الدبيبة: حكومة الوحدة هي التي ستشرف على الانتخابات

مبادرة باتيلي تسحب البساط من مجلسيْ النواب والأعلى للدولة.
الخميس 2023/03/02
ثقة كبيرة

طرابلس - يتصرف رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عبدالحميد الدبيبة على أساس أن حكومته هي التي ستتولى الإشراف الأمني واللوجستي على الانتخابات، التي لم يجر حتى الآن الاتفاق بشأن سبل التمهيد لها، في ظل الانقسام الجاري بين القوى الليبية حول مبادرة اللجنة التوجيهية التي طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي.

ويرى مراقبون أن الدبيبة يحاول فرض حكومته كأمر واقع، في ظل رهانه على دعم من قوى دولية وإقليمية مؤثرة في المشهد الليبي على غرار الولايات المتحدة وإيطاليا وتركيا.

وقال رئيس حكومة الوحدة، مساء الأربعاء، إنه أصدر تعليماته “لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، برفع مستوى التنسيق مع الأمم المتحدة في مجال الدعم الفني والمشورة للمفوضية العليا للانتخابات”.

وأضاف الدبيبة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أن هذه الخطوة تستهدف “إنجاز استحقاق الانتخابات الوطنية في ليبيا. وذلك تماشيا مع تطلعاتنا لإنهاء المراحل الانتقالية بطريقة سلمية عبر انتخابات حرة ونزيهة”.

وتأتي توجيهات الدبيبة بعد مرور يومين على إعلان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا خطته الرامية إلى دفع العملية السياسية والتمهيد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال العام الجاري، والتي عرضها على مجلس الأمن الدولي الاثنين.

وتنص خطة باتيلي على تشكيل لجنة توجيهية للانتخابات في ليبيا تضم ممثلين عن المؤسسات والشخصيات السياسية والقبائل والمجتمع المدني والمرأة والشباب، تتولى اعتماد القانون الانتخابي ووضع التدابير اللازمة لتنفيذ الاستحقاق الوطني الذي يترقبه الليبيون.

وقد أثارت هذه الخطة ردود فعل واسعة في الساحة الليبية، كان أعلاها صوتا موقف مجلس النواب في طبرق الذي انتقد المبادرة متهما البعثة الأممية بالكيل بمكيالين، فيما كان موقف رئيس المجلس الأعلى للدولة ضبابيا.

وتسحب مبادرة باتيلي البساط من مجلسيْ النواب والأعلى للدولة اللذين احتكرا طيلة الأشهر الماضية عملية صياغة نص دستوري يتم وفقه إجراء انتخابات، دون أن ينجحا في ذلك.

ويرى متابعون أن نجاح مبادرة المبعوث الأممي مرتبط بالموقف الدولي الذي يبدو هو الآخر منقسما حيالها، مشيرين إلى أن المبادرة تصب في صالح قوى ليبية دون غيرها ومن بينها حكومة الدبيبة، الذي وإن تجنب الإعلان عن موقف واضح بشأن المبادرة فإن توجيهاته للخارجية بتعزيز التنسيق مع الأمم المتحدة للتحضير للانتخابات تشي بالكثير.

ولا يستبعد المتابعون أن يكون رئيس حكومة الوحدة تلقى تطمينات من قوى دولية، على رأسها الولايات المتحدة، بأن حكومته هي التي ستتولى الإشراف على الاستحقاق، وأنه لا مجال للبحث في تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، كما يدفع إلى ذلك مجلس النواب وشق من المجلس الأعلى للدولة.

4