الخيار المتاح للصحافيين الأفغان الهروب أو الإذعان لسلطة طالبان

الصحافيون في أفغانستان يقولون إنهم ليسوا قلقين على حياتهم المهنية فحسب، بل على مستقبل الصحافة.
الثلاثاء 2021/07/27
تهديدات حقيقية لحرية الصحافة

كابول – يعيش الصحافيون الأفغان على وقع التهديدات بغلق المؤسسات الإعلامية، مع خروج الجنود الأجانب من البلاد وسيطرة حركة طالبان على مناطقهم، وهو ما يزيد من المخاطر على حرية الصحافة التي تراجعت بالفعل خلال الأشهر الأخيرة في أفغانستان.

وذكر موقع إذاعة “فويس أوف أميركا” أنه في اليوم الذي دخلت فيه حركة طالبان منطقة بلخ على بعد 20 كيلومترا غربي مزار الشريف الشهر الماضي، أغلقت محطة الإذاعة المحلية “نوبهار” أبوابها واختبأ معظم صحافييها.

في غضون أيام بدأت المحطة في البث مرة أخرى، لكن برامجها تغيرت وأصبحت مختلفة، وبدلاً من البرامج العادية، كانت محطة “نوبهار” تبث معزوفات وأناشيد إسلامية من إنتاج طالبان.

وكانت المحطة في المقاطعة الشمالية في عام 2004 تبث الأخبار والترفيه بلغتي الداري والباشتو بفضل أموال من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولسنوات عكست تجربتها اتجاهاً متنامياً لوسائل الإعلام الأفغانية المستقلة.

وقال نجيب شريفي رئيس لجنة سلامة الصحافيين الأفغان في حديثه للموقع، إن حوالي 50 صحافياً اضطروا لمغادرة منطقة خاضعة حديثاً لسيطرة طالبان، بينما توقفت أكثر من 20 وسيلة إعلامية عن العمل، فيما أُجبر آخرون على بث دعاية طالبان.

وأضاف شريفي “لدينا ما لا يقل عن خمس محطات إذاعية ووسائل إعلام خاصة سيطرت عليها طالبان، ومن خلال هذه المحطات الخمس تبث طالبان دعايتها”. وتابع “لقد توقفوا أيضًا عن بث الموسيقى وأصوات النساء”.

وبعد أن رحل الجنود الأجانب تقريبا ووضعت طالبان المنطقة تحت سيطرتها فر العديد من الصحافيين. وبالموازاة مع تضاعف المخاطر والتهديدات تراجعت وتيرة تدفق المعلومات الحرة والنزيهة.

50 صحافيا اضطروا لمغادرة منطقة خاضعة حديثا لسيطرة طالبان

وأفاد شريفي “نحن نواجه تعتيمًا إعلاميًا واسعًا في المناطق التي استولت عليها طالبان، لا نعرف ما يجري هناك لأنه لا يوجد صحافيون للإبلاغ عما يحدث مع الناس، وما يحدث مع طالبان، وكيف يحكمون الناس، وكيف يقدمون الخدمات للشعب”.

وذكر معهد رويترز لدراسة الصحافة إن أفغانستان تحولت من انعدام وجود وسائل إعلام مستقلة في ظل حكم طالبان إلى 170 محطة إذاعية وأكثر من 100 صحيفة ومحطات تلفزيونية متعددة منذ أن طردت الولايات المتحدة المتشددين قبل 20 عامًا.

لكن مع تدهور الوضع الأمني تراجعت تلك الحرية والمكاسب الأخرى التي حققتها البلاد في السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك حرية الصحافة. كما يواجه الصحافيون في أفغانستان بشكل متزايد عقبة أخرى وهي سيل من الدعاية والأخبار المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح شريفي “يتم تنسيق ونشر قدر كبير من الدعاية معظمها من قبل طالبان”، مضيفًا أنه أصبح من الصعب جدًا على الصحافيين التصفية بين الحقيقة والخيال. ويقول الصحافيون في أفغانستان إنهم ليسوا قلقين على حياتهم المهنية فحسب، بل على مستقبل الصحافة.

18