الخناق يشتد على المعارضة التشادية جنوب ليبيا

سلاح الجو الفرنسي يقصف رتلا مسلحا تابعا لعصابات المتمردين على الحدود التشادية.
الثلاثاء 2019/02/05
عازمون على النصر

لم تجد عصابات المتمردين التشاديين من حل للفرار من ضربات الجيش الليبي سوى العودة إلى تشاد، وهو ما تصدت له مقاتلات الطيران الفرنسي التي أعلنت الاثنين عن استهداف أرتال مسلحة قادمة من ليبيا.

سبها (ليبيا) – بدأ الخناق يشتد على عصابات المعارضة التشادية على وقع الضربات التي تتلقاها من قبل الجيش الليبي في إطار عملية “تطهير الجنوب” والقصف الفرنسي لمنعها من العودة إلى تشاد.

وقال الجيش الفرنسي في بيان إن سلاح الجو الفرنسي قصف أهدافا في شمال تشاد الأحد، دعما لقوات من الجيش التشادي تحاول صد قافلة لمقاتلين لم تحدد هويتهم دخلت البلاد قادمة من ليبيا.

ورجحت وكالة رويترز للأنباء أن تكون هذه الضربات الجوية أول دعم رسمي من باريس للرئيس التشادي إدريس ديبي الذي يريد التصدي لحركة “مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية” المتمردة الجديدة التي تسعى للإطاحة به.

ولم يحدد البيان من يقف وراء هذا التوغل لكن هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها قوات فرنسية أهدافا دعما لقوات الجيش التشادي منذ أن صعدت حركة التمرد الجديدة التي تتخذ من جنوب ليبيا مقرا لنشاطها العام الماضي.

وقال الجيش الاثنين “تدخلت طائرة ميراج 2000 تابعة للقوات المسلحة الفرنسية بالتعاون مع جيش تشاد في شمال البلاد لقصف قافلة من 40 سيارة بيك أب تابعة لجماعة مسلحة من ليبيا بعدما توغلت في عمق الأراضي التشادية”.

ليبيا تتهم المتمردين التشاديين بالقتال إلى جانب مجموعات إسلامية متطرفة كـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"

وتابع قائلا “هذا التدخل، بناء على طلب من سلطات تشاد، ساهم في منع هذا التقدم المعادي وتشتيت الرتل”. وقال مصدر عسكري فرنسي “لا يزال ديبي الشريك المستحق والأقوى في المنطقة. ويعتمد التشاديون على فرنسا في ما يتعلق بالحدود مع ليبيا”.

وفي أغسطس الماضي شنّت مجموعة تابعة لـ”المجلس القيادي العسكري لإنقاذ الجمهورية” انطلاقا من ليبيا هجوما على بلدة كوري بوغري في منطقة تيبستي في أقصى شمال تشاد، قبل أن تعود إلى الجنوب الليبي.

وباريس حليف قوي أيضا للجيش الليبي. وتربط القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر علاقة جيدة بالرئيس التشادي.

وكان حفتر زار في أكتوبر الماضي تشاد، حيث التقى إدريس ديبي تزامنا مع اشتباكات بين فصائل مسلحة محلية في الجنوب الليبي وعصابات المعارضة التشادية. ولم ترشح أي معلومات عن تفاصيل تلك الزيارة التي من المرجح أن تكون قد ناقشت الوضع الأمني جنوب البلاد.

وأطلق الجيش الليبي منتصف يناير الماضي عملية عسكرية لتطهير الجنوب من الإرهابيين والعصابات التشادية المسلحة. ونجح خلال أسبوعين في السيطرة على مدينة سبها عاصمة إقليم فزان.

وتوقع متابعون فرار المتمردين في اتجاه الحدود التشادية على وقع الضربات العنيفة والمؤلمة التي تعرضوا لها في الأيام الماضية من قبل الجيش الليبي.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لمكتب إعلام القيادة العامة إن “مقاتلات سلاح الجو الليبي استهدفت الأحد تجمعات للمعارضة التشادية وحلفائها خلال تواجدهم على الأراضي الليبية بضواحي منطقة مرزق جنوب غرب البلاد”. وأكدت عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن “الإصابة كانت خلال الغارة التي تمت اليوم، وهي إصابة مباشرة أثخنت في صفوف العدو المنتهك للسيادة الليبية وخلفت له خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.

كما أكدت شعبة الإعلام الحربي أن مقاتلات سلاح الجو التي شاركت في تنفيذ الغارة الجوية عادت إلى قواعدها سالمة.

واندلعت الجمعة اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعصابات من المعارضة التشادية في منطقة غدوة جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود ليبيين ونحو 20 مسلحا تشاديا.

وكان مصدر رفيع المستوى من غرفة عمليات الكرامة كشف في تصريحات لموقع “المرصد” المحلي بأن “معلومات استخباراتية موثوقة وعمليات رصد محكمة أثبتت أن القائد العام للمعارضة التشادية محمد حكيمي يقود المعركة بنفسه”.

وأضافت المصادر أن “حكيمي يتخذ من بلدة أم الأرانب مركزا لعملياته مرجحة أن تكون محاولته لاستعادة منطقة غدوة تهدف إلى قطع الطريق على قوات الجيش ومنعها من التقدم نحو البلدة الأخرى حيث يتمركز مع مرتزقته”.

Thumbnail

وتتهم السلطات الليبية المتمردين التشاديين بالقتال إلى جانب مجموعات إسلامية متطرفة وفي مقدمتها ما يسمّى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي”. وكان مكتب النائب العام في طرابلس قد أصدر في مطلع يناير الماضي أوامر بالقبض على عدد من قيادات المتمردين التشاديين كان من بينهم محمد حكيمي المتهم بالمشاركة في عدة هجمات ومعارك برفقة ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي (فصيل مسلح يضم قيادات إسلامية متطرفة) وبقايا قوات إبراهيم الجضران الذي أُدرج بدوره على ذات القائمة.

ويهاجم إبراهيم الجضران وهو الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية بين الحين والآخر منطقة الهلال النفطي التي انتزعها منه الجيش في سبتمبر 2016.

ويوصف حكيمي بأنه الذراع اليمنى للقيادي في المعارضة التشادية تيمان أرديمي الذي يقال إنه يقيم في العاصمة القطرية الدوحة وأدرجه النائب العام أيضا على قائمة المطلوبين التشاديين للقضاء الليبي.

واتهم عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، قطر وتركيا بالسعي إلى فصل الجنوب عن باقي أجزاء ليبيا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين.

وقال في تصريحات إعلامية “ليس بمقدور قطر أو تركيا لوحدهما فعل ذلك، فهناك دول أخرى لها أطماع في الجنوب وتريد له الانسلاخ والبعض الآخر يعتبر أن ليبيا دولة مترامية الأطراف ويجب أن يكون جنوبها دولة لوحده”.

4