الخطوط القطرية تغذي المنافسة بطلبية كبيرة لطائرات عريضة البدن

الدوحة - تستعد الخطوط الجوية القطرية لتقديم طلبية كبيرة لشراء طائرات عريضة البدن، في مسعى إلى تعزيز أسطولها، في الوقت الذي تتسابق فيه شركات خليجية على زيادة حصصها في سوق النقل الجوي.
وقال رئيس العمليات التجارية في الشركة تييري أنتينوري لوكالة رويترز في وقت متأخر من الاثنين الماضي إن القطرية “ستتقدم قريبا بطلبية كبيرة لشراء طائرات عريضة البدن لدعم خططها للنمو في الأجل البعيد.”
ويعمل عدد من أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط لعقد المزيد من الصفقات استعدادا لتجديد أساطيلها بعد أن غابت عن موجة طلبات العام الماضي، ما يعزز مكانة المنطقة بوصفها محركا رئيسيا للنمو لشركتي أيرباص ومنافستها بوينغ.
وثمة طلب قوي على الطرز ذات البدن العريض في العديد من الأسواق، ولاسيما في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث يعد الاتصال لمسافات طويلة أمرا بالغ الأهمية لشركات مثل القطرية وطيران الإمارات، وأيضا طيران الرياض التي تستعد لدخول المنافسة.
ومن المتوقع أن تشكل الطائرات ذات الجسم العريض 44 في المئة من أساطيل شركات الطيران في الشرق الأوسط بحلول عام 2043، وهو ما سيعزز حركة المسافرين والبضائع.
ويُعزى ارتفاع الطلب المتوقع إلى الحاجة لزيادة السعة والنطاق والكفاءة في استهلاك الوقود، بما يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لشركات الطيران لتحديث أساطيلها وتعزيز مسؤوليتها البيئية.
وأضاف أنتينوري في حديثه “عازمون على أن يكون لدينا أسطول قوي جدا وأن يكون الأفضل في القطاع لضمان النمو في المستقبل، حيث يعمل الرئيس التنفيذي للشركة على الطلبية مع الشركة المصنعة للطائرات لتقديم طلبية شراء كبيرة قريبا.”
وفي معرض فارنبورو الجوي في يوليو الماضي قال الرئيس التنفيذي للقطرية بدر المير إن “طلبية كبيرة للطائرات قيد الدراسة.”
وأوضح أنتينوري أنه سيتم إعلان العقد في الشهر المقبل، محجما عن الإفصاح عما إذا كان سيتم توقيعه مع أيرباص أو بوينغ أو مع الشركتين.
وكانت مصادر مطلعة قد صرحت لوكالة بلومبيرغ في ديسمبر الماضي بأن الشركة تسعى إلى شطب طراز بوينغ 737 – 10 ماكس من دفتر طلباتها لأن الطائرة لم تعد تلبي متطلبات أسطولها.
وبينما تقترب الخطوط القطرية من إبرام صفقة لشراء نحو 230 طائرة ذات ممرين خلال الأشهر المقبلة، وفق ما ذكرته مصادر لبلومبيرغ مؤخرا، تجري الاتحاد للطيران التي تستعد لطرح هو الأول في القطاع محادثات لشراء 40 طائرة عريضة البدن.
وتُضاف إلى ذلك طلبية شركة طيران الرياض التي تسعى إلى شراء 50 طائرة مخصصة لرحلات المسافات الطويلة، وهو ما يجعل عملاقي تصنيع الطائرات التجارية في وضع يؤهلهما للحصول على ما لا يقل عن 500 طائرة من المنطقة هذا العام.
من المتوقع أن تشكل الطائرات ذات الجسم العريض 44 في المئة من أساطيل شركات الطيران في الشرق الأوسط بحلول عام 2043
وخلال الأعوام الماضية كانت طلبات الشراء من الهند وتركيا من بين أكبر الصفقات، حيث سعتا إلى تعزيز حصتهما في سوق النقل الجوي العالمي، إذ تستهدف الهند بصفة خاصة الطبقة الوسطى الأكثر ثراء التي تتطلع إلى السفر داخل البلاد وخارجها.
ونظرا إلى الطلب المقترب من مستوى قياسي على الطائرات الجديدة، تتسابق شركات الطيران لحجز مواعيد التسليم التي تمتد حاليا إلى العقد المقبل للطائرات ذات الممر الواحد والممرين.
وفي الوقت الراهن لا تزال القطرية تشغل بعض طائرات أيرباص أي 330 القديمة، جنبا إلى جنب مع طراز أي 380 ذي المستويين الذي لم يعد يجري إنتاجه.
ويشمل أسطول الشركة أيضا طائرات بوينغ 777 المشابهة لطراز الطائرة ذي المحركين الشهير الذي تنتجه الشركة الأميركية حاليا. أما الطراز الأحدث الذي يطلق عليه رقم 777 – 9، فتأخر إنتاجه لعدة سنوات ولم يدخل الخدمة التجارية حتى الآن.
وسبق أن أكد عمر عريقات، نائب رئيس المبيعات والتسويق التجاري للشرق الأوسط في بوينغ، في مقابلة مع صحيفة “الراية” القطرية أن الشركة القطرية تقدمت بطلب لشراء 100 طائرة جديدة لتضيفها إلى 135 طائرة بوينغ من أسطولها.
وشهدت الخطوط القطرية نموا أعلى من السوق في أعداد الركاب منذ شهر أبريل 2024 حتى يناير هذا العام، بزيادة تسعة في المئة عبر شبكتها، حيث نمت 14 في المئة في أوروبا و12 في المئة في ألمانيا، وفق أنتينوري.
وبفضل تعافي النقل الجوي حققت الشركة صافي أرباح قياسي للعام المالي المنتهي في مارس الماضي بعدما زادت حصة الشركة في سوق النقل الجوي مع زيادة طاقتها الاستيعابية ومعدل أشغال المقاعد.
ونما صافي الأرباح بمقدار 39 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 1.67 مليار دولار، فيما زادت الإيرادات بنحو 6 في المئة لتصل إلى 22.24 مليار دولار.