الخلافات بشان إعادة هيكلة الجيش تهدد بعرقلة الاتفاق النهائي في السودان

الخرطوم - وصلت المحادثات في السودان التي تستهدف التوصل إلى اتفاق نهائي لتعيين حكومة مدنية الشهر المقبل وبدء انتقال جديد نحو الانتخابات إلى طريق مسدود بشأن القضية الشائكة المتمثلة في إعادة هيكلة الجيش وذلك وفق ما أعلنته مصادر سياسية وعسكرية لكن الناطق باسم العملية السياسية بالسودان خالد عمر يوسف اكد الخميس إن توقيع الاتفاق النهائي بين الفرقاء سيكون في موعده السبت المقبل.
وظهرت الخلافات هذا الأسبوع حول الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية النافذة في الجيش، وهي خطوة تمت المطالبة بها في اتفاق إطار عمل للانتقال الجديد تم توقيعه في ديسمبر.
ودمج قوات الدعم السريع ووضع الجيش تحت سلطة مدنية كان من المطالب الأساسية لحركة احتجاجية ساعدت في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير منذ أربع سنوات.
ويعتبر المحللون أن إصلاح قطاع الأمن حاسم في فرص السودان في التحول إلى ديمقراطية.
واستهدفت المحادثات في الخرطوم هذا الأسبوع تقديم إرشادات حول كيفية وموعد دمج قوات الدعم السريع، لكنها اختتمت في وقت متأخر أمس الأربعاء دون إصدار توصيات.
وقال مصدران سياسيان ومصدر عسكري ان مندوبي الجيش والشرطة والمخابرات انسحبوا من المحادثات احتجاجا على عدم وجود أي جدول زمني للاندماج. وأظهرت صور الجلسة الختامية للمؤتمر مقاعدهم شاغرة.
وقالت المصادر إنه بينما يفضل الجيش جدولا زمنيا مدته عامان للاندماج، اقترح وسطاء دوليون خمس سنوات بينما اقترحت قوات الدعم السريع عشر سنوات.
وقالت القوتان في تصريحات اليوم الخميس إنهما ملتزمتان بالمحادثات وتنتظران نتائج لجنة فنية تناقش تفاصيل الاندماج.
ويستهدف الانتقال الجديد طي صفحة الاستيلاء على السلطة، على الرغم من أن المفاوضات قبل التوقيع المتوقع للاتفاق النهائي يوم السبت أججت بالفعل التوترات التي دفعت الجيش وقوات الدعم السريع إلى نشر قوات في العاصمة.
ويراد التوقيع على إعلان دستوري أكثر رسمية في السادس من أبريل، مع حكومة مدنية من المقرر تسميتها في 11 أبريل.
وردا على المخاوف من عرقلة التوصل لتفاهمات نهائية قال عمر يوسف ان الأطراف المدنية والعسكرية تواصل مناقشاتها لإكمال بعض تفاصيل الاتفاق.
وقال يوسف في بيان "تواصل الأطراف المدنية والعسكرية العمل على قدم وساق لإكمال المناقشات حول بعض تفاصيل قضايا الاتفاق النهائي، ولم تقرر أي جهة بعد قرارا جديدا بشأن التوقيع يوم السبت المقبل".
وأضاف: "ستتواصل النقاشات خلال اليوم وغدا، وإذا استجدت أي متغيرات فستجتمع القوى المدنية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري للبت بشأنها، وإطلاع الرأي العام عبر قنوات التواصل الرسمية".
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر 2021، حين فرض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.