الدبيبة يقيل رئيس شركة توزيع النفط بسبب أزمة وقود

طرابلس – قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، إيقاف رئيس مجلس إدارة "شركة البريقة" وإحالته إلى التحقيق، في خضمّ أزمة وقود تشهدها مناطق غرب ليبيا،
جاء ذلك في قرار، نصّ كذلك على تشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة المالية، تتولى التحقيق مع رئيس الشركة الموقوف بشأن أسباب الازدحام الحاصل على محطات توزيع الوقود، وتحديد المسؤولين عنه، واقتراح حلول عاجلة لإنهائها.
وطالب القرار اللجنة بتقديم تقرير بنتائج أعمالها مشفوعًا بمحاضر التحقيق خلال أجل أقصاه أسبوع من تاريخ القرار إلى رئيس الحكومة.
وبحسب القرار، يتولى مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط تكليف أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة بتولي مهام رئيس المجلس خلال مدة الإيقاف.
وتشهد مدن غرب ليبيا اصطفافا غير مسبوق لأصحاب السيارات أمام محطات الوقود للتزود بالبنزين، وهم في حالة من الغضب والتذمّر، حيث بلغت الأزمة ذروتها الأربعاء، رغم الوعود الحكومية بمضاعفة الإمدادات، وهو ما تسبّب في تعطلّ حركة النقل.
وفي هذا السياق، وجه الدبيبة، وزارة الداخلية، وشركة البريقة لتسويق النفط بإلزام شركات توزيع الوقود بفتح المحطات المقفلة والعمل على مدار 24 ساعة لمعالجة الازدحام الحاصل.
من جهتها، انتقدت نقابة محطات الوقود، طريقة تعامل شركة البريقة مع أزمة نقص الوقود، وقالت في تصريحات لمنصة "أبعاد"، إنّها فشلت في ملف إدارة توزيع المحروقات.
وأرجعت النقابة سبب نقص البنزين إلى ضعف الإمدادات، مشيرة إلى أنّ محطات الوقود في العاصمة طرابلس كانت تستقبل في اليوم الواحد أكثر من شحنتين من الوقود، ومنذ أربعة أيام انخفض الإمداد إلى أقل من النصف.
في المقابل، نفت شركة البريقة المسؤولة عن توزيع النفط، وجود أزمة في الوقود، مشيرة إلى أن البنزين متوفر وأنّها مستمرة في عمليات تزويد محطات التوزيع في العاصمة طرابلس.
ووعدت الشركة بإنهاء أزمة الوقود خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى استعداد موانئ مصراتة وطرابلس لاستقبال ناقلات محملة بوقود البنزين اليوم الخميس.
وقالت الشركة في منشور عبر صفحتها على فيسبوك إن ثلاث ناقلات رست في موانئ مصراتة وطرابلس كل ناقلة محملة بنحو 30 مليون لتر، وستوزع على محطات الوقود، لافتة إلى أن تأخر وصول الناقلات كان بسبب ظروف خارجة عن إراداتها.
وأوضحت أن ناقلة "أنوار أفريقيا" المحملة بـ30 مليون لتر من مادة البنزين قد رست بميناء طرابلس البحري، مضيفة أنها ستباشر عمليات الضخ لسيارات النقل لتزويد المحطات مباشرة من الرصيف.
كما أشارت إلى وصول الناقلة (سبيرتا) لميناء مصراتة محملة بحوالي 25 مليون لتر من مادة البنزين، فيما يجري حاليا تفريغ حمولة الناقلة (أشا) المحملة 40 مليون لتر من البنزين في ميناء الزاوية النفطي
ويعتقد الليبيون، أنّ ظاهرة التهريب في ليبيا، هي المتسبّب الرئيسي في أزمة شحّ الوقود في عدّة مناطق بالبلاد، خاصة في مناطق الجنوب.
وفي وقت سابق، طرحت حكومة الدبيبة خطّة لإدخال إصلاحات على سوق الوقود وذلك بإلغاء الدعم عن المحروقات، الذي تقول إنّه يشجّع على التهريب ويستنزف موازنة الدولة، لكنّها واجهت ردود فعل رافضة تعارض فكرة رفع الدعم.
وتخسر ليبيا ما لا يقل عن 750 مليون دولار سنويا نتيجة أنشطة تهريب الوقود غير الشرعية، كما زادت مخصصات دعم الوقود في ليبيا لتتجاوز 12 مليار دولار في العام 2022، بزيادة قدرها 5 مليارات دولار مقارنة بالعام 2021، وهو أمر يثير قلق السلطات ويطرح تساؤلات بشأن الإصلاح المطلوب لتفادي ذلك.