الحياة المثالية للمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي تشعر الزوجات بالإحباط

الرحلات الرومانسية والملابس الأنيقة على الدوام تضع النساء في مقارنة مستمرة مع وضعياتهن.
الاثنين 2022/02/28
سحر مواقع التواصل الاجتماعي لا يقاوم

تتابع النساء عن كثب ما تحمله السوشيال ميديا من تطورات وخصوصا ما يتعلق بحياة المشاهير والمؤثرين، لكن هذه المتابعة قد تصيب النساء بالإحباط إذا قارنّ حياتهن العادية بالحياة المثالية للمشاهير، رغم أن حياة المشاهير ليست مثالية كما يعتقدن.

تونس ـ رغم أن حياتهم ليست مثالية كما يعتقد متابعوهم، إلا أن حياة المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا إنستغرام تشعر الزوجات بالإحباط.

وقالت منية الورفلي أربعينية تعمل بالقطاع الخاص “أتابع بعض النساء المتزوجات في سني ونفس وضعي على إنستغرام وأرى أن حياتهن دائما مثالية: أطفالهن لا يمرضون، لا تأتيهن حالات تكون فيها شعورهن غير مصففة ولا يطبخن ولا ينظفن المنزل”.

وتساءلت “لماذا حياتهن هكذا مثالية جدا؟ متى يجدن الوقت؟”. وقالت الورفلي لـ”العرب” “أنا أنهض منذ الصباح الباكر وأعاني من نقص النوم وأشتغل خارج البيت وداخله ولا أجد لنفسي ولو خمس دقائق”.

وأضافت “أشعر بضغط شديد عندما أفتح هذا الإنستغرام بضعة دقائق.. أندم وأكتئب، أجدهن في رحلات ورومانسية مع أزواجهن، ملابسهن أنيقة دائما، شعورهن مصففة ويستعلمن أرقى أنواع الماكياج”.

ولفتت إلى أنها دائما ما سعت لتقليدهن ولكنها لم تفلح ما ولد لديها شعورا بالضغط. وقالت حياة الشعباني، ثلاثينية، ربة بيت، إنها تشعر بالغيرة منهن خصوصا إذا كن محل متابعة من طرف زوجها.

حياة المشاهير ليست مثالية كما تتخيلها النساء، فهم يعيشون في ضغط نفسي ويفكرون دائما في كيفية الظهور أمام الناس

وأشارت الشعباني إلى أن ظاهرة ما يعرف بالمؤثرات أثرت على حياتها الزوجية وخلقت في كثير من الأحيان مشاكل بينها وبين زوجها، خصوصا وأنها لا تعمل، ما يعني أن لديها كثيرا من الوقت لتصبح مثلهن.

وأكدت الشعباني لـ”العرب” أن حياة المشاهير مغرية بالمتابعة وبالتقليد أيضا وهو ما جعلها تطلب من زوجها أن يأخذها في رحلات وأن يكون رومنسيا معها وأن يمكنها من المال حتى تشتري ملابس فاخرة ومواد تجميل من ماركات معروفة.

وقالت الدكتورة سناء مصطفى عبده المدرّبة الدولية في مجال الإدارة والأخصائية في تطوير الذات والتنمية البشرية إن الزوجات لا يحتجن عادة إلى متابعة المواقع الافتراضية التي ليست حقيقية في معظمها ولا لمتابعة هؤلاء النسوة، فقط يجب عليهن إضفاء بعض التغيير في حياتهن حتى لا يشعرن بالملل والاكتئاب.

وأضافت أنهن يحتجن لتنظيم أعمالهن وإعطاء كل أمر وقته وإعادة تربية أولادهن وتحميلهن مسؤولية ليساعدوهن حتى ولو كانوا صغارا.

وينصح مستشارو العلاقات الأسرية الزوجات بأن يهتممن بأنفسهن أولا وذلك بالاهتمام بنومهن وصحتهن وتغذيتهن، وبدلا من صرف دقائق عليهن ثم ينقهرن من الأولى أن يهتممن بأزواجهن، ويطلبن منهم مساعدتهن ويقمن بترتيب أعمالهن لينتهين من المهم والعاجل ثم يذهبن لما بعده على القائمة.

ويجب أن تنقطع الزوجات عن هذه المتابعات التي تدمرهن ثم يبدأن بترتيب أمورهن ومعرفة حاجتهن، وفق المستشارين.

Thumbnail

ويشير خبراء علم النفس إلى أن حياة المشاهير ليست مثالية كما تتخيلها النساء، فهم يعيشون في ضغط نفسي طوال الوقت ويفكرون دائما في كيفية الظهور أمام الناس. وقالوا إنه لا بد أن يظهروا بمظهر الحياة المثالية، في حين أن أغلب قصصهم تنتهي بالطلاق والانتحار والتهميش.

