الخزعلي والعامري والولائي والكعبي ضمن قائمة الاستهداف الأميركي

بغداد - بعد نحو ساعتين من إذاعة نبأ مقتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، تداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن إنزال نفذته مشاة البحرية الأميركية في منطقة الجادرية ببغداد، أسفر عن اعتقال زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وقائد منظمة بدر هادي العامري، لكن الساعات التالية نفت صحة هذا النبأ.
لكن ظهور مثل هذه الأنباء في هذا التوقيت، ربما لم يكن عبثيا، بل يترجم حالة التوقع الداخلية للخطوة الأميركية، وبرغم نفي خبر اعتقال الخزعلي والعامري، إلا أن مصادر استخبارية عراقية تؤكد أنهما على لائحة الاستهداف الأميركية، رفقة زعيم حركة كتائب سيد الشهداء أبوآلاء الولائي وزعيم حركة النجباء أكرم الكعبي.
وليس صدفة أن هذه الشخصيات الأربع عملت سنوات عدة تحت إمرة سليماني وإلى جانب المهندس سواء في سوريا أو العراق أو حتى اليمن، إذ يمثل هذا السداسي حجر الزاوية فيما تسمّيه إيران مشروع المقاومة الإسلامية.
وإذا كان تأثير شخصيات رئيسية في المحور الإيراني كزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله ينحصر في نطاق إدارة نزاع داخلي أو مع دولة جارة، فإن شخصيات مثل قيس الخزعلي وأكرم الكعبي خطط لها أن تلعب أدوارا واسعة في سوريا واليمن فضلا عن العراق.
ولدى الخزعلي والكعبي أتباع في كل من سوريا واليمن، يقاتلون إلى جانب جيش النظام وقوات حزب الله اللبناني في الأولى وإلى جانب الحوثيين في الثانية.
ومعظم هذه الشخصيات موجود على إحدى لوائح العقوبات أو المراقبة أو منع السفر الأميركية، ما يعني أنها تحت المجهر منذ زمن.
ويعتقد مراقبون أن بنية التنظيمات الشيعية المسلحة، القائمة على الكاريزما الشخصية وعقد الاتصالات، تمنح القادة أهمية كبيرة، على غرار ما يتحلّى به المهندس في أوساط الفصائل المسلحة الموالية لإيران، لذلك فإن الحشد الشعبي ربما لا يحتمل غياب شخصية أخرى بوزنه، مثل الخزعلي أو الكعبي.
لكن طبيعة تنفيذ الغارة الأميركية التي أودت بحياة سليماني والمهندس تؤكد بما لا يقبل الشك أن الولايات المتحدة قادرة على الوصول إلى أيّ هدف تحدده، ما يجعل عمليات التمويه والاختباء مصدرا لاستهلاك الوقت ليس إلاّ، من دون أن يترتب عليها أيّ أثر استراتيجي.
ولعل ما يعزز التأثير الكبير الذي تركته الغارة الأميركية قرب مطار بغداد هو أنها لم تكتف بقتل الشخص الأول في الحرس الثوري الإيراني والشخص الثاني في قوات الحشد الشعبي العراقية، بل أودت أيضا بشخصيات من العيار الثقيل لم تجد وسائل الإعلام الوقت الكافي لتسليط الأضواء عليها.
وقالت مصادر استخبارية إن قائمة ضحايا الغارة الأميركية في بغداد، تضم فضلا عن سليماني والمهندس، كلاّ من سامر عبدالله، وهو صهر القيادي البارز في صفوف حزب الله اللبناني عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل في سوريا العام 2015، وزوج ابنة سليماني، وهو مدير مكتبه وكاتم سرّه، ومحمد رضا الجابري مدير تشريفات الحشد في مطار بغداد الدولي، مع ثلاثة مرافقين أمنيين.
ووفقا للمعلومات، فإن الجيش الأميركي يتابع تحركات سليماني منذ 48 ساعة، وقد اختار موقعا وتوقيتا يضمنان عدم تعريض المدنيين للأخطار في حال مهاجمته.
ووصل سليماني إلى بغداد قادما من سوريا على إحدى طائرات خطوط “أجنحة الشام” ليجد المهندس بانتظاره في المطار، إذ استقلا سيارة واحدة ترافقها أخرى، وقبيل مغادرة السور الخارجي للمطار انهمرت سلسلة صواريخ وأصابت السيارتين بشكل مباشر.
وتقول المصادر إن الصواريخ أصابت أول مرة السيارة التي يستقلها المهندس وسليماني معا، قبل أن تصيب سيارة المواكبة الثانية، مشيرة إلى أن سليماني قتل فور انفجار الصاروخ في السيارة التي يستقلها، بينما فارق المهندس الحياة بعده بقليل.