الدرجات العلمية الضعيفة علامة على المعاناة العاطفية للأطفال

تعرض الطفل إلى التنمر أو الرفض في المدرسة يتسبب بمعاناة عاطفية ما يؤثر على تحصيله العلمي ويجعل درجاته العلمية ضعيفة.
الأربعاء 2022/03/23
الأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية تنتج لديهم مشكلات نفسية

باريس - يؤدي تعرض الطفل إلى التنمر أو الرفض في المدرسة إلى معاناة عاطفية، ما يؤثر على تحصيله العلمي ويجعل درجاته العلمية ضعيفة. وقالت اليونسكو إن الأطفال الذين يتعرّضون إلى التنمّر بشكل متكرر هم أكثر عرضة بثلاث مرّات تقريبا للشعور بأنهم دخلاء في المدرسة، وتتضاعف احتمالية التغيّب عن المدرسة أكثر ممن لا يتعرّضون إلى التنمّر. وبحسب اليونسكو، ينعكس ذلك على تحصيلهم العلمي كما أنهم عرضة إلى ترك التعليم الرسمي بعد إنهاء المرحلة الثانوية.

وأفادت الأمم المتحدة بتعرّض الأطفال للعنف والتنمر في المدرسة في جميع أنحاء العالم، حيث يتعرّض واحد من بين كل ثلاثة طلاب إلى هذه الهجمات مرة واحدة على الأقل شهريا، وواحد من كل 10 يكون ضحية للتنمّر الإلكتروني.

ويؤكد الخبراء على أن أكثر الأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية تنتج لديهم مشكلات نفسية مثل القلق والشعور بعدم الأمان، واضطرابات في التواصل الاجتماعي لذا يصبحون أكثر انسحابا وعزلة عن الآخرين.

الأطفال الذين يتعرّضون إلى التنمّر بشكل متكرر هم الأكثر عرضة بثلاث مرّات تقريبا للشعور بأنهم دخلاء في المدرسة

وقال عبدالرحمن العيسوي أستاذ علم النفس بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية إن أغلب هؤلاء الأطفال يعانون من نقص في النمو النفسي والاجتماعي فهم يشعرون بعدم الثقة بالنفس والإهمال وعدم التكيف والتهميش مما ينعكس سلبا على العديد من الجوانب المهمة في حياتهم خاصة ما يتعلق بالجانب الدراسي.

وأضاف أنّ كلّ صور النقص لديهم تؤثر على اكتسابهم الخبرات التعليمية التي تظهر بعد ذلك في تحصيلهم الدراسي، ويعرف عبد الرحمن العيسوي التحصيل الدراسي بأنه  مقدار المعرفة أو المهارات التي يحصّلها الفرد نتيجة التدريب والمرور بخبرات سابقة.

وينصح خبراء علم النفس الآباء بتجنب التسرع في رد الفعل. وتقول الدكتورة بوبي فيغاس ميلر، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي، إنه من الأفضل أن تكون الأم متجاوبة من دون مبالغة في رد الفعل، فالصراخ لا يجدي نفعا، وتضيف أنه على الأم أن تدع طفلها يعرف أنه على الرغم من استيائها من درجاته، فإنها ما زالت تحبه كثيرا.  كما تحذر ميلر الآباء من تقديم مكافآت مفرطة عندما يحصل الطالب على درجات جيدة.

وتشير إلى أنه من المفيد الجلوس والتحدث مع الطفل  لفهم سبب الدرجات السيئة، ثم تحديد موعد للتحدث مع المعلّم لمناقشة المجالات التي يحتاج الطفل فيها إلى المساعدة، فالمعلمون هم الخبراء لأنهم يرون ما يحدث في الفصول الدراسية وبذلك قد تتمكن الأم من تحديد المشكلة قبل أن تصبح خطيرة. هذا إضافة إلى مراجعة أخطائه، ومعرفة إن كان يواجه مشكلة في مادة محددة أو درس ما أم بوجه عام، فإن تحديد نقاط القوة والضعف لديه هو الخطوة الأولى لإصلاح المشكلة.

وينصح الخبراء بالاستعانة بمدرّس خارجي والتركيز على الإيجابيات. وإذا احتاج الطفل إلى مساعدة إضافية في فهم موضوع ما، يمكن للأم الاستعانة بمدرّس يمكنه أن يمنح الطفل الاهتمام الإضافي الذي يحتاج إليه.

وعلى الأم ألا تمارس ضغطا كبيرا على طفلها لتحقيق النجاح، فالحصول على درجة سيئة أمر مرهق بدرجة كبيرة، وذلك حتى يعرف طفلها أنها تؤمن بقدراته، وعليها أيضا أن تخبره أنها موجودة لمساعدته.

17