الدبيبة يخشى هجوما على طرابلس بدعم روسي

تصريحات عبدالحميد الدبيبة تأتي بالتزامن مع حديث تقارير عن نقل أسلحة روسية متطورة من سوريا إلى شرق ليبيا.
الأحد 2024/12/22
الدبيبة: لن نسمح بتحويل ليبيا إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية

طرابلس- تعكس التصريحات المتكررة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة التي لم تتوقف منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وبدْء الحديث عن انتقال القوات الروسية إلى ليبيا، قلقا من هجوم مدعوم من روسيا على طرابلس خاصة مع تحريك الجيش الليبي لقوات نحو سرت وتنفيذ مناورات في المدينة الإستراتيجية قبل أيام.

وتتزايد هذه المخاوف على ضوء التوصل لتفاهمات بشأن تشكيل حكومة جديدة بدعم من الأمم المتحدة وهو ما يرفضه الدبيبة الذي يصر على عدم تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، السبت، أن بلاده لن تسمح بأن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ومأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها.

وجاء ذلك خلال كلمة للدبيبة، في افتتاح المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، الذي افتتح بالعاصمة طرابلس السبت واستمر حتى الأحد.

وقال الدبيبة إن “ليبيا تواجه تحديات أمنية كبيرة في الداخل حيث نسعى بكل جهد لاستعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد،” مضيفا: “مؤكد بشكل حازم وواضح أن ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.”

وتابع الدبيبة: “لن نسمح أن تتحول أراضينا إلى مأوى للعناصر الهاربة والخارجة من بلدانها أو الخارجة عن القانون، ولا أن تستخدم ليبيا كورقة ضغط في أي مفاوضات أو أي صراعات دولية.”
وفي حين لم يوضح الدبيبة المقصود بالعناصر العسكرية الهاربة من بلادها إلا أن حديثه جاء بالتزامن مع تقارير إعلامية غربية تتحدث عن هروب قيادات أمنية وعسكرية في نظام بشار الأسد، الذي أطيح به في 8 ديسمبر الجاري، إلى الأراضي الليبية وتقارير أخرى تتحدث عن نقل أنظمة دفاع جوي وأسلحة روسية متطورة من سوريا إلى شرق ليبيا.

وسبق أن قال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو إن “موسكو تنقل الموارد من قاعدتها السورية في طرطوس إلى ليبيا”، لافتا أن “هذا ليس بالأمر الجيد.” 

كما وصف كروزيتو في حديث لصحيفة محلية “السفن والغواصات الروسية في البحر الأبيض المتوسط” بأنها “دائما مصدر قلق، وخصوصا إذا كانت على بعد خطوات قليلة منا بدلا من أن تكون بعيدة ألف كيلومتر.”

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، لم يتضح بعد مصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا، قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وهما منشأتان أساسيتان للطموحات الجيوسياسية لروسيا التي تمارس من خلالهما نفوذا في الشرق الأوسط، من حوض البحر المتوسط وصولا إلى أفريقيا.

وكشف موقع “إيتاميل رادار” المتخصص في تعقب الرحلات الجوية العسكرية، ومراقبة الملاحة البحرية، أن القوات الروسية، تخطط لنقل معدات عسكرية مهمة كانت في قواعدها في سوريا إلى وجهتين محتملتين في شرق ليبيا، هما طبرق وبنغازي.

وتركز موسكو اهتمامها على منطقة برقة (شرق ليبيا)، خاصة بعد التطورات في سوريا “نظرًا للإمكانات التي توفرها المنطقة لإنشاء قاعدة جوية وأخرى بحرية،” وفقا للموقع.

بدورها أعلنت رئاسة جهاز الأمن الداخلي في بنغازي عن ضبط واعتقال خلية تتبع “تنظيما إرهابيا” في سوريا بحسب بيان للجهاز عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.

وقال البيان إن الخلية “تسللت كعمالة إلى بنغازي في ليبيا ومكلفة بتجنيد سوريين، مؤكدا رصد تحركاتها منذ مدة.”

وأشار الجهاز إلى أنه رصد اتصالات بين المجموعة بآمرها في سوريا، مبينا أنه عثر بحوزتها على خرائط ووسيلة للتواصل معه لتنفيذ بعض “العمليات الإرهابية.”

وتأتي تحذيرات الدبيبة بعدما اتفق ممثلون لمجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة خلال محادثات بمدينة بوزنيقة المغربية على ضرورة التعاون مع بعثة الأمم المتحدة من أجل كسر الجمود السياسي وإنهاء المراحل الانتقالية.

وقال المجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس في الغرب ومجلس النواب الليبي ومقره بنغازي في الشرق في بيان ختامي للمحادثات التي استضافتها مدينة بوزنيقة قرب العاصمة المغربية الرباط على مدار الأربعاء والخميس إنهما اتفقا على أن “الحل في ليبيا لابد أن يمر عبر العودة إلى الليبيين بانتخابات حرة ونزيهة.”

ورحبا بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة “من أجل حل الأزمة وتضمين خارطة طريق بمواعيد محددة لحل الأزمة وصياغة مواءمة تحقق التكامل بين خطتها والتوافق الدولي وتضمن الملكية الليبية للعملية السياسية.” كما اتفق الجانبان على التعاون من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإطلاق إصلاحات مؤسسية ومالية وأمنية.

وأكدت ستيفاني خوري القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا هذا الأسبوع إن المنظمة الدولية ستشكل لجنة فنية من الخبراء الليبيين لحل القضايا الخلافية العالقة ووضع البلاد على المسار نحو انتخابات وطنية.

وقالت خوري خلال إحاطة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الإثنين: “الليبيون قلقون بشأن مستقبل بلادهم، وأن نجاح العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة يتطلب في المقام الأول الإرادة السياسية والتزام الجهات الفاعلة الليبية بالامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب التي تستمر في ترسيخ الانقسامات المؤسسية والاستقطاب.”

أما الدبيبة فقد أكد استمراره في التمسك بمنصبه، وقال خلال فعاليات منتدى الاتصال الحكومي، إن “تمديد المراحل الانتقالية أمر مرفوض، وتشكيل أي حكومة جديدة يجب أن يتم عبر برلمان جديد”، معتبرا أن “أعضاء مجلس النواب الحالي لا يريدون إلا الاستمرار في مناصبهم، وبمساندة بعض الدول.”

وتشهد ليبيا الغنية بالنفط منذ العام 2011 أعمال عنف، كما باتت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ميدانا للمعارك التي تخوضها ميليشيات قبلية وممرا رئيسيا لعبور المهاجرين نحو أوروبا.