الخشية من وقوع المحظور تعيد هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت

بيروت - عاد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، الاثنين، في محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، والتي يخشى من أن تتحول إلى مواجهة شاملة.
وأجرى هوكشتاين خلال الأشهر الأخيرة عدة زيارات إلى لبنان وإسرائيل، لكن جميعها لم تسفر عن أيّ اختراق في ظل إصرار حزب الله على ربط التهدئة بإنهاء حرب غزة.
وتحدثت مصادر أميركية على أن الزيارة الجديدة للمبعوث الأميركي تختلف عن سابقاتها التي كان التركيز فيها عن إنهاء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل بمعزل عن الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وتشير المصادر إلى أن الزيارة التي شملت إسرائيل ولبنان تستهدف التوصل إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الأعمال العدائية ويكون مرتبطا بوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمر.
وتحاول الولايات المتحدة وعدد من القوى الغربية تجنب حدوث مواجهة موسعة بين الحزب اللبناني وإسرائيل، حيث أن الأمر قد يقود إلى تبعات مدمرة في المنطقة.
واستهل المبعوث الأميركي جولته بتل أبيب حيث أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل التوجه إلى بيروت.
الولايات المتحدة وعدد من القوى الغربية تحاول تجنب حدوث مواجهة موسعة بين الحزب اللبناني وإسرائيل
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان “التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مكتبه بالقدس (الغربية)، بالمبعوث الخاص للرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين”.
وأضاف “شارك في الاجتماع أيضا وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس ديوان رئيس الوزراء تساحي برافرمان، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان جوفمان، ومستشار رئيس الوزراء للسياسة الخارجية أوفير فالك، ونائبة رئيس البعثة في السفارة الأميركية في إسرائيل ستيفاني هاليت”.
ولم يكشف البيان عمّا دار في اللقاء.
وخلال زيارته إلتقى المبعوث الأميركي أيضا وزير الدفاع يوآف غالانت وزعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس.
واستبق الجيش الإسرائيلي زيارة هوكشتاين بالتحذير من أن إطلاق النار المكثف عبر الحدود من حزب الله على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في بيان عبر الفيديو باللغة الإنجليزية “تزايد اعتداء حزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع نطاقا، والذي يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها”.
وأطلق حزب الله المدعوم من إيران الأسبوع الماضي أكبر وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة خلال الأشهر الثمانية التي تبادل فيها الحزب إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع الحرب في غزة.

وبعد تبادل كثيف نسبيا لإطلاق النار على مدى الأسبوع الماضي، تراجع إطلاق النار الأحد من حزب الله لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه نفذ عدة ضربات جوية ضد أهداف للحزب في جنوب لبنان.
ويشكل التصعيد على الجبهة الشمالية إحراجا إضافيا لحكومة نتنياهو، في ظل اضطرار أكثر من ستين ألف إسرائيلي إلى النزوح، وربط عودتهم بحصول استقرار مستدام.
وكشفت صحيفة “هآرتس” أن القرى الشمالية في إسرائيل تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب الوضع الأمني الراهن.
وذكرت الصحيفة العبرية أن نتائج استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي للكلية الأكاديمية “تل حاي”، ومجلس السلطات المحلية للجليل الشرقي، كشف أن 40 في المئة من النازحين قد لا يعودون إلى منازلهم.
وقال معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إن إسرائيل أخلت 43 مستوطنة قريبة من الحدود اللبنانية منذ بداية التوترات في 8 أكتوبر (28 مستوطنة على بعد 2 كيلومتر، و14 مستوطنة على بعد 5 كيلومترات أخليت في مرحلة ثانية نهاية شهر أكتوبر الماضي).
ولفت المعهد إلى أن عدد النازحين الإسرائيليين عن منازلهم في هذه المستوطنات “بحكم أوامر إخلاء إسرائيلية”، بلغ 61 ألفاً و76 إسرائيلياً، بينما لم تحدد الحكومة الإسرائيلية سقفاً زمنياً أو موعداً لعودتهم.
وأظهرت دراسة نشرها موقع “غلوبس” الإسرائيلي، وشملت 340 من مستوطني الحدود الشمالية النازحين، أن 74 في المئة من المشاركين يشترطون عودتهم بـ”حل أمني مستقر” على شاكلة عملية عسكرية تُبعد حزب الله عن الحدود اللبنانية، أو على الأقل “تؤمّن وجودا عسكريا دائما” في المكان إلى جانب ذلك، فيما أعرب 55 في المئة عن اعتقادهم بأنّ “حرباً شاملة” فقط ستؤدي إلى تغيير الوضع.
وتحدثت صحيفة “معاريف” العبرية بأن عددا من النازحين يخططون لبيع منازلهم في شمال إسرائيل والانتقال الدائم إلى وسطها.