الدراما الكورية تستقطب الشباب الأتراك أيضا

أنقرة - أصبحت المسلسلات التركية مصدر خيبة أمل لجيل واسع من الأتراك، بعد أن تحولت إلى سوق كبير للترويج السياسي لخطط الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
ويقول العديد من الشباب الأتراك إن “مسلسلاتنا لا تعكس ثقافتنا”، حيث باتت الدراما التركية بعيدة عن نبض الشارع، ومنشغلة بتصدير صور مغلوطة عن الدولة العثمانية والتبشير بوهم “خلافة جديدة” يقودها أردوغان.
وانتشرت موسيقى البوب الكورية في تركيا في السنوات الأخيرة، حيث يتواصل الشباب بشأن الفرق المختلفة من خلال مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين لغة خاصة بهم تتضمن صورا ورموزا معينة.
ووفق ما ذكرت تقارير إخبارية محلية، فإن غالبية محبي البوب الكوري في تركيا فتيات محافظات في التعليم الثانوي أو العالي، وتنتشر الموسيقى الكورية على نطاق واسع في مدارس “إمام خطيب” العليا ذات النزعة الدينية المتشددة وبين طلاب المعاهد الدينية.
واطلع الشباب الأتراك على الموسيقى الكورية من خلال الدراما التي تحظى بشعبية كبيرة بينهم منذ العقد الماضي، وزادت شعبيتها الطلب على دورات تعلم اللغة الكورية بعد أن باتت ضرورة لكل هاوٍ لتلك الموسيقى.
ومع اندفاع الشباب الأتراك إلى استكشاف الموسيقى والدراما الكورية ومتابعة الفرق الغنائية، بدأت وسائل الإعلام التركية تدق جرس الإنذار، حيث شنت صحيفة “يني عقد” ذات الميول الدينية هجوما على فرقة “بي.تي.إس” لموسيقى البوب الكورية التي تحظى بشعبية واسعة بدعوى الدفاع عن المساواة بين الجنسين ومنع العنف الأسري وحماية المرأة.
وزعمت الصحيفة في أحد تقاريرها “يوجد أعضاء ذكور يشبهون الإناث، الفرقة تهدف إلى الترويج لمجتمع بلا هوية جنسية”، وسارت على نهجها وكالة “الأناضول” الحكومية، محذرة من خطر موسيقى البوب الكورية، فيما حث خبراء موالون على اتخاذ خطوات ضد “الغزو الثقافي”.
وقادت الأناضول حملة على لسان الخبراء الذين قالوا “الأسر التركية غير مهيأة لمواجهة خطر التوغل الثقافي الكوري، نظرا لأن فرق البوب تأتي من الشرق وليس من الغرب، ومن ثم فإن الآباء يفترضون أنها غير ضارة، على عكس حقيقتها”.
والمفارقة أن أحد التقارير الإخبارية التركية أكدت أن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن معظم المسلسلات التركية الناجحة هي في أصلها كورية، أي مقتبسة من مسلسلات كوريا الجنوبية.
ومن أشهر هذه المسلسلات المسلسل التركي “حب للإيجار” الذي عرض على قناة “إم.بي.سي”، وأحدث ضجة في الوطن العربي، وهو في الأساس مقتبس من المسلسل الكوري “هل يمكن أن يصبح الحب مالا”.
كما أن المسلسل التركي “هل يحبني” تم اقتباس الكثير من المشاهد والحوار والأزياء من المسلسل الكوري ”لقد كانت جميلة”.
ومسلسل “نبضات قلب” والذي عرض في تركيا وحصد نسبة مشاهدة مرتفعة مأخوذ من المسلسل الكوري “الأطباء”، وتدور قصته داخل مستشفى، وأيضا مسلسل “حكاية حب” مقتبس من مسلسل “أسف أنا احبك”، ومسلسل “الطبقة المخملية مأخوذ من الدراما الكورية “الطبقة الراقية”، ومسلسل “موسم الكرز” من المسلسل “كرامة الرجل”.
ويقول المتابعون للدراما التركية والكورية ”إن المجتمع التركي لا يشبه المجتمع الكوري، إضافة إلى أن المسلسلات التركية تعتمد على السرد في أغلب الأحداث، عكس الدراما الكورية التي لا تتعدى العشرين حلقة”.
وأضافوا ”أحيانا تكون هناك نقاط مشتركة بين المجتمع التركي والكوري، من قبيل نمط الحياة مثل احترام التقاليد المتوارثة من الأجداد، كما أن كلا المجتمعين يمثلان صورة الرجل صاحب السلطة في أسرته، وتظهره على أنه شاب لا مشكلة له في اعتبار المرأة مساوية له، كما تصور المرأة المكافحة المتحررة والمناضلة لأجل حقوقها”.