الحوثيون يلوحون باستهداف المهمة الأوروبية بالبحر الأحمر

صنعاء – وجه المتمردون الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، تهديدات بالرد على ما وصفوه بأي "حماقة" أوروبية لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وذلك في أول تعليق على إعلان الاتحاد الأوروبي، الاثنين، انطلاق عمليات مهمة بحرية أوروبية تحمل اسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويأتي إطلاق المهمة الأوروبية للمساعدة في حماية الملاحة الدولية البحر الأحمر، على وقع استمرار هجمات الحوثيين على سفن الشحن، وذلك بعد شهرين من إنشاء واشنطن تحالفًا بحريا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي "نقول للأوروبيين لا تلعبوا بالنار ولستم بحاجة لمساندة الولايات المتحدة لحماية الكيان المحتل (يقصد السفن الإسرائيلية) وخذوا العبرة من بريطانيا"، في إشارة إلى استهداف الجماعة عددا من السفن البريطانية التي تقدم دعما لنظيرتها الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأضاف عبر منصة إكس "أي حماقة ترتكبونها سوف تجنون بها على سفنكم وملاحتكم.. وقد أعذر من أنذر".
وتابع مخاطبا الاتحاد الأوروبي "تواجدكم يزيد من عسكرة البحر الأحمر ويستهدف الملاحة الدولية ويؤثر على سلاسل الإمدادات الغذائية لمتاجر بلدانكم" دون مزيد من التفاصيل.
وكانت شركة "أمبري" البريطانية أشارت الاثنين إلى تعرّض "سفينة شحن ترفع علم بليز، مسجلة في المملكة المتحدة وتشغّلها جهة لبنانية لهجوم" في مضيق باب المندب أثناء إبحارها "شمالًا من خورفكان في الإمارات إلى فارنا في بلغاريا".
وكذلك أفادت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية التي تديرها القوات البحرية الملكية أن "سفينة أبلغت عن انفجار على مسافة قريبة منها ما أدى إلى أضرار" على بُعد "35 ميلًا بحريًا نحو جنوب المخا في اليمن".
وأضافت في وقت لاحق، أن "سلطات عسكرية أبلغت أن الطاقم غادر السفينة" مشيرةً إلى أن " السفينة راسية والطاقم بخير"، بدون ذكر المزيد من التفاصيل عن مكان تواجدهم.
وعلى صعيد آخر، بثت الجماعة اليمنية في وقت متأخر الاثنين، مشاهد قالت إنها لإسقاط طائرة أميركية مسيرة من طراز "MQ9" ثمنها 30 مليون دولار، بعد استهدافها بصاروخ في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأظهرت المشاهد "رصد الطائرة الأميركية ولحظة استهدافها بصاروخ أرض ـ جو محلي الصنع بشكل مباشر في سماء محافظة الحديدة"، حسبما نقلت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين.
وأبرزت المشاهد "احتراق الطائرة بعد استهدافها وسقوطها وحطامها على الأرض".
وحسب الوكالة فإن المسيرة التي تم إسقاطها "من بين أحدث الطائرات الأميركية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة، وتبلغ قيمة الطائرة مع غرفة التحكم والصواريخ والأجهزة الأخرى 30 مليون دولار".
ولم يصدر تأكيد أو نفي من قبل الولايات المتحدة بشأن إعلان الحوثيين إسقاط تلك الطائرة المسيرة.
والاثنين، أعلن المتمرّدون اليمنيون أنهم أسقطوا طائرة أميركية في الحُديدة في غرب اليمن، وقالوا في بيان "إسقاط طائرة أميركية من طراز (MQ9) بصاروخ مناسب، في محافظة الحديدة، أثناء قيامها بمهام عدائية ضد اليمن لصالح إسرائيل".
ومنذ 19 نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
وفي محاولة ردعهم وحماية الملاحة البحرية، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد.
وقالت القيادة المركزية العسكرية الأميركية (سنتكوم) في بيان إن الضربات شملت إحباط "أول استخدام ملحوظ من الحوثيين لمركبة تحت الماء غير مأهولة منذ بدء الهجمات" في أكتوبر. كما استهدفت زورقا مسيّرا، وكان استخدام زوارق مماثلة نادرا نسبيا.
وأضاف البيان أن الضربات الثلاث الأخرى استهدفت صواريخ كروز مضادة للسفن متابعا "حددت القيادة المركزية الأميركية صواريخ كروز المضادة للسفن، والسفينتين واحدة تحت الماء والأخرى السطحية غير المأهولتين، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة"، مشيرا الى أن الضربات هدفها "جعل المياه الدولية محمية وأكثر أمانا".
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".