الخلافات بين الدبيبة وميليشيات زوارة تؤجل إعادة فتح معبر راس جدير

محتجون ومسلحون يغلقون الطريق الساحلي أبوكماش- رأس جدير بالكثبان الرملية، احتجاجا على إقصاء الجهات العسكرية بزوارة من الإشراف على تأمين المعبر.
الاثنين 2024/06/24
شريان تجاري واقتصادي مهم للبلدين

طرابلس - أقدمت مجموعات مسلحة من مدينة زوارة، على غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، وهو ما تسبّب في تأجيل إعادة فتحه أمام حركة العبور، الذي كان مبرمجا اليوم الاثنين.

ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن مصدر أمني القول إن "حركة معبر رأس جدير الحدودي ستبقى مقتصرة على الحالات الإنسانية الاستعجالية الصحية والدبلوماسية".

وجاء ذلك في وقت حذفت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها على فيسبوك دعوة وجهتها الأحد لوسائل الإعلام لحضور مراسم إعادة فتح المعبر اليوم الاثنين، بحضور مسؤولين من الجانبين التونسي والليبي، وذلك بعد الانتهاء من وضع كافة الترتيبات الأمنية واللوجستية.

وعلق المصدر الأمني التونسي على التأجيل قائلا إن "الأمر مرتبط بالطرف الليبي الذي أغلق المعبر منذ شهر مارس الماضي لشأن داخلي ويبقى قرار فتحه مرتبطا به أيضا".

وأفادت إذاعة موزاييك التونسية الخاصة نقلا عن مصادر محلية، بأن محتجين ومسلحين أغلقوا الطريق الساحلي أبوكماش- رأس جدير بالكثبان الرملية، احتجاجا على إقصاء وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عماد الطرابلسي، الجهات العسكرية بمدينة زوارة من الإشراف على تأمين المعبر، وعدم تنفيذ حكومة الوحدة مطالب الجهة.

وفي السياق ذاته، أعلن أعيان "زوارة، الجميل، رقدالين، العجيلات، الجديدة، صبراتة"، في بيان مصور مساء الأحد، الدخول في اعتصام مفتوح وإغلاق كل مداخل البلدية، بما في ذلك معبر راس جدير الحدودي والطريق الساحلي أبوكماش، نظرا لقرارات وزير الداخلية التي شملت "توجها عرقيا وعنصرياً ضد أمازيغ ليبيا".

وطالب المعتصمون حكومة الوحدة بالعدول عن قراراتها الظالمة تجاه تهميش ونقل أبناء الضباط والعسكريين فقط من معبر راس جدير، لأنهم من خلفية عرقيةِ أمازيغية.

وهذه الخلافات بين الأطراف الليبية الداخلية، تسبّبت بتأجيل فتح معبر راس جدير المقرر اليوم الاثنين، ليستمر تعطل حركة النقل والعبور بين البلدين المتوقفة منذ 18 مارس الماضي، بسبب نزاع حول السيطرة على هذا المعبر الاستراتيجي بين وزارة الداخلية والمجموعات العسكرية بمدينة زوارة.

وترفض الميليشيات بمدينة زوارة أي محاولات لطردها من معبر راس جدير من طرف القوات التابعة لوزارة الداخلية، وتقول إنها أحق بالإشراف على تأمين هذا المعبر لأنّه جزء من منطقة زوارة.

والجمعة الماضي، عادت عناصر تتبع ميليشيا التدخل السريع بمدينة زوارة واستولت على معبر رأس جدير واقتحمت المكاتب التي انتهت وزارة الداخلية من تجهيزها، في ما اضطرت قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية للانسحاب من مواقعها والفرار من المنطقة في اتجاه العاصمة طرابلس.

وبحسب مصادر محلية، فإن عناصر من مسلحي الأمازيغ عادت لتبسط نفوذها على الجانب الليبي من المعبر، وهو ما يفرض على سلطات طرابلس الدخول من جديد في مفاوضات معها أو التسليم بسيطرة الميليشيات المحلية وفقا لما كان سائدا منذ الإطاحة بالنظام السابق في العام 2011.

والخلافات والتنافس بين المجلس العسكري بزوارة وحكومة الدبيبة على إدارة معبر راس جدير، بدأت منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، عقب قرار يقضي بتشكيل غرفة أمنية مشتركة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وتكليفها بالسيطرة على المعبر لمكافحة التهريب وضبط الأمن، رفضته مكونات الأمازيغ واعتبرته تهديدا لها.

وبحسب وزير الداخلية عماد الطرابلسي، يعدّ معبر رأس جدير من أكبر منافذ التهريب في العالم، حيث تخرج منه سيارات التهريب بالآلاف وتمر عبره يوميا 30 شاحنة نفط إلى تونس وكذلك آلاف المهاجرين، مشيرا إلى أن قيمة ما يتم تهريبه عبر المعبر أسبوعيا تصل إلى 100 مليون دولار يخسرها الاقتصاد الليبي.

ويقع معبر رأس جدير في مدينة بن قردان في محافظة مدنين، جنوب شرق تونس، ويبعد نحو 30 كيلومتراً عن مركز المدينة، وقرابة 180 كيلومتراً عن العاصمة الليبية طرابلس. ويوجد معبران حدوديان بين تونس وليبيا الأول رأس جدير والثاني معبر الذهيبة وازن في مدينة ذهيبة بمحافظة تطاوين.