الحوثيون يمعنون في تبديد مناخ التهدئة بالمزيد من التصعيد

صنعاء - جدّد المتمرّدون الحوثيون استهدافهم للأراضي السعودية، وذلك في مظهر على جنوحهم للتصعيد مسايرة للأجندة الإيرانية وبمعزل عن مناخ التهدئة الذي تحاول قوى إقليمية ودولية إشاعته سعيا لإطلاق عملية سلام تخرج اليمن من الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ أكثر من سبع سنوات.
وتقوم الأجندة الإيرانية على استدامة التوتر في اليمن كوسيلة للضغط على الخصوم الإقليميين لطهران.
وأعلنت السلطات السعودية الأربعاء سقوط خمس مقذوفات عسكرية أطلقها الحوثيون باتجاه قرية في منطقة جازان جنوب غربي المملكة، دون وقوع إصابات. وجاء ذلك في بيان صادر عن الدفاع المدني السعودي في منطقة جازان.
ونقل البيان عن المتحدث الإعلامي للدفاع المدني مهند زيلعي قوله إنّ “خمس مقذوفات عسكرية حوثية أطلقت من الأراضي اليمنية سقطت تجاه قرية حدودية في منطقة جازان”.
وأضاف أنه “لم يتم تسجيل أي إصابات جراء المقذوفات؛ فيما تم تنفيذ الإجراءات المعتمدة لمثل هذه الحالات”.
وكثف الحوثيون، مؤخرا، من إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدميرها.
الأجندة الإيرانية تقوم على استدامة التوتر في اليمن كوسيلة للضغط على الخصوم الإقليميين لطهران
ويشهد اليمن حربا أطلقها الحوثيون بغزوهم العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من اليمن بدءا من سبتمبر 2014 وأودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وبحسب متابعين للشأن اليمني، فإنّ التصعيد الحوثي يأتي استشعارا لرخاوة الموقف الأممي والدولي وتحديدا الأميركي تجاههم، حيث يواصلون تشدّدهم إزاء دعوات التهدئة ويقابلونها بالتمادي في هجومهم على محافظة مأرب الإستراتيجية ومواصلة استهدافهم للأراضي السعودية والتحرّش بالملاحة الدولية التي تمثّل المياه اليمنية شريانا حيويا لها.
وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن قبل أيام عن إحباط هجوم وشيك بزورق مفخخ كان المتمرّدون المدعومون من إيران يستعدون لتنفيذه جنوبي البحر الأحمر.
وأعقبت محاولةُ الهجوم إعلانَ الولايات المتّحدة قبل أيّام عن فرضها عقوبات على قائدين عسكريين حوثيين مشاركيْن في الهجوم المتواصل على محافظة مأرب الغنية بالغاز الطبيعي، وذلك في مظهر على تحوّل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من التساهل إزاء الحوثيين إلى الصرامة بعد فشلها في إقناعهم بالاستجابة لجهود البحث عن حلّ سلمي للحرب في اليمن.
لكنّ تلك الصرامة بدت شكلية إلى حدّ بعيد حيث أن فرض عقوبات فردية على عدد محدود من المسؤولين الحوثيين من قبيل تجميد الأرصدة والمنع من دخول التراب الأميركي لا يُلحق بهؤلاء المسؤولين أي أضرار ملموسة ولا يسلّط عليهم أي ضغوط من شأنها أن تقيّد حركتهم وتجبرهم على تغيير سلوكهم أو تضطرّ جماعتهم للعدول عن سياساتها.
وتحدّى محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا للجماعة العقوبات التي فرضتها واشنطن الأسبوع الماضي على كل من رئيس الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين في مأرب محمد عبدالكريم والقيادي الحوثي البارز المشرف أيضا على الهجوم يوسف المداني، وهدد بتوسيع نطاق الهجمات التي تشنّها جماعته.
وقال الحوثي عبر تويتر “العقوبات لا تخيف المجاهدين”، مضيفا “إذا استمروا بحصارهم وعدوانهم فربما تُضرَب أماكن غير متوقعة لبعض دول العدوان”.
وانتقدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فرض مثل تلك العقوبات وقلّلت من جدواها. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إنّ “العقوبات الفردية التي تطال قيادات في ميليشيا الحوثي في إطار الضغوط عليها للامتثال لجهود التهدئة وإحلال السلام لم تؤثر على وتيرة عملياتها العسكرية في مأرب وأنشطتها الإرهابية التي تستهدف الأحياء السكنية ومخيمات النزوح، ودول الجوار وخطوط الملاحة الدولية”.
ودعا في تغريدات على تويتر “المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في أسلوب التعاطي مع ميليشيا الحوثي، وإعادة تصنيفها منظمة إرهابية كخطوة محورية لتجفيف منابعها المالية والحد من أنشطتها الإرهابية، ودفعها نحو الانخراط في جهود التهدئة وإحلال السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين”.