الخطوط الأردنية في مهمة شاقة لتدارك عثراتها

عمّان - تكافح الخطوط الملكية الأردنية لتدارك عثراتها بعدما خلفت التكاليف التشغيلية بسبب ارتفاع أسعار الوقود خسائر إضافية على كاهل الشركة الحكومية بنهاية العام الماضي.
وأعلنت الشركة تدشين رحلات جديدة خلال 2023، وهي دوسلدورف الألمانية والعاصمة السويدية ستوكهولم والعاصمة البحرينية والمنامة ومدينة العُلا في السعودية.
كما أنها ستستأنف رحلاتها المباشرة إلى العاصمة الجزائرية اعتبارا من منتصف مارس المقبل وتسيير رحلات جوية مجدولة إلى شرم الشيخ المصرية وأنطاليا وطرابزون في تركيا مطلع شهر أبريل المقبل.
وقالت الشركة في بيان إن “الرحلات الجديدة تأتي في ضوء الإستراتيجية التجارية التي تنتهجها لتوسيع شبكة خطوطها، وفتح أسواق واعدة، بما يُعزز حركة النقل الجوي بين الأردن والعالم”.
وأوضحت أن قرار تشغيل الرحلات الجديدة كان بعد دراسات جدوى اقتصادية مستفيضة، بهدف خدمة رجال الأعمال والطلاب ومسافري الترانزيت والجاليات العربية واستقطاب أفواج ومجموعات سياحية كبيرة إلى البلاد.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة سامر المجالي قد أعلن الأسبوع الماضي أن “ارتفاع أسعار الوقود سبّب خسائر للشركة خلال 2022، حيث شكل عبئًا إضافيًا قدره 98 مليون دينار (138 مليون دولار)”.
وعزا ذلك إلى تأثيرات الحرب في أوكرانيا قائلا إنه “لولا ارتفاع أسعار الوقود لحققنا أرباحا تتراوح بين 15 و20 مليون دينار (21.1 و28.3 مليون دولار) خلال العام الماضي”.
ووفقا لبيان الشركة فقد تسبب ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 69 في المئة خلال العام الماضي في ارتفاع فاتورة الوقود إلى 97.8 مليون دينار، ويمثّل ذلك 50 في المئة من التكلفة التشغيلية الإجمالية على مدار العام 2022.
ومع ذلك، يتفق خبراء على أن مساعي الخطوط الأردنية لتعزيز أسطولها عبر صفقة طائرات جديدة قد يفتح آفاقا للتفاؤل بأن تبتعد الشركة الحكومية عن دائرة المؤشرات السلبية التي رافقتها خلال السنوات الأخيرة، والتحول إلى زيادة رحلاتها ما يعزز إيراداتها.
وفرضت ظروف المنافسة والضغوط المالية القاسية التي عانت منها الشركة على مسؤوليها اتخاذ خطوات عملية من أجل تطوير نشاطها وتعزيز إيراداتها من خلال تسيير رحلات إلى وجهات جديدة.
واعتبر محللون أن اتفاق الشركة مع أيرباص الأوروبية أواخر العام الماضي لشراء 20 طائرة حديثة من طراز أي 320 نيو خطوة في إطار خطط قديمة لتحديث أسطول الطائرات المخصصة للمسافات المتوسطة، لكنها توقفت بسبب التحديات التي واجهتها.
وهذه الصفقة، التي لم يتم الإعلان عن قيمتها الفعلية، جزء من خطة الشركة لزيادة حجم أسطولها الإجمالي من 24 إلى أكثر من 40 طائرة في غضون فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات.
ويدفع نمو أعداد المسافرين عبر الملكية الأردنية إلى زيادة عدد وجهات الشركة حتى 60 وجهة عالمية خلال الأعوام الخمسة المقبلة صعودا من 35 وجهة حاليا.
ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 69 في المئة خلال العام الماضي تسبب في ارتفاع فاتورة الوقود إلى 97.8 مليون دينار
وأوضح المجالي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن الشركة تسعى لبناء واحدة من أكبر الشبكات في المنطقة، عبر رفع حجم أسطول الطائرات خلال ثلاث أو خمس سنوات لمواكبة النمو والتطور.
وأشار إلى أن الخطوط الأردنية تدعم جهود الحكومة الهادفة لترويج الأردن كوجهة سياحية وربط عمّان بتلك المحطات الرئيسية من خلال توفير خيارات سفر عديدة أمام الركاب، وبناء شبكة طيران إقليمية متينة انطلاقا من عاصمة البلد.
وسبق أن أشار المجالي إلى ضخ الحكومة قرابة 70 مليون دينار (نحو 99 مليون دولار) من أصل مئتي مليون دينار (282.3 مليون دولار) لزيادة رأسمال الشركة.
وأوضح أن هذا الدعم من الحكومة جاء لمواجهة الخسائر التي تكبدتها الشركة خلال جائحة فايروس كورونا، حيث أسهم في خفض ربع خسارتها.
كما لفت إلى صعود إيرادات شركة طيران الحكومية، لكن التكاليف ارتفعت نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، وقد حاولت رفع الإيرادات للتعويض عبر التشغيل الإضافي وزيادة أسعار التذاكر.
وقال إنه “بفضل إعادة هيكلة الشركة للاهتمام بالسياحة وإدخال برامج تسويقية بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة في أوروبا والولايات المتحدة والخليج العربي، استطاعت استقطاب ما يزيد على 600 ألف مسافر إلى الأردن خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2022”.