الحوثيون يتجاهلون التهديدات الأميركية بقصف سفينة بباب المندب

واشنطن – أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أنّ صاروخاً أطلقه المتمرّدون الحوثيون أصاب الإثنين ناقلة ترفع علم النرويج أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة، وذلك بعد يوم من تلويح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، باللجوء إلى الخيار العسكري لردع الجماعة المدعومة إيرانيا ومنعها من تهديد الملاحة البحرية.
وقال مسؤول أميركي لرويترز إن الهجوم على الناقلة ستريندا وقع على بعد حوالي 60 ميلا بحريا (111 كيلومترا) من شمال مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن في حوالي الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش. وقال مسؤول أميركي ثان إن ستريندا تحركت دون مساعدة في الساعات التي أعقبت الهجوم.
وقالت سنتكوم في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً)، إنّ السفينة ستريندا، وهي ناقلة مواد كيميائية، أصيبت أثناء مرورها في باب المندب بصاروخ مجنّح (كروز) مضادّ للسفن أُطلق من اليمن من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.
وأضافت أنّ السفينة أبلغت عن "وقوع أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها"، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا.
وبحسب البيان فقد لبّت المدمّرة "يو إس إس ميسون" التابعة للبحرية الأميركية نداء استغاثة أطلقته السفينة النروجية ومدّت لها يد العون.
وأكّدت سنتكوم في منشورها أنّه "لم تكن هناك وقت الهجوم سفن أميركية قرب المكان" الذي أصيبت فيه الناقلة بالصاروخ.
والناقلة "ستريندا" يبلغ طولها 144 متراً وبنيت في 2006 وكانت تبحر باتجاه قناة السويس حين أصابها الصاروخ.
وتعود ملكية السفينة لـ"موينكل كيميكال تانكرز إيه إس"، وهي شركة مقرّها الرئيسي في بيرغن في النرويج.
وقال مكتب التجارة البحري البريطاني في منشور على إكس في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء إنه تلقى تقريرا عن كيان يعلن نفسه على أنه البحرية اليمنية ويأمر سفينة بتغيير مسارها إلى ميناء يمني.
وقالت خدمة التتبع تانكر تراكرز على إكس إنها تشتبه في أن السفينة "ناقلة نفط محملة ومتجهة شمالا".
وتعرّف سفن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وحركة الحوثي التي تحاربها نفسها على أنها البحرية اليمنية.
وقال المكتب في وقت سابق من اليوم الثلاثاء إنه تلقى بلاغا عن نشوب حريق على سفينة بالقرب من مضيق باب المندب غرب ميناء المخا في اليمن. وأشارت التقارير إلى سلامة الطاقم، حسبما جاء في منشور على إكس.
وأعلن الحوثيون اليوم الثلاثاء مسؤويتهم عن قصف الناقلة التي تحمل علم النرويج، حيث قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون إن الجماعة استهدفت الناقلة بصاروخ بحري بعد أن رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية.
وأضاف أن الجماعة "نجحت خلال اليومين الماضيين في منع مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات القوات البحرية اليمنية ولم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية".
وجددت الجماعة التعهد بأنها ستواصل منع كافة السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية "حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".
وفي حديثه للصحافيين قبل ساعات من الهجوم الأخير، قال الجنرال باتريك رايدر، كبير المتحدثين باسم البنتاغون "نحن مستمرون في أخذ هذا الأمر على محمل الجد ونواصل التشاور مع الحلفاء والشركاء حول العالم بشأن تشكيل قوة عمل بحرية لمعالجة هذا الأمر".
ومضيق باب المندب ممر بحري يتم من خلاله شحن الكثير من النفط العالمي.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، عن أن واشنطن فرضت عقوبات على الحوثيين تستهدف أفراداً وكيانات في اليمن ودول أخرى، وأن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها، وكذلك النقل البحري، دون أن يستبعد خيار التحرك العسكري.
وأوضح بلينكن في مقابلة مع قناة "أبي سي نيوز" أن سفن دول عدة مُهددة بالهجمات في البحر الأحمر، معتبراً أن التهديد لا ينحصر في إسرائيل وأميركا.
كما هددت إسرائيل باستخدام القوة لردع الحوثيين، حيث قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، السبت، بأن بلاده ستقوم بالرد عسكريا على هجمات الحوثيين في اليمن، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضدهم.
ولا يستبعد مراقبون أن تشارك القوات اليمنية في الساحل الغربي للبلاد ضد أي عملية دولية ضد الحوثيين، لتأمين السواحل اليمنية.
وتدخل الحوثيون المتحالفون مع إيران في الصراع الذي تسربت تبعاته في أنحاء الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر إذ هاجموا سفنا في ممرات ملاحية حيوية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل نفسها.
وقال الحوثيون السبت الماضي إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسياتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وأظهرت بيانات من شركة كبلر لتتبع السفن أن ستريندا تحمل زيوتا نباتيا ووقودا حيويا من ماليزيا، وكانت متجهة إلى البندقية في إيطاليا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت ستريندا لها أي علاقات مع إسرائيل.
وتقول الجماعة، التي تحكم معظم مناطق اليمن، إن هجماتها هي إظهار الدعم للفلسطينيين وتعهدت بمواصلتها حتى توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة الواقع على بعد أكثر من ألف ميل من صنعاء.
والحوثيون هم إحدى جماعات عدة في "محور المقاومة" المتحالف مع إيران والذي يستهدف أهدافا إسرائيلية وأمريكية منذ أن هاجمت حركة حماس إسرائيل.
وخلال الأسبوع الأول من ديسمبر، تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية، مما دفع مدمرة تابعة للبحرية الأميركية إلى التدخل.
كما استولى الحوثيون الشهر الماضي على سفينة شحن ذات ملكية بريطانية وكانت لها صلات بشركة إسرائيلية.
وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا الهجمات على السفن وألقتا باللوم على إيران لدورها في دعم الحوثيين. وتقول طهران إن حلفاءها يتخذون قراراتهم بشكل مستقل.
وطالبت السعودية الولايات المتحدة بضبط النفس في الرد على الهجمات.