الدعاية الانتخابية الإسرائيلية بعطر "الفاشية"

الأحزاب الإسرائيلية تستغل ثغرة في القانون وتغرق وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديوهات الدعائية في حملة محمومة.
الخميس 2019/03/21
جدل على مواقع التواصل

القدس -  أثارت وزيرة العدل الإسرائيلية آيليت شاكيد بإعلانها عن عطر باسم “فاشية” ضمن حملتها الانتخابية، عاصفة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتسمح السلطات ببث الإعلانات السياسية على شاشات التلفزيون قبل أسبوعين فقط من الانتخابات التي ستجري في التاسع من أبريل المقبل.

لكن الأحزاب استغلت ثغرة في القانون وبدأت بإغراق وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديوهات الدعائية ومن المتوقع أن تلعب هذه الوسائل دورا مهما غير مسبوق في الحملة.

وعطر “فاشية” تستخدمه شاكيد هازئة من معارضيها الذين غالبا ما يصفونها بـ”الفاشية”. وركزت في مقاطع الفيديو على قضاة المحكمة العليا وعلى صلاحياتهم حيث تريد أن تحد منها بعد الانتخابات. ويحاكي الإعلان دعاية لعطر غالي الثمن. ونشرت شاكيد مقطع فيديو الاثنين بالأبيض والأسود، وكلمة “فاشية” بالإنكليزية وباللون الخمري.

وتبدأ شاكيد برفع خصلة من شعرها بطريقة أنثوية وتتحدث بصوت هامس ومن ثم تدور الكاميرا على جزء من وجهها وهي تضع قرطا ثم تظهر أصابع يدها مع خاتمين، ثم تقول بصوت خافت بالعبرية “ثورة قضائية”.

وفي مقطع آخر، تضع شاكيد معطفا أبيض فوق ملابسها السوداء وتقول “تضيق النشاطات” بمعنى تضيق الصلاحيات، ومن ثم تظهر وهي تنزل درجا وتضيف “تعيين القضاة” وبعدها “تقييد الالتماسات” ومن ثم تمسك بزجاجة عطر “فاشية” وترش على نفسها، وتقول بصوت يخلو من العواطف “بالنسبة لي أشم رائحة الديمقراطية”.

وتكتب على الشاشة “يمين جديد”. وأثار هذا الفيديو غضب الكثيرين، وحظي المقطع بنحو 161 ألف مشاهدة على التوتير.

ويقول إيلون ليفي من قناة إسرائيل “أي أربع وعشرون” إن “هذا الإعلان يحاول اللعب على اتهامات منتقديها بأن شاكيد تتبع أجندة فاشية، وتريد بإعلانها أن تقول أن سياساتها في الواقع أكثر ديمقراطية”.

وأضاف ليفي “بالنسبة لأي شخص لا يعرف أن اليسار غالبا ما يتهم شاكيد بالفاشية، فإن هذا الإعلان يظهرها وكأنها تؤيد الفاشية، وهي تصف نفسها بالديمقراطية”.

وكانت وزيرة العدل ووزير التعليم نفتالي بينيت في نهاية العام الماضي قد أعلنا استقالتيهما من حزب “البيت اليهودي”، وقاما بتشكيل حزب يحمل اسم “اليمين الجديد”.

من جانبه قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزبه اليميني ليكود، بإنشاء قناة تلفزيونية عبر الإنترنت وعرض مقاطع فيديو منتظمة تدين خصمه الرئيسي، قائد الجيش السابق بيني غانتس.

في المقابل رد غانتس الذي يقود تحالف “أزرق- أبيض” بالمثل. فيما أصدر حزب “كولانو”، حزب يمين- وسط بقيادة وزير المالية موشيه كحلون، الذي يكافح في استطلاعات الرأي، مقطع فيديو صُمم وكأنه دعاية لفيلم.

وظهرت في هذا الفيديو سمكة تتسلق شجرة وفرس نهر منتفخ البط، مع رسالة مفادها أن كحلون فقط “اليمين العاقل”، ويهتم بالقضايا الاجتماعية. ويفترض أن الحيوانات ترمز إلى كل الانحرافات عن القضايا الحقيقية، التي يواجهها الناخبون الإسرائيليون في الحملة.

18