الخدمات قوة دافعة لنشاط أبل في وجه تباطؤ المبيعات

عملاق وادي السيلكون ينجح في تخطي سامسونغ على صعيد مبيعات الهواتف الذكية.
السبت 2024/05/04
مستقبل مشرق ينتظر العلامة

نيويورك - شكّلت خدمات أبل قوة دفع رئيسية لنتائجها الفصلية، في ظل انتظار المتابعين خطواتها على صعيد الذكاء الاصطناعي، فيما شهدت الشركة العملاقة انخفاضا في مبيعاتها أجهزة آيفون وآيباد وإكسسواراتها في بداية 2024.

وحقق عملاق وادي السيلكون بين يناير ومارس الماضيين، مبيعات بقيمة 90.75 مليار دولار، مع أرباح صافية بلغت 23.6 مليار دولار، في انخفاض ربعي هو الثاني لأبل خلال عام واحد، لكن النتائج أتت أقل سوءا مما كانت تخشى السوق.

وفي ظل غياب النتائج المبهرة المعتادة لعلامة أبل التجارية، أبدى المستثمرون ارتياحا لإعلان نتائج أعمال الربع الثاني من سنتها المالية التي تنطلق مطلع أكتوبر الخميس عن برنامج غير مسبوق لإعادة شراء الأسهم بقيمة 110 مليارات دولار.

جاكوب بورن: العوائد تأثرت بانخفاض الطلب على آيفون في الصين
جاكوب بورن: العوائد تأثرت بانخفاض الطلب على آيفون في الصين

وولدت مبيعات منتجها الرائد آيفون، إيرادات تقل عن 46 مليار دولار خلال الربع الثاني من عامها المالي المتعثر، بانخفاض 10 في المئة على أساس سنوي.

وأشار المحلل لدى إي ماركتر جاكوب بورن في تصريح لوكالة فرانس برس إلى أن انخفاض الطلب على آيفون في الصين أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات.

وكانت أبل قد نجحت في تخطي سامسونغ في عام 2023 على صعيد مبيعات الهواتف الذكية، لكن الشركة الأميركية تراجعت مجدداً عن الصدارة أمام العملاق الكوري الجنوبي في الربع الأول من عام 2024، بحسب شركة الأبحاث المتخصصة أي.دي.سي.

في المقابل، سجلت العلامتان التجاريتان الصينيتان شاومي وترانسيون نموا قويا، في سياق الانتعاش في هذه السوق.

وشدد رئيس أبل تيم كوك خلال مؤتمر مع المحللين على أن مقارنة الأرقام الجديدة مع تلك المسجلة أوائل عام 2023 غير مواتية، إذ أن تلك الفترة سجلت مبيعات كبيرة للهواتف الذكية بعد حل مشكلات في سلسلة التوريد.

وأكد أن مبيعات آيفون “تواصل نموها في أسواق معينة، بما في ذلك الصين”. وقال “بحسب (بيانات شركة) كانتار، فإن الهاتفين الذكيين الأكثر مبيعا في المدن الصينية خلال الربع الماضي هما آيفون 15 وآي 15 برو ماكس”.

ومن ناحية أخرى، رحب تيم كوك بـ”الرقم القياسي التاريخي” للخدمات، التي تشمل متجر التطبيقات آب ستور، ومنصات بث الموسيقى والفيديو أبل تي.في+، فضلا عن خدمات تخزين البيانات عن بعد كلاود.

وحقق هذا النشاط حجم مبيعات يقارب 24 مليار دولار، وبات يمثل أكثر من 26 في المئة من إيرادات الشركة.

وقال المحلل في شركة فورستر توماس هوسون “على المدى الطويل، أعتقد أن تطور شركة أبل نحو نموذج أعمال قائم على الخدمات يمثل مقاربة صلبة لتعويض اعتمادها على مبيعات آيفون”.

وأضاف “من وجهة نظر تجارية، من الواضح أنه لا المنتجات الجديدة التي جرى إطلاقها في الربع الأول (مثل خوذة فيجن برو وجهاز ماك بوك أير الجديد) ولا التحديث المتوقع لنطاقات الأجهزة الأخرى مثل الأجهزة اللوحية وأقلام الكتابة سيكون له تأثير على نتائج الشركة في المستقبل القريب.

على عكس شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى، التي أعلنت عن منتجات وخدمات مساعدة جديدة بالذكاء الاصطناعي، لا تزال إستراتيجية أبل في هذا المجال غامضة

ومثل منافسيها الكبار، على رأسهم غوغل ومايكروسوفت، تلقت أبل أسئلة كثيرة من المحللين حول إستراتيجيتها في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

لكن على عكس شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى، التي أعلنت عن منتجات وخدمات مساعدة جديدة بالذكاء الاصطناعي، لا تزال إستراتيجية أبل في هذا المجال غامضة، بانتظار إعلانات محتملة في مؤتمر المطورين المقبل في يونيو.

وقال كوك “لا أريد استباق إعلاناتنا. أود فقط أن أقول إننا نعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة مهمة جداً لمعظم أجهزتنا. ونعتقد أن لدينا مزايا تميزنا في هذا المجال”.

ورجّح المحلل في شركة فوريستر ديبانجان تشاترجي أن يتلاشى تصميم أبل على الابتعاد عن ضجيج الذكاء الاصطناعي، لأن الشركة بدأت تواجه عزلة.

وأجرت أبل بداية العام الجاري عمليات صرف عمّال، كما واجهت ملاحقات قانونية وأثارت الجدل في مواضيع عدة، فقد طردت الشركة أكثر من 600 شخص في كاليفورنيا في نهاية مارس الماضي، في إطار خطة اجتماعية لا يزال نطاقها الكامل غير معروف.

وفي مارس أيضا، رفعت الحكومة الأميركية دعوى قضائية ضد أبل بسبب ممارسات احتكارية مرتبطة بهواتف آيفون وقيود تفرضها المجموعة على مطوري التطبيقات.

11