"الخدامة".. أغنية مهينة أقحِم فيها الأطفال

قناة "كراميش" الأردنية تُثير موجة من الانتقادات بسبب ترويجها لمفاهيم عنصرية ومخالفة لمبادئ حقوق الإنسان.
الجمعة 2020/11/20
تشويه وعي الأطفال 

عمان - تطورت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد قناة “كراميش” الأردنية للأطفال حدّ المطالبة بإغلاقها.

وكانت القناة نشرت عبر حسابها على يوتيوب أغنية مهينة لعاملات في الخدمة المنزلية، أثارت موجة من الغضب والانتقادات حول خطوة تقديم هذا النوع من المحتوى، وترويج مفاهيم عنصرية ومخالفة لمبادئ حقوق الإنسان، لاسيما أنها تضمنت مشاهد لأشخاص قصيري القامة، انتقدها البعض كونها أتت في سياق “غير سليم”.

وظهرت في مقطع الفيديو طفلة ممتعضة من أداء العاملة، ورائحتها وتصرفاتها، قائلة “عندنا خدامة كل يوم تعمل موال مرة مو حابة اشتغل مرة جيبولي جوال”. ولم تقتصر القناة على ذلك، بل ظهر أربعة أشخاص قصار القامة، وهم يجلسون خلف الطفلة، بطريقة وصفها البعض بـ”الساخرة” و”المهينة”.

وتؤدي دور العاملة المنزلية في فيديو الأغنية طفلة أخرى ترتدي الحجاب تحاول الهرب باستمرار من المنزل الذي تعمل فيه، متوسلة الحصول على أموال لعلاج ابنتها المريضة والسماح لها بالبقاء وعدم “تسفيرها”، قائلة “أنا ياخد تيكت عشان يسافر خليج بس أنا ما يبي يشتغل أنا أبي هروب، بابا أنا يبي فلوس بنتي مريضة متعوس، يشتغل أنا ليل نهار لازم يحول دولار”.

بدورها، أعربت القناة عن اعتذارها ولكنها بررت فعلتها بأنّها “قناة تستهدف الفئة العمرية التي تتجاوز سن الثالثة عشرة، وهي موجهة للكبار وليس للأطفال فقط”، مضيفة أنّ “الممثلين قصار القامة مشهورون في الأردن، والأغنية تتحدث عن فئة معينة من المجتمع تعامل الخدم بهذه الطريقة”، مضيفة أن نسبة هروب الخدم حسب الإحصائيات التي لم تسمها “كبيرة جدا”.

وكتبت القناة على حسابها على إنستغرام:

توضيح صادر من القناة عبر صفحتها على إنستغرام
توضيح صادر من القناة عبر صفحتها على إنستغرام

Karameesh tv

(…) قمنا بإيقاف الكليب فورا عندما أدركنا هذا من خلال أراء المشاهدين مع أن الكليب تم بثه منذ شهر تقريبا ولم تأت الردود إلا متأخرة. أما بالنسبة لمحتوى كراميش فالقناة تبث منذ إحدى عشرة سنة وتعلم جميع الفئات وأن نسبة الخطأ ضئيلة ولله الحمد وتخصصنا كثيرا في مجال حقوق الإنسان.

كما أكّد مدير القناة وسيم عواد، في فيديو نشر عبر حساب القناة نفسه، أنّ “العمل فيه مشاكل، ولكن نحن كقناة نحاكي الأمور التي تحصل في المجتمع”، معتبرا أنّ هناك حربا ضد القناة، وإغفالا عن “الأناشيد التي نبثها”.

وأثار رد القناة موجة من الردود العنيفة والانتقادات على موقع تويتر. وطالب مغردون بإغلاق القناة.

وكتب صحافي:

k7ybnd99@

أنا بلغت إدارة يوتيوب.. إذا أردتم التبليغ فهذا الخيار المناسب هذه القناة يجب مسحها من كل منزل يخاف على مستقبل أطفاله.

وقال حساب “نسويات فلسطينيات”:

FeministsPS@

لا أستطيع التصور أن هناك فريقا كاملا عمل على إنتاج أغنية كهذه مليئة بالعنصرية المقيتة وانتهاكات حقوق الإنسان والنساء العاملات لعرضها.

كما أشار بعض المستخدمين إلى خطر تقديم مادة بهذه المفاهيم التي تحضّ على الكراهية والعنصرية، عبر قناة مخصصة للأطفال.

وكتب مغرد:

omar_alajlouni@

هذه القناة التي تشوه وعي الأطفال يجب أن تحاسب على القيم الفاسدة التي تزرعها في عقولهم، مثل هذه الأغنية المليئة بقلة الاحترام والعنصرية والتحريض ضد العاملات المنزليات. وهي موضة تسليع الأطفال والتكسب من وراهم خالصة.

وقالت ناشطة:

BaghdadiGhazal@

لا يمكن السكوت عن هذه المهزلة لمجرد حذفها! الموضوع يحتاج موقفا قويا بإلغاء متابعة هذه البشاعة بشكل نهائي!

واعتبرت صحافية:

bataleh@

انتبهوا #إغلاق_كراميش كمحتوى سيئ ومسيء هو ما يجب أن نعمل عليه وليس فقط حذف الفيديو.

وتؤكد مغردة:

hudasawalha@

قنوات الأطفال ربحيّة من الدرجة الأولى، لا تنتظروا محتوى هادفا تربويا تعليميا سليما 100 في المئة من قنوات شغلها الشاغل المنافسة على نسب المشاهدات لا المحتوى حتى وصل الأمر إلى إهانة الآخر، على الرغم من أن نسب المشاهدات دليل على إهمال الأهل لوقت الطفل لا على نجاح القناة! #كراميش_تهين_العاملات.

19