الدبيبة يؤجل زيارة إلى شرق البلاد

مصادر ترجح أن الدبيبة قرر إلغاء رحلته إلى بنغازي بعد منع أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة من تسلم الترتيبات الأمنية.
الاثنين 2021/04/26
مؤشر سلبي بشأن التقدم السياسي

طرابلس – أجل رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبدالحميد الدبيبة زيارة وهي الأولى من نوعها لشرق البلاد كانت مقررة الاثنين، بهدف إظهار تقدم حكومة الوحدة نحو إنهاء سنوات من الانقسام بين الفصائل المتناحرة.

وقال محمد حمودة المتحدث باسم الدبيبة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "رئاسة مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية أجلت موعد اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده بمدينة بنغازي الاثنين، على أن يتم التحضير لموعد لاحق في أقرب وقت ممكن".

 

 

لكن مصدرا حكوميا قال إن "الدبيبة قرر إلغاء رحلته المقررة الاثنين إلى بنغازي رفقة وزراء حكومته، بعدما تم منع أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة من تسلم الترتيبات الأمنية".

ويسلط التأجيل الضوء على استمرار الانقسام بين الطرفين الليبيين اللذين يتمركز أحدهما بالعاصمة طرابلس في غرب البلاد، بينما يوجد الآخر في بنغازي بالشرق.

وشكل الشرق والغرب حكومتين متنافستين في عام 2014، مما زاد من الانقسام في البلد الذي كان يعاني بالفعل من مظاهر فوضى وعنف أعقبت الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد نظام معمر القذافي عام 2011.

وعُين الدبيبة في مارس لقيادة حكومة وحدة وطنية في إطار عملية توسطت فيها الأمم المتحدة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا، عبر إعادة توحيد مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات في ديسمبر.

وأقر البرلمان المتمركز في الشرق الحكومة الجديدة، وسلمت كلا الحكومتين في طرابلس وبنغازي سلطاتهما إلى الإدارة الجديدة، وتمكن وزراء الحكومة بطرابلس ومسؤولون آخرون من السفر بحرية إلى بنغازي.

لكن لا تزال الجماعات المسلحة منتشرة في أنحاء البلاد، كما تستمر نزاعات بشأن توزيع إيرادات النفط. وعارض البرلمان خطط الميزانية التي طرحها الدبيبة، ولا يزال الطريق الرئيسي الفاصل بين خطوط الجبهة مغلقا.

وقابل الدبيبة في طرابلس الأسبوع الماضي نازحين فروا من بنغازي، وقد أثارت تصريحاته إليهم غضب فصائل مسلحة في الشرق. وتظاهر محتجون ضده في الشرق الأحد.

ورأى متابعون في تأجيل الزيارة مؤشرا سلبيا بشأن التقدم السياسي في البلاد وسيطرة الخلافات على مسار حلّ الأزمة، وهو ما يثير المخاوف من إمكانية عودة البلاد إلى مربع العنف.

وفي فبراير الماضي أدى الدبيبة زيارة إلى شرق ليبيا التقى خلالها عددا من المسؤولين على رأسهم عقيلة صالح، لكنه لم يلتق قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ما فهم أنه خلاف حاد بين الرجلين، لكن في المقابل التقى حفتر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي دون إيضاح الملفات التي تمت مناقشتها.