الحوثيون يتقدمون نحو مأرب آخر معاقل الحكومة شمال اليمن

صنعاء - حقّق المتمردون الحوثيون في اليمن تقدما نحو مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر معاقل السلطة في الشمال، بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية أسفرت عن وقوع العشرات من القتلى من الجانبين.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا صغير حمود بن عزيز، إن معركة مأرب "تمثل الجبهة الأمامية لكل العرب ضد أطماع إيران التوسّعية في المنطقة".
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، شدّد الفريق بن عزيز خلال تفقده سير العمليات القتالية في جبهات المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، على أن "العمليات العسكرية مستمرة في مختلف جبهات القتال حتى دحر أذناب إيران من كل شبر في اليمن واستعادة الدولة اليمنية، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية. وأن المعركة تمثل الجبهة الأمامية لكل العرب ضد أطماع إيران التوسّعية في المنطقة".
ومنذ عام ونيّف يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على مدينة مأرب.
وبعد فترة تهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من فبراير هجومهم على القوات الحكومية. وقُتل المئات من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.
وأسفرت المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في مأرب عن 65 قتيلا على الأقل في الساعات الـ48 الأخيرة، بينما يواصل المتمردون تقدّمهم في هذه المحافظة الواقعة في شمال البلاد، وفق ما أفادت مصادر عسكرية حكومية الأحد.
ويسعى المتمردون إلى السيطرة على محافظة مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال، وباتوا حاليا، بحسب المصادر، على بعد أقل من ستة كيلومترات من مدينة مأرب مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، رغم الدعم الجوي من التحالف بقيادة السعودية الذي يساعد عسكريا القوات الحكومية.
وقال المسؤولون في القوات الموالية للحكومة إن المتمردين استكملوا السيطرة على الكسارة شمال غرب المدينة وانتقلت المعارك إلى أطراف منطقة الميل على بعد أقل من ستة كلم عن وسط مدينة مأرب.
وستشكّل خسارة مأرب، إن حصلت، ضربة قوية للحكومة اليمنية، وتعزّز موقف المتمردين المتحالفين مع إيران في أي مفاوضات مستقبلية، وقد تدفعهم إلى محاولة التقدم جنوبا.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ودفع الحوثيون بالمئات من المقاتلين خلال اليومين الماضيين لحسم المعركة. ورغم ضربات الطيران، إلا أن مقاتليهم "لا يتوقفون عن التدفق والقتال لتحقيق المزيد من التقدم"، بحسب أحد المصادر العسكرية.
ويتواصل هجوم المتمردين على مأرب رغم الدعوات من أجل التهدئة في البلد الذي تمزّقه الحرب منذ 2014، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى ودفعت نحو 80 في المئة من السكّان إلى الاعتماد على الإغاثة الإنسانية، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، وتسبّبت كذلك في نزوح نحو 3.3 مليون شخص وتركت بلدا بأسره على شفا المجاعة.
وفي مارس الماضي رفض الحوثيون دعوة السعودية إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، مطالبين برفع كامل للحظر الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية. وبدلا من ذلك، صعّدوا الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية نحو عمق المملكة التي توفر الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومة في معارك مأرب.