الحوثيون يهددون باستئناف التصعيد العسكري إذا لم تدخل المساعدات لغزة

الجماعة المدعومة إيرانيا تمهل إسرائيل أربعة أيام وذلك في تصعيد للرد على القرار الأميركي بتصنيفها منظمة إرهابية وفرض عقوبات على عدد من كبار قادتها.
السبت 2025/03/08
الزج بغزة للتغطية على جرائم الجماعة في الداخل

صنعاء - هدد زعيم حركة الحوثي في اليمن عبدالملك الحوثي الجمعة باستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل إذا استمرت بعد أربعة أيام في منع دخول المساعدات إلى غزة وغلق المعابر، وذلك في تصعيد جديد للرد على القرار الأميركي بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية وفرض عقوبات على عدد من كبار قادتها.

وشنت الحركة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

وخلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقا أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وأضاف الحوثي "سنعطي مهلة أربعة أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأربعة الايام في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الاسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار".

وفي الثاني من مارس، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت حماس الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل. ورحبت حماس بإعلان الحوثي الجمعة.

وقالت الحركة في بيان "هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتدادا لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهرا من حرب الإبادة في قطاع غزة".

وهدد الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، في فبراير باتخاذ إجراء عسكري إذا حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل تهجير الفلسطينيين من غزة بالقوة.

ويرى مراقبون أن الوعيد الحوثي باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر بذريعة دعم سكان غزة ومواجهة إسرائيل، يأتي كرد على دخول قرار الإدارة الأميركية بتصنيف الجماعة المدعومة إيرانيا كمنظمة إرهابية حيز التنفيذ وفرض عقوبات على عدد من كبار قادتها، لتقويض قدرة الجماعة على الحصول على الأسلحة وتمويل عملياتهم العسكرية.

وأكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، في لقاء نظمته وزارة الأوقاف اليمنية لخطباء ودعاة الساحل الغربي اليمني، أن "مزاعم الحوثيين حول نصرة غزة تعد مجرد شعارات للهروب من الضغط الشعبي والتغرير بالناس للزج بهم في الجبهات".

وأشار إلى أن قضية غزة باتت غطاء للحوثيين لقمع المدنيين في مناطق سيطرتهم بما في ذلك قمع المطالبين بمرتباتهم المنقطعة منذ سنوات.

وسخر صالح من تأثير مئات الصواريخ والطائرة مسيرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل، لافتا إلى أنه رغم العدد الكبير لم تصيب أحدا.

وفي السياق، حذر صالح اليمنيين من "المزايدة" الحوثية باسم العقوبات المفروض عليها مؤخرا، قائلا إنها "فرضت ليست بسبب نصرة غزة، كما تزعم الميليشيات، وإنما إثر تغير الموقف الدولي".

وأوضح أن جماعة الحوثي "دأبت على تزييف وتحريف الحقائق لجعلها تتماشى مع إدعاءاتها الباطلة"، وقال "نحن لا نعتمد على العقوبات"

ويتوقع أن يؤدي استئناف العمليات الحوثية إلى تعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي.

ومن المرجح أن يثير هذا التهديد ردود فعل دولية قوية، خاصة من الدول التي تعتمد على الملاحة في البحر الأحمر، كما يعتقد أن الحوثيين سيواجهون ردودا أميركية قوية هذه المرة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة حيث تعهد بحماية المصالح الأميركية حول العالم بما في ذلك الممرات المائية وهدد بمواجهة القوى المعادية لبلاده.