الدراجة الهوائية سيّدة خدمة الدليفري في غزة

العاملون من الشباب في الشركة يسعون إلى تعزيز فكرة خلق روتين يومي يكون صديقا للبيئة، وبنفس الوقت يفيدهم ماديا وصحيا على الصعيد الشخصي.
الأربعاء 2021/03/24
خروج عن المألوف في تقديم خدمات التوصيل

غزة – لجأت شركة فلسطينية لخدمة التوصيل “الدليفري” في قطاع غزة إلى استخدام الدراجات الهوائية بديلا عن الدراجات النارية كونها صديقة للبيئة في خروج عن المألوف لأول مرة.

وتقدم الشركة التي تحمل اسم “مستر دليفري” خدمات التوصيل لزبائنها في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع منذ أكثر من 14 عاما.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال الثلاثيني عماد يوسف أحد مالكي الشركة، إن فكرة استبدال الدراجات النارية بالهوائية جاءت بعد “ملاحظته الإقبال الكبير للشبان على استخدامها في تنقلاتهم اليومية”.

وأضاف “عندما رأيت الشبان وهم يقودون دراجاتهم الهوائية، تساءلت ماذا لو أنني استبدلت الدراجات النارية التي تعمل في شركتي بدراجات هوائية، تسمح للشبان بممارسة الرياضة وأيضا جني المال”.

وتابع أنه عرض الفكرة على شركائه فأبدوا موافقتهم على الفور كونها ستكون سابقة من نوعها، مشيرا إلى أنه بدأ باستقطاب أصحاب الدراجات الهوائية العاطلين عن العمل للانضمام إلى الشركة.

ويتناوب حوالي 21 شابا لدى الشركة من بينهم أصحاب دراجات هوائية، على العمل لمدة 8 ساعات يوميا، يقومون بتقديم خدمات التوصيل في فترة زمنية أقصاها 10 دقائق فقط.

Thumbnail

وأتاحت تلك المناوبة الفرصة لأصحاب الدراجات الهوائية لجني بعض المال الذي يساعدهم على مصاريفهم اليومية.

ويقدر عدد الطلبات التي يقدمها الشباب بحوالي 300 طلبية يوميا، في نطاق لا يتعدى كيلومتر مربع من مكان الشركة، على أمل أن يتوسع تقديم الخدمات في المستقبل القريب.

ويضع الشبان الذين يقدمون خدمة التوصيل طلبات الزبائن في حقيبة مربعة يحملونها على ظهورهم أثناء ركوبهم الدراجات الهوائية.

ووجد العشريني أحمد أبوزايد من رفح ضالته بالحصول على عمل، بعد محاولات حثيثة سابقة دون تمكنه من ذلك، بسبب شح توفر فرص العمل للشباب في القطاع الذي يعاني من ارتفاع نسب البطالة فيه.

ولفت أبوزايد إلى أن عمله “الجديد والممتع وفر له إمكانية مساعدة والده في المصاريف اليومية، خاصة أنه ليس مضطرا لدفع مصاريف تشغيلية على الدراجة الهوائية، على عكس ما تحتاجه الدراجة النارية من وقود وصيانة دورية قد تستهلك جزءا كبيرا من المردود المالي”.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للشاب علاء أبوالعنين (22 عاما) الذي يرى أنه إلى جانب جني المال يتفادى احتمالية التعرض لحوادث سير مع مركبات أخرى في حال كان سريعا أثناء القيادة.

كما يسعى العاملون من الشباب إلى تعزيز فكرة خلق روتين يومي يكون صديقا للبيئة، وبنفس الوقت يفيدهم ماديا وصحيا على الصعيد الشخصي.

وأبدت الخمسينية سهام أبوعامر من رفح رضاها عن خدمة التوصيل باستخدام الدراجات الهوائية في مسقط رأسها، كونها “لم تعد مضطرة أن تتحمل شم روائح الوقود المحترق من الدراجة النارية”.

وتأمل أبوعامر أن يتم تطبيق “فكرة التوصيل بالدراجات الهوائية في كافة محافظات القطاع، وأن يتم تحويل معظم المشاريع الربحية إلى مشاريع صديقة للبيئة”.

ويشير يوسف إلى أن القطاع بات مكتظا بالدراجات النارية والسيارات ما يسبب تلوث الهواء نتيجة العوادم التي يخلفها حرق الوقود، بالإضافة إلى تقاعس عدد كبير من الناس عن الحركة وممارسة الرياضة، وهو ما قد يؤثر سلبا على وضعهم الصحي وحياتهم اليومية.

Thumbnail
24