الدراما وسيلة غزو ثقافي تستهدف الشباب

الدراما التاريخية تعتبر مصدرا أساسيا للمعرفة، ما يجعلها تحمل بين أحشائها خطورة حال توظيفها لأغراض سياسية أو حزبية.
الأربعاء 2022/02/16
المسلسلات رسائل ثقافية

دمشق – مثلت الكثير من الأعمال الدرامية نوعا من الغزو الثقافي للمجتمعات التي تستهلكها، فروّج بعضها مثلا لنمط الحياة الأميركية المنمقة وأخرى لثقافات منتجيها، وأخرى ساهمت في تزييف التاريخ وتقديم روايات تخدم مصلحة منتجي العمل، علاوة على الأعمال التي تحمل في طياتها رسائل سياسية معينة، ولذا باتت الدراما أداة صراع ثقافية تفرض ثقافة على حساب أخرى. وهو ما يتطلب وعيا من الأجيال الجديدة ومن منتجي الدراما لتقديم رؤى بديلة.

ووعيا بهذه المسألة أقام المركز الثقافي العربي في أبورمانة ندوة حول “دور الشباب والدراما في مقاومة الغزو الثقافي” بمشاركة مجموعة من الباحثين والمختصين.

وتواجه الشعوب العربية توغل الدراما التركية واستئثارها بساحة الأعمال التاريخية دون منافسة، وهو ما يتطلب إنتاج أعمال بديلة تعيد قراءة التاريخ وتزيح عنه النظرة الخاطئة والتشويه الذي يصل في أحيان كثيرة إلى حد التزييف.

وتعتبر الدراما التاريخية مصدرا أساسيا للمعرفة، ما يجعلها تحمل بين أحشائها خطورة حال توظيفها لأغراض سياسية أو حزبية تتلاعب بسياقات الأحداث السابقة لتغييب الذاكرة الآنية، فعقل الجمهور يربط ميكانيكيا الماضي وشخصياته مع قناعاته حول الحاضر وهو ما يدعو إلى الانتباه لما تستهلكه خاصة الأجيال الجديدة من هذه الأعمال والتي تتحول إلى رافد معرفي مشوه.

وأقر المشاركون في الندوة بأن الدراما تحولت إلى غزو ناعم بدا للجميع بريئا أو في أسوأ الحالات المقصود منه الترويج السياحي للبلد أو الجهة المنتجة للعمل.

من الضروري تضافر الجهود وإنتاج دراما وطنية تحقق هدف الرفاهية والمتعة وتوصل الرسائل الوطنية في ثناياها

والقوة الناعمة، أو القدرة على الإغراء والاحتواء دون حاجة إلى استخدام الإكراه أو القوة وسيلة للإقناع، مفهوم استخدم للمرة الأولى من قبل جوزيف ناي من جامعة هارفارد الأميركية، حيث أكد على أهمية الثقافة والإعلام كوسيلتين ناعمتين للسيطرة حلّتا مكان القوة العسكرية والحروب وأحيانا حتى الاقتصاد.

وأوضح المخرج محمد نصرالله خلال الندوة الدور الكبير للدراما عموماً والدراما السورية خاصة في مواجهة الغزو الثقافي، مشيراً إلى الرسائل التي تكون بين السطور في الدراما الأجنبية الموجهة إلينا وإلى ضرورة الانتباه لما تحتويه من رسائل سلبية هدفها تكريس الإمبريالية المتمثلة في الصهيونية العالمية.

وأشار نصرالله إلى ضرورة الوعي في اختيار ما يتلقاه أبناؤنا على الشاشات إضافة إلى تضافر الجهود وإنتاج دراما سورية قومية ووطنية تحقق هدف الرفاهية والمتعة إلى جانب الفائدة وإيصال الرسائل الوطنية في ثناياها.

بدوره لفت المهندس مجد عماد مدير مجموعة “وطن للتنمية والتطوير” إلى دور الشباب في مواجهة الغزو الثقافي وخاصة في ظل طغيان وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة المعاصرة لأنهم الأكثر تعاملاً مع هذه الوسائل، لافتاً إلى أن مجموعة “وطن” تعمل بكل نشاطاتها على توعية الشباب وتوجيه اهتماماتهم لخدمة مجتمعهم وقضاياه.

ونوه الإعلامي محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة بأهمية تكاتف الشباب ووعيهم لإدراك ما يحمله الإعلام والدراما المضادة ليتم بعدها فتح باب الحوار والإجابة على مختلف مداخلات المشاركين.

13