الدبيبة يستعين بمفتي ليبيا المعزول للترويج لحكومته

طرابلس - استعان رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة مساء الجمعة بالمفتي المعزول الصادق الغرياني للترويج لحكومته من خلال المطالبة ببقائها في السلطة حتى إجراء الانتخابات، فيما أعلنت الولايات المتحدة، تنفيذ استراتيجية عشرية لمنع الصراعات بالتعاون مع عدة دول من بينها ليبيا.
وقال الغرياني في كلمة له بحضور الدبيبة وعماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء -الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا- بمناسبة حلول شهر رمضان إن "تمكين المحكمة العليا من السلطة استنساخ للتجربة المصرية لتنصيب حاكم عسكري سيسي رقم 2".
وأضاف "يريدون أن يدخلوا البلد في مرحلة انتقالية جديدة، لأنهم لا يعيشون إلا على المراحل الانتقالية، وهذا المقترح لتمكين المحكمة العليا هو باب من أبواب التمديد والخداع التي عودتنا عليه هذه الهيئات الدولية".
وتابع "نداء الميادين والهتافات بلا للتمديد صارت شعار هذه المرحلة وليست خاصة بمجلسي الدولة والنواب" معتبرا أن "هذه الهتافات تعم كل جسم جديد مقترح من البعثة الأممية التي تلوّح لنا هذه الأيام بتسليم الحكم إلى المحكمة العليا".
وطالب الغرياني بدعم خطة الدبيبة للانتخابات البرلمانية، حاثاً الحكومة على إجرائها "في الموعد الذي عاهدتنا عليه" .
ولفت إلى أن إجراء الانتخابات يتطلب من جميع الجهات ذات العلاقة أن تعين الحكومة على ذلك ليتأتى لها أداء الانتخابات في موعدها وبما يضمن نزاهتها ونجاحها.
وكان مجلس النواب الليبي عزل الغرياني من منصب مفتي ليبيا في العام 2014، بسبب الفتاوى التي تدعم التيارات الإسلامية المتشددة التي كان يصدرها.
وورد اسم الغرياني وابنه سهيل في قائمة الإرهاب التي أصدرتها لجنة الدفاع و الأمن القومي بمجلس النواب الليبي في 2017.
واعتبرت مصادر ليبية حضور الدبيبة الاحتفالية التي أقامتها دار الإفتاء واستماعه إلى كلمة الغرياني دون أن يصدر عنه أيّ تعليق، بمثابة موافقة على ما ورد فيها.
وأشارت إلى أن الدبيبة يسعى من خلال هذه المشاركة لكسب ود التيار السياسي المتأسلم الذي يسترشد بأقوال الغرياني، ومنهم تنظيم الإخوان المسلمين.
وبالتزامن مع دعوات المفتي المعزول، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، وأعادت نشرها باللغة العربية سفارة واشنطن لدى ليبيا على تويتر "سننفذ جنبًا إلى جنب مع شركائنا الاستراتيجية العشرية لمنع الصراعات وتعزيز الاستقرار".
وأضاف "ستعمل الولايات المتحدة مع الحكومات الشريكة والشركات والمجتمع المدني لبناء القدرة على الصمود في كل من ليبيا وهايتي وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة وساحل غرب أفريقيا".
والعشرية الأميركية المقترحة تعني أن واشنطن ستعمل على مدى 10 سنوات قادمة على إنهاء الصراع في ليبيا وتأهيل البلاد من أجل استقرار مستقبلي.
وحول تلك الاستراتيجية التي لم تكشف ملامحها، غرد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند "تظهر الاستراتيجية العشرية للولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في ليبيا التزامًا أميركيًا مستدامًا يتجاوز المرحلة الحالية".
وأضاف نورلاند "نحن نعمل من أجل المصالحة الليبية وإعادة التوحيد في ظل حكومة منتخبة مسؤولة أمام الليبيين".
وينتظر الليبيون إعلان السفير الأميركي بنود وخطوات عمل المبادرة لمعرفة مدى أهميتها بالفعل في المصالحة الليبية ووجود حكومة منتخبة، وهما من أهم النقاط التي تجب معالجتها في الوقت الحالي وبشكل عاجل.
وتعيش ليبيا مؤخرا فيما يشبه حالة "اللاسلم واللاحرب" منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي أعقب ما عرف بحرب العاصمة، حيث يستمر التنازع على الشرعية بين حكومتين في البلاد، منذرا بتكريس الانقسام أكثر، مع تعثر الأمم المتحدة في الوصول إلى آلية اتفاق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة تقود إلى جراء الانتخابات في أقرب وقت.
وفي غياب مؤشرات على تراجع الدبيبة وخصمه رئيس الحكومة الجديدة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا عن مواقفهما بشأن تثبيت كل منهما شرعيته لرئاسة السلطة التنفيذية، تنزلق البلاد نحو دخول مرحلة ازدواج القرارات الحكومية، ما قد يؤدي إلى سيناريوهات سيئة، بينها العودة إلى استخدام العنف لفرض المطالب بالقوة.
وفي المحصلة يبقى الليبيون في حالة الترقب، وربما التساؤل عمّا سيحمله شهر رمضان هذا العام على صعيد الأزمة التي تدور منذ سنوات في حلقة مفرغة.