الدبيبة يقدّم مبادرة جديدة للخروج من الأزمة السياسية

عبدالحميد الدبيبة يعد بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد، معبّرا عن رفضه التخلي عن السلطة لصالح فتحي باشاغا.
الجمعة 2022/02/11
الدبيبة تعرض لانتقادات من قبل رئيس البرلمان عقيلة صالح

طرابلس - عبّر رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة اليوم الجمعة عن رفضه لاختيار فتحي باشاغا من قبل البرلمان الليبي لخلافته على رأس الحكومة، واعدا بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وبعد يوم على نجاته من محاولة اغتيال، قال الدبيبة لتلفزيون ليبيا الأحرار إن حكومته ستضع مشروع قانون للانتخابات سيُقدم إلى مجلس النواب، وبعدها إلى المجلس الرئاسي لاعتماده.
وكان من المقرر أن تعقد ليبيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر، لكن خلافات بين الفصائل وأجهزة الدولة بشأن كيفية إجراء الانتخابات أدت إلى انهيار العملية قبل أيام على التصويت.
وجرى تسجيل زهاء ثلاثة ملايين ليبي للتصويت في انتخابات ديسمبر، وأثار الصراع السياسي والتأخير الذي أعقب ذلك غضب وإحباط كثيرين منهم.
جاءت المقابلة بعد محاولة الاغتيال التي نجا منها الدبيبة دون أذى في الساعات الأولى من الخميس.
وقال الدبيبة إن شخصين مأجورين حاولا قتله، ولم يذكر تفاصيل بشأن الجهة التي تقف وراء الهجوم المزعوم. 
وازدادت الانقسامات في ليبيا عمقا بعد أن أعلن متحدث باسم البرلمان فتحي باشاغا رئيسا جديدا للوزراء الخميس، في حين عبّر الدبيبة عن رفضه المطلق لذلك الاختيار.
وقال الدبيبة في المقابلة عن اختيار البرلمان لحكومة جديدة إن "هذه محاولة أخرى للدخول بالقوة إلى طرابلس". ما يعني أن رئيس الوزراء الليبي متشبث بمنصبه، وهو ما سيثير المزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة.
وردا على سؤال عما إذا كان ما قام به البرلمان شبيها بما حدث في 2019 من اعتداء على العاصمة، حين شن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر هجوما على طرابلس لاستعادتها من الميليشيات، أجاب "أنا أرى أنه يتم بنفس العقلية والأدوات، ولكن بثوب آخر".
وقال فتحي باشاغا إنه يثق باحترام حكومة الدبيبة للمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
وقال باشاغا خلال مؤتمر صحافي عقده في مطار معيتيقة فور وصوله إلى العاصمة طرابس في وقت متأخر من ليلة الجمعة، "أنا على ثقة بأن حكومة الوحدة الوطنية ستكون ملتزمة بالمبادئ الديمقراطية هذه، هي الديمقراطية التي تضمن وتكفل التداول السلمي على السلطة".
وأثنى على "حكومة الوحدة الوطنية"، معتبرا أن الدبيبة تحمل مسؤولياته في فترة صعبة.
وبشأن الدور الأممي في البلاد، قال باشاغا "نشكر بعثة الأمم المتحدة على جهودها، ونتطلع إلى التعاون الإيجابي والعمل المشترك معها".
لكن ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال في مؤتمر صحافي الخميس إن موقف المنظمة الدولية لم يتغير إزاء اعتبار الدبيبة هو الرئيس الحالي للحكومة الليبية، وأنها تجري مشاورات متواصلة مع الليبيين حول هذا الأمر.
وحول اختياره رئيسا للحكومة، قال باشاغا "ثقة مجلس النواب والدولة أمانة في عنقي، وسأكون عند حسن الظن".
وأضاف "سنتعاون دائما مع مجلسي النواب والدولة، ولا يمكن لحكومة أن تنجح من دون التعاون والعمل المشترك مع السلطة التشريعية".
وعن العلاقات الدولية، قال باشاغا "علاقتنا مع دول العالم ستكون مبنية على الاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق الدائم على جميع الصعد، وخصوصا الصعيد الأمني".
وتابع "لا مكان للكراهية والحقد والانتقام والظلم، ونمد أيدينا للجميع بلا استثناء، ونفتح صفحة وطنية جديدة أساسها السلام والمحبة والمصالحة والمشاركة والعمل الجماعي".
ويلوح في الأفق صراع جديد على الشرعية، ما يعيد إلى الأذهان الصراعات التي أثقلت كاهل ليبيا على مدى عشرية يصفها شق كبير بـ"السوداء"، وأرهقت الشعب الليبي الذي يتوق إلى الاستقرار وتوقف دوامة العنف.
ولم تشهد ليبيا سلاما أو استقرارا يذكر منذ الانتفاضة التي ساندها حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي في عام 2011، وانقسمت في 2014 إلى فصائل متحاربة في شرق البلاد وغربها، وهو الصراع الذي كان من شأن الانتخابات المساهمة في حله.