميلا) شمال الخرطوم، وتدمير طائرة أخرى بالكامل.

كما أظهرت اللقطات، تدمير طائرة تدريب قتالية من طراز FTC-2000، كما نشر مقطع فيديو يظهر احتراق عدة طائرات هليكوبتر من طراز Mi-24، تابعة للقوات الجوية السودانية.

والصور الثلاث تظهر ما لا يقل عن ست طائرات هليكوبتر مدمرة في قاعدة جوية في جبل أولياء جنوب الخرطوم. وسبق أن نشرت قوات الدعم السريع الاثنين لقطات من جبل أولياء تظهر القوات شبه العسكرية وهي تحتفل أمام أربع طائرات هليكوبتر فيما اشتعلت النيران في ثلاث منها.

 الأقمار الصناعية توثق الأضرار التي لحق بطائرات مصرية في مطار مروي
 الأقمار الصناعية توثق الأضرار التي لحق بطائرات مصرية في مطار مروي
طائرات مقاتلة مدمرة في قواعد جوية بالسودان
طائرات مقاتلة مدمرة في قواعد جوية بالسودان

وأعلنت قوات الدعم السريع في السودان ، اليوم الأربعاء ، نقل الرعايا المصريين، الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع القوات الانقلابية السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم.

وقالت  في منشور أوردته عبر صفحتها على  تويتر "نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا يتواجدون في قاعدة مروي العسكرية  جميعهم بخير ويتلقون الرعاية اللازمة وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد".

ويفر آلاف المدنيين من الخرطوم تحت القصف الأربعاء فيما خلف القتال المستمر لليوم الخامس على التوالي بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي قرابة 200 قتيل في السودان.

وأحصت الأمم المتحدة مساء الاثنين ما يقرب من 200 قتيل وأكثر من 1800 جريح في حين يؤكد كل الأطباء أنها مجرد حصيلة مؤقتة لأن ساحة المعركة خطيرة ولم يتم بعد جمع العديد من الجثث ولم يصل كثير من الجرحى لتلقي العلاج.

وقصفت القوات الجوية والمدفعية تسعة مستشفيات في الخرطوم. وفي المجمل، خرج 39 من أصل 59 مستشفى في المناطق المتضررة جراء القتال عن الخدمة أو أُجبرت على الإغلاق، وفق ما أفاد أطباء، سواء بسبب نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من العودة إلى تولي مهامهم.

وأطلقت وزارة الصحة السودانية اليوم الأربعاء، نداء إستغاثة بضرورة وقف إطلاق النار وإنقاذ البلاد من كارثة صحية، قائلة إن العمليات الحربية أخرجت 16 مشفى بالعاصمة الخرطوم عن الخدمة.

ودعت الوزارة في بيان إلى "ضرورة إيقاف العمليات المسلحة وإشعال النيران التي طالت المرافق الصحية في ولاية الخرطوم التي تواجه انهيارا كاملًا في القطاع الصحي العام والخاص".

وأضافت أنه بسبب الاشتباكات "خرج 16 مستشفى عن الخدمة، وقد يزيد العدد إذا استمرت الحرب".

وأوضحت أن انهيار القطاع الصحي يتمثل في "الدمار المباشر للمستشفيات، وصعوبة وصول الكوادر الصحية والأطباء، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من أداء مهامها وقصور أساسيات التشغيل وعلى رأسها التيار الكهربائي".

يضاف إلى ذلك "(صعوبة) توفير وقود تشغيل المولدات الكهربائية، وتزايد الإصابات بالمستشفيات وتزايد الحاجة للإمداد، في وقت تفتقر فيه البلاد إلى كثير من الأدوية والمستهلكات الطبية وعلى رأسها نقص الأدوية الأساسية وأكياس الدم"، بحسب المصدر ذاته.

ونقل البيان عن وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم، قوله إن "استطالة أمد الحرب ستكون له آثار كارثية على النظام الصحي الذي كان يصارع أساسا قبل الأزمة الراهنة".

ووجه الوزير نداءً "بضرورة السعي لإيقاف الحرب والالتزام بفتح مسارات للإسعاف وسيارات المرضى"، مطالبا "المنظمات الدولية بتقديم العون بالإمدادات الطبية العاجلة".

ودعا 13 من قادة القوى السياسية أبرزهم رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر والهادي إدريس عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية، وعضو مجلس السيادة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية، ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، في بيان مشترك قيادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى وقف إطلاق النار فورا.

وأفاد البيان أن "قادة القوى السياسية السودانية عقدت لقاء نظمته الآلية الثلاثية، لتبادل وجهات النظر حول التطورات الخطيرة في البلاد عقب اندلاع الاشتباكات المسلحة منذ السبت الماضي".

وأضاف "بعد نقاش مستفيض توصلنا إلى دعوة قيادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى تحكيم صوت العقل وتغليب الحكمة ووقف الحرب فورا واللجوء لحل القضايا بالحوار لا عبر فوهات البنادق".

وأشاد البيان بـ"المبادرات المقدمة من الآلية الثلاثية والولايات المتحدة للتوصل لهدنة لأغراض إنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ مساء الثلاثاء، وثمن المواقف الإيجابية الصادرة من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع وندعوهم لإكمال الاتفاق حولها والوفاء بالتزاماتها استجابة للحاجات الانسانية الملحة".

وتابع "نرجو أن تتطور هذه المبادرات لوقف شامل لإطلاق النار في القريب العاجل".

ودعا البيان "جميع المكونات السياسية والمدنية والاجتماعية وكافة أطياف شعبنا لنبذ كافة الخطابات التي تؤجج الحرب أو تثير النعرات العنصرية والجهوية، والعمل المشترك من أجل وقف الحرب فورا".

وناشد "الأسرة الإقليمية والدولية بدعم جهود المكونات السودانية لوقف الحرب وعدم الانخراط في أي أعمال تدول الصراع أو تؤججه وتزيد من حدته".