وأضافوا أنه ليست هناك حياة مثالية، وليست هناك حياة خالية من الهموم ومن المشاكل ومن الأمراض والأوجاع.. وأن هؤلاء المشاهير الذين تتابعهم النساء ذلك هو مصدر رزقهم، أن يظهروا بمظهر مثالي ليكسبوا متابعين أمثالهن يتحسرن، ولكن من ناحية أخرى، هم يدخلون في ضغط نفسي رهيب حتى تحميل فيديو أو صورة.

وينصح علماء النفس الزوجات بإخراج وهم المثالية من رؤوسهن، فليست هناك حياة مثالية وكاملة، مشيرين إلى أن “في الدنيا الكل يمرض ويحزن ويصيبه الهم والغم، وهذه الأمور كلها تمر على كل إنسان دون استثناء”.

ونشرت النجمة الهندية سونام كابور صورة لها عبر الإنستغرام تحمل رسالة لمتابعيها تضمن معناها أن نجمات السينما لسن في الحقيقة مثلما يظهرن أمام الكاميرات والأضواء.

وقالت “يجب أن تدركي أن لا أحد يستيقظ هكذا، قبل الظهور الإعلامي أحتاج لـ90 دقيقة للمكياج فقط، وهناك من 3 إلى 6 أشخاص يعملون على شعري ومكياجي وتقليم أظافري ووضع خافي العيوب في أماكن متفرقة من جسمي لكي أبدو بذلك المنظر”.

وأضافت أن الأمر يحتاج إلى كمية كبيرة من المال وجيش من فريق العمل والكثير من الوقت والمجهود لتبدو نجمة السينما بهذا الشكل، والأمر ليس حقيقيا وغير ملهم على الإطلاق، حيث أن الإلهام الحقيقي يكمن في الثقة بالنفس والشعور الداخلي بالسعادة دون الحاجة لأن تبدي بشكل معين وفي قالب معين، فالحقيقة تخفيها الصور.

وفي دراسة أجرتها حملة “حافظوا على الحياة الحقيقية” بالولايات المتحدة على عينة من الفتيات المراهقات، وجد أن 90 في المئة من عينة الدراسة يتبعن حمية غذائية ما بين المتوسطة والشديدة للحصول على جسد مثالي، وأشارت الدراسة إلى أن 80 في المئة من العينة يشعرن بعدم الرضا عن المظهر الخارجي ما بين زيادة الوزن وعيوب البشرة.

فيسبوك وتويتر من أهم وسائل التواصل بين الشباب عبر الإنترنت وبلغت نسبة مستخدميهما 76.8 في المئة  لنفس الفئة العمرية،
فيسبوك وتويتر من أهم وسائل التواصل بين الشباب عبر الإنترنت وبلغت نسبة مستخدميهما 76.8 في المئة  لنفس الفئة العمرية،

وأكدت الدراسة أن الإفراط في استخدام مواقع السوشيال ميديا التي تبث صورة غير واقعية وحقيقية عن الحياة يؤدي إلى تعرض الأشخاص للاكتئاب والقلق المستمر، وذلك يدفع المراهقين والشباب إلى اتباع سلوكيات قد تضر بالصحة العامة لهم من أجل البحث عن المظهر المثالي.

وذكرت الدراسة أن البعض يلجأ إلى الإفراط في ممارسة الرياضة، أو تناول بعض العقاقير غير الآمنة لإنقاص الوزن أو التي تقضي على عيوب البشرة ولكنها تأتي بنتيجة معاكسة، ويفسر ذلك أيضا إقبال الكثير من الجنسين على إجراء عمليات تجميلية ليحصلوا على شكل وهيئة معينة، وتكون الكارثة عندما تفشل إحدى العمليات وتترك وصمة.

وتشير كانديس بيرجن في كتابها “الرومانسية الجميلة” إلى أن صديقاتها الراشدات يتقيأن ليحافظن على نحافتهن لأنهن غير قادرات على مقاومة لذة الطعام، وفي نفس الوقت يرغبن في الحصول على جسد مثالي مثل الكثير من نجمات السينما والمشاهير، وتستنكر الكاتبة زرع نفس الثقافة في نفوس أبنائهن المراهقين وبالتالي يعززن لديهم عدم الثقة في النفس سعيا وراء أكذوبة المظهر المثالي.

ويعد فيسبوك وتويتر من أهم وسائل التواصل بين الشباب عبر الإنترنت وبلغت نسبة مستخدميهما 76.8 في المئة  لنفس الفئة العمرية، وسجلت الإحصاءات 96.7 في المئة من الشباب في الفئة العمرية 18 – 29 سنة يستخدمون الهاتف النقال للاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي.

17