الدبيبة يلمح إلى بوادر توحيد المؤسسة العسكرية

رسائل قد يحملها تكريم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية لوحدات مسلحة تابعة له بعد تمارين، من بينها أن قواته صارت ملتحمة وقادرة على الدفاع عن منصبه.
الأحد 2022/11/13
استعراضات عسكرية في توقيت غير مناسب

طرابلس – اعتبر عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها ووزير الدفاع أن تمارين وحدات مسلحة تابعة له تشكل بوادر لاستعادة المؤسسة العسكرية وتوحيدها، رغم عدم مشاركة قوات الجيش الليبي فيها.  

وأشرف الدبيبة السبت رفقة رئيس أركان وزارته محمد الحداد وأمراء المناطق العسكرية على تكريم وحدات مسلحة تابعه له، شاركت في التمرين التعبوي "الإعصار 1" بمقر اللواء 53 مشاة مستقل.

وأثنى الدبيبة خلال كلمته على جهود الوحدات التي تعمل على تطوير المؤسسة العسكرية، مؤكدا أن "ما تم خلال التمارين يعد بوادر لاستعادة المؤسسة العسكرية وتوحيدها بخبرة الضباط والأفراد المنضوين تحت رئاسة الأركان العامة".  

ومنح الدبيبة رايات الوحدات العسكرية المشاركة بالتمارين وعددها 29 وحدة نوط التدريب من الطبقة الأولى، إلى جانب منح ضباط قيادة ولجنة إدارة التمارين نوط الواجب من الطبقة الأولى، ومنح الضباط المشاركين نوط التدريب من الطبقة الأولى، إلى جانب منح ضباط صف والجنود والموظفين المشاركين نوط التدريب من الطبقة الثانية.

ورغم أن تدريبات الوحدات المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة التي بدت وكأنها استعراضات عسكرية، إلا أنها تحمل في توقيتها رسائل أخرى غير معلن عنها، من بينها أنه يريد التأكيد أن قواته المسلحة صارت أكثر التحاما من ذي قبل، وأنها ستدافع عن طرابلس وتحديدا عن منصبه الذي يأبى أن يسلمه.

ويرى مراقبون أن محاولات الدبيبة للزج بالوحدات العسكرية في المناورات السياسية، لن تمنع التقارب العسكري بين الشرق والغرب الليبي، الذي ظهر من خلال اجتماعات متتالية بين رئيسي الأركان الحداد، ونظيره بالجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري، في خطوة قد تقود إلى توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.

ولاح التقارب العسكري الليبي بجلاء خلال زيارة رئيسي أركان القوات المسلحة التابعين للقيادة العامة والمنطقة الغربية معا إلى العاصمة التونسية للمشاركة في معرض عسكري دولي، في منتصف أكتوبر الماضي.

والمعرض أعلن عنه المركز الإعلامي لرئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية، الذي قال إن "الفريق أول عبدالرزاق الناظوري رئيس الأركان، شارك برفقة رئيس الأركان في المنطقة الغربية محمد الحداد بدعوة من رئيس أركان جيش الطيران التونسي الفريق محمد الحجام، بفعاليات المعرض الدولي للطيران والدفاع في دورته الثانية والمقام بمطار النفيضة الدولي.

وعكست الزيارة والصور المنشورة مدى التقارب الذي وصل إليه الفرقاء في ليبيا بعد أعوام من الحروب والانقسام، الذي لم تكن المؤسسة العسكرية استثناء منه.

وخلال آخر اجتماع لأعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، عقد بسرت، وسط شمال البلاد، في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، أكدوا لرئيس البعثة الأممية في ليبيا عبدالله باتيلي حرصهم على تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

كما اتفق الطرفان في وقت على تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، ووضع برامج تدريب مشتركة والتنسيق في الأعمال، إلى جانب تفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار.

كما يدعم المجلس الرئاسي الليبي هذه الجهود، حيث قام بصفته القائد الأعلى للجيش، بحل كافة الغرف العسكرية التي تم إنشاؤها منذ سنوات لأغراض مختلفة، وذلك في سياق المساعي التي يقودها لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، التي تعيش على وقع انقسام منذ 7 سنوات، هو واحد من أهم المطالب والركائز الأساسية لإعادة الاستقرار والسلم إلى البلاد، وسط آمال بأن تفرز هذه الاجتماعات المتتالية نتائج إيجابية.

وكانت محادثات إعادة توحيد المؤسسة العسكرية تعثرت أكثر من مرة، على الرغم من الدعم والوساطات الدولية من الأطراف المعنية بالشأن الليبي، واصطدمت بعدة عراقيل، أهمها الخلاف حول منصب القائد الأعلى للجيش الليبي، بالإضافة إلى غياب كامل للثقة، ورفض الميليشيات التخلي عن سلاحها.