الدعم السريع تستعيد زمام المبادرة والمباغتة بهجمات على الخرطوم

قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة النهود الحيوية التي تصل وسط السودان بإقليم دارفور.
الخميس 2025/05/01
لا مؤشرات على تهدئة قريبة في السودان

الخرطوم – بدأت قوات الدعم السريع تستعيد زمام المبادرة والمباغتة في الخرطوم مع تحقيقها تقدما استراتيجيا في إقليم دارفور بعد أشهر من تراجع تحركاتها العسكرية على وقع تحقيق الجيش السوداني مكاسب ميدانية يعتقد أنها ناجمة عن تلقيه دعما عسكريا من كل من إيران وروسيا يشمل طائرات مسيرة.

وقصفت قوات الدعم السريع الخميس القصر الجمهوري في وسط الخرطوم بحسب مصدر عسكري مع إحرازها تقدما قد يمكنها من إحكام السيطرة على إقليم دارفور غرب البلاد التي تعصف بها الحرب منذ عامين.

وقال المصدر العسكري إن "قذائف مدفعية بعيدة المدى" استهدفت وسط الخرطوم انطلاقا من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.

وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود الحيوية التي تصل وسط السودان بإقليم دارفور، معترضة بذلك محاولات الجيش إرسال الإمدادات لمعقله في مدينة الفاشر المحاصرة وآخر مدن الإقليم التي ما زالت تحت سيطرته.

وأفاد شهود الخميس بأن مقاتلي الدعم السريع هاجموا المدينة من الشمال والغرب في الصباح الباكر. وأشاروا إلى سماعهم أصوات اشتباكات عنيفة في النهود مع صيحات مقاتلي الدعم السريع بعد سيطرتهم على مواقع حكومية بوسط المدينة.

وقال أحد مقاتلي الدعم السريع في فيديو على تلغرام إنها سيطرت على مدينة النهود "الاستراتيجية"، بينما لم يتبق سوى "القليل" من مقاتلي الجيش في شرق المدينة، متعهدة "الانتهاء منهم تماما في خلال ساعات".

وهاجمت الدعم السريع كذلك مدينة كوستي جنوب الخرطوم في منتصف الطريق إلى النهود بأربع مسيرات استهدفت مقر الجيش بالمدينة وفقا لشهود قالوا "سمعنا أصوات انفجارات عالية" مع رد الجيش باستخدام المضادات الأرضية.

وتقع مدينة النهود على مفترق طرق حيوي يصل وسط السودان بمدينة الفاشر التي تقع على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الغرب وتشهد هجمات مكثفة من الدعم السريع أدت لمقتل المئات في الأسابيع الأخيرة.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخميس إن 542 مدنيا قتلوا في شمال دارفور خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة "فيما يرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية أعلى بكثير".

وأضاف في بيان أن "التقارير التي توثق عمليات إعدام خارج نطاق القانون في ولاية الخرطوم تثير قلقا بالغا"، في إشارة إلى "إعدام" "ما لا يقل عن 30 رجلا بملابس مدنية" في منطقة الصالحة جنوب أم درمان يوم الأحد.

وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي انطلقت منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني. واستهداف وسط الخرطوم الخميس هو الثاني خلال الأسبوع الجاري بعد أن استهدفت السبت مقر القيادة العامة للجيش بقذائف مدفعية بعيدة المدى.

ويأتي استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم.

وأطلق الجيش السوداني في مارس عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على عدة مواقع حكومية في وسط الخرطوم انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة" من داخل القصر الجمهوري.

ومنذ اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 قُتل عشرات الآلاف من المدنيين بينما نزح أكثر من 13 مليونا من منازلهم، ما أدى لأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

وأدت الحرب إلى تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ إذ يسيطر الجيش على شرق وشمال البلاد، بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب ومناطق من الجنوب.