الدبيبة يحشد ميليشياته في طرابلس لمنع دخول باشاغا

قوافل ضخمة مسلحة بآليات ثقيلة ومتوسطة تابعة للدبيبة تتجه للمقرات السيادية في المدينة بعد انتشار خبر دخول باشاغا العاصمة مساء الجمعة.
السبت 2022/04/16
مئة سيارة مدججة بالسلاح لحماية حكومة الدبيبة

موسكو/طرابلس - أفادت مصادر ميدانية لوكالة "سبوتنيك" الروسية السبت، بأن قوافل ضخمة مسلحة بالآليات الثقيلة والمتوسطة دخلت العاصمة الليبية طرابلس من غربها وجنوبها، وهو ما يضاعف المخاوف من انفجار القتال بين الميليشيات الموالية لحكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها والأخرى الداعمة لحكومة فتحي بشاغا المكلفة من البرلمان.

وأكدت المصادر أن الأرتال تتجه إلى المقرات السيادية في المدينة.

ونقلت "سبوتنيك" عن شهود عيان قولهم إن هذه الآليات تمركزت وسط العاصمة في "جزيرة سوق الثلاثاء" و"جزيرة الغيران" وأهم المناطق الحيوية في العاصمة.

وبحسب مصادر مطلعة، تتبع كل هذه الآليات المدججة بالسلاح رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، وذلك عقب انتشار خبر دخول فتحي باشاغا، العاصمة مساء الجمعة.

وكان باشاغا اجتمع خلال اليومين السابقين مع القادة العسكريين من مدينة مصراتة ووزراء مستقيلين بحكومة الدبيبة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة بالعاصمة التونسية، ورجح البعض أن هذه الاجتماعات جاءت من أجل تسهيل دخوله للعاصمة طرابلس.

وفي وقت سابق، أكدت وسائل إعلام ليبية، أن العاصمة طرابلس شهدت تحركات عسكرية بعد توجه أرتال عسكرية كبيرة تحمل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة خرجت من عدة مدن بالمنطقة الغربية متجهة نحو العاصمة.

وأضافت أن أرتالا مسلحة عبرت منطقة السواني ضمت أكثر من 100 سيارة مسلحة نحو العاصمة، كما تمركزت قوات أخرى أمام مقر الأمن الخارجي قبل فتحة السريع، بحسب قناة "218" الليبية.

وأشارت إلى الاستنفار الأمني والتحشيد العسكري لسيارات رباعية الدفع، محملة بأسلحة متوسطة تابعة لقوة حماية الدستور في أحد المعسكرات بالعاصمة طرابلس.

ويأتي هذا التوتر بعد أيام من تعليق ممثلي الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في لجنة "5+5" عملهم في اللجنة، واتهامهم حكومة الدبيبة بتقويض الاستقرار وجرّ البلاد نحو الحرب.

والشهر الماضي أصدر باشاغا منشورا يحضر على رؤساء المؤسسات والمصالح والهيئات والأجهزة والشركات العامة العاملة بالدولة، تنفيذ أي قرارات أو تعليمات صادرة عن حكومة تصريف الأعمال المنتهية الولاية القانونية.

وتسيطر على مناطق واسعة غربي ليبيا ميليشيات خارجة عن القانون، تقوض مساعي الأمن والاستقرار، حيث تسببت إحدى مقاومات ما عرف بالقوة القاهرة في تأجيل الانتخابات، بحسب تصريحات سابقة منسوبة لأعضاء بمفوضية الانتخابات.

وتشهد مناطق غرب ليبيا خاصة العاصمة طرابلس توترا أمنيا ملحوظا، بعد إعلان الدبيبة تمسكه بالسلطة ورفضه تسليمها للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا الذي نال ثقة مجلس النواب.

وحاول الدبيبة التصدي للحكومة الجديدة وأي معارضة ناشئة له، من بينها، القبض والاعتداء على عدد من الوزراء، في مدينة مصراتة أثناء رحلتهم برا إلى مدينة طبرق حيث عقد مجلس النواب جلسته، لمنعهم من الالتحاق بالجلسة، وفقا لبيانات من مجلس النواب ورئيس الحكومة الجديد باشاغا.

وتتصاعد المخاوف داخل ليبيا وخارجها، من أن يتم إدخال باشاغا إلى العاصمة بالقوة من أجل استلام السلطة من الدبيبة، الذي يرفض التخلي عنها، قبل إجراء انتخابات في البلاد، ما قد يفجّر القتال بين الميليشيات الداعمة له والأخرى الموالية لباشاغا.

وكان نائبا باشاغا قد تسلما مقرات الحكومة شرقي وجنوبي ليبيا، إلا أن الوساطات الدولية لا تزال جارية بين الطرفين بشأن انتقال سلمي للسلطة في طرابلس.

في حين يتركز الموقف الأممي على دعم مبادرة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لتشكيل لجنة من مجلسي النواب ومجلس الدولة لصياغة قاعدة دستورية للانتخابات المنتظرة، التي فشل الفرقاء بتنظيمها في الموعد الذي حدد سابقا في الرابع والعشرين من ديسمبر العام الماضي.