الخرطوم تضغط على واشنطن من بوابة التطبيع لتمرير "السلام القانوني"

الخرطوم – يواجه اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل خطر الانهيار ما لم تحظ الخرطوم بالحصانة من الدعاوى الموجهة ضدها في تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية مايك بومبيو الاثنين أن بلاده لن تمضي في تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم يوافق الكونغرس في نهاية الشهر الجاري على القانون الذي يمنح السودان حصانة من الدعاوى القضائية التي تقدمها عائلات ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
ونقلت الصحيفة عن شخص قالت إنه مطلع على المحادثة الهاتفية أن “بومبيو طمأن البرهان بأن خطة الحصانة ستتم الموافقة عليها في الأسابيع المقبلة”.
وقالت إن الكونغرس وصل إلى طريق مسدود بشأن قانون الحصانة، الذي سيمنع ضحايا الهجمات الإرهابية السابقة من السعي للحصول على تعويضات جديدة من السودان.
وكانت الحكومة السودانية دفعت في أكتوبر الماضي 335 مليون دولار تعويضات لـ"ضحايا الإرهاب من الأميركيين" وهو من ضمن الشروط التي فرضتها إدارة ترامب لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصدر مطلع أن بومبيو طمأن البرهان بأنه ستتم الموافقة على التشريع المعروف باسم “السلام القانوني” في الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال مسؤول في مجلس الشيوخ الأميركي (لم تذكر الصحيفة اسمه) إنه إذا تم التوصل إلى تسوية سريعا، فيمكن إدراجها في مشروع قانون كبير للإنفاق العسكري من المتوقع أن يوافق عليه الكونغرس خلال الأسبوعين المقبلين.
ووفقا للصحيفة، فإن إدارة ترامب تخطط فعلا لعقد حفل توقيع رسمي للاتفاق بين السودان وإسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر بالبيت الأبيض.
وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، قال في لقاء تلفزيوني أكتوبر الماضي إنه "لا يمكن الحديث عن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بمعزل عن التطبيع".
وشعر السودان بالارتياح لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عندما أكدت الولايات المتحدة أنها سترفع اسم الخرطوم من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، وهو التصنيف الذي منع التمويل الدولي وتخفيف الديون.
وأكد رئيس مجلس السيادة أن بلاده لم تتعرض لابتزاز من الولايات المتحدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وأعلنت الخرطوم في أكتوبر الماضي تطبيع العلاقات مع إسرائيل في اتفاق وصفته بـ”التاريخي”، وإثر ذلك أرسلت إسرائيل أول وفد لها إلى السودان في نوفمبر الماضي.
وعقب الاتفاق، أعلنت قوى سياسية سودانية رفضها القاطع للتطبيع، من بينها حزب الأمة القومي، وهو ضمن الائتلاف الحاكم، والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري.
وانضم السودان في تطبيع علاقاته مع إسرائيل إلى كل من الإمارات والبحرين (2020) والأردن (1994) ومصر (1979).
ويحمل تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والسودان رمزية كبيرة. فعقب حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة إضافة إلى سيناء والجولان، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالخرطوم حيث تبنوا قرارا يعرف باسم "اللاءات الثلاث"، وهي لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع الدولة العبرية.