الدعم السريع تعزز مكاسبها الميدانية بالسيطرة على مدينة استراتيجية

هزيمة أخرى يتكبدها الجيش السوداني بعد إحكام الدعم السريع قبضتها على اللواء 92 في مدينة الميرم بولاية غرب كردفان الحدودية.
الخميس 2024/07/04
انتكاسة جديدة للجيش في غرب كردفان

الخرطوم – أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الخميس، سيطرتها على اللواء 92 التابع للجيش السوداني في مدينة الميرم بولاية غرب كردفان المحاذية للحدود مع دولة جنوب السودان، في ضربة موجعة للقوات المسلحة، تنضاف إلى هزائمها المتتالية خلال الآونة الأخيرة، بينما يشكّل النصر الجديد للدعم السريع منعرجا مفصليّا في الحرب بالنظر إلى العتاد العسكري الذي صار تحت تصرّفها.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته عبر حسابها منصة إكس إن قواتها "سجلت اليوم الخميس، انتصارا جديدا يضاف إلى سفر الانتصارات العظمية  الجيش السوداني بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان، وبسط سيطرتنا الكاملة على المنطقة".

ونشرت الدعم السريع فيديوهات على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي لجنودها داخل مقر اللواء 92 وهم يعلنون سيطرتهم على عتاد عسكري، تمثل في 22 عربة قتالية بكامل عتادها، 6 دبابات و10 مدفع هاون 82، و7 مدفع هاون 120، و2 راجمة 107، و18 هاون 60/75، و50 دواما وأسلحة متنوعة وذخائر.

كما أكدت مقتل 200 من قوات الجيش السوداني بينهم اثنان برتبة ضابط، فيما لاذ البقية بالفرار من المعركة مشيرة إلى أن قواتها لا زالت تطارد "فلولهم الهاربة".

وكانت الدعم السريع تحاصر منطقة الميرم منذ مطلع الأسبوع الجاري، فيما قال الجيش السوداني، الأربعاء، إنه صد هجوما لقوات الدعم السريع على مقر اللواء 92 في المنطقة.

وبدأت الاشتباكات في الميرم بعد فشل وساطة قادها الناظر مسلم مصطفى ختم، أحد زعماء قبيلة المسيرية، وقادة آخرون اقترحوا انسحاب الجيش من المنطقة وتسليمها لقوات الدعم السريع، لكن القوات المسلحة رفضت وأصرت على القتال.

وتُعتبر مدينة الميرم واحدة من المدن التي تتميز بوفرة مواردها الطبيعية والزراعية والحيوانية، وتقع بالقرب من مناطق إنتاج البترول، مثل هجليج وأبيي المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان، حيث أصبحت قوات الدعم السريع تسيطر على كامل الحدود من كردفان حتى دارفور.

وعقب سيطرة الدعم السريع على الميرم ينحسر وجود الجيش في منطقة هجليج النفطية ومدينة بابنوسة التي تحتضن مقر قيادة الفرقة الـ22 مشاة، إضافة إلى مدينة النهود التي يوجد فيها مقر قيادة اللواء 81.

وفي الـ21 يونيو الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع بسط سيطرتها على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط، وذلك بعد معارك مع الجيش السوداني الذي أُجبر على التراجع شمالًا إلى مدينة النهود.

وتعد ولاية غرب كردفان من أغنى الولايات من حيث الموارد، إذ يوجد بها عدد من آبار النفط، كما تمر بها خطوط الأنابيب الرئيسة لنفط دولة جنوب السودان والنفط المنتج من حقول دارفور، ما يجعل قوات الدعم السريع متحكمة فعلياً في مناطق الإنتاج.

ويشكّل هذا التطوّر انتكاسة جديدة للجيش السوداني، في وقت تتالى فيه انهياراته العسكرية في العديد من الجبهات، في حين تحقق قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية من خلال فرض سيطرتها على عدة مناطق وأقاليم من البلاد، بالإضافة إلى استقطابها للعديد من الضباط والجنود الذين انشقوا عن قوات البرهان.

وكشف منسق غرفة الطوارئ في الميرم، مسلم علي محمد في تصريح لموقع "سودان تربيون" عن نزوح حوالي 65 ألف شخص من سكان الميرم الأصليين، بالإضافة إلى نازحين كانوا قد وصلوا من مدينة بابنوسة ومناطق أخرى، ولاجئين من جنوب السودان.

وأوضح أن النازحين انتقلوا إلى مناطق تشمل "المجلد، الأضية، التبون، العظام، أم بنات، الجرار، الفودة، الحريكة، كركدي، مكوة، أم بقاقو، القنطور، جيقينة تدامة، الحريكة، جلحة، مصلح، السنينة، الطليح” وغيرها، في ظل أوضاع إنسانية شديدة الصعوبة.

ورسم مسلم وضعا إنسانيا قاتما في ظل هطول الأمطار وحذر من مخاطر تلوث مياه الشرب بفضلات الإنسان، حيث أصبحت مياه الأمطار المتجمعة في البرك هي المصدر الوحيد لآلاف الفارين.

وأفاد المنسق بانهيار القطاع الصحي نتيجة توقف جميع المرافق الطبية عن العمل، مما زاد من تفاقم أوضاع النازحين.

ووجه نداء إلى المنظمات الدولية للتدخل العاجل من أجل إنقاذ سكان الميرم من خلال توفير الطعام والملابس والأدوية، بالإضافة إلى توفير أماكن ملائمة لإيوائهم